رووداو ديجيتال
أعلن المتحدث الرسمي للعمليات العسكرية في خيرسون بأوكرانيا، ألكساندر توليكونيكوف، أن الأوضاع في المدينة متوترة للغاية، حيث تُسمع أصوات الانفجارات في إحدى مناطق خيرسون تقريباً كل ساعتين، دون توقف لا ليلاً ولا نهاراً.
وأشار القائد العسكري، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إلى أن غالبية الهجمات الروسية تُنفذ باستخدام طائرات مسيرة، وغالباً ما تستهدف المدنيين.
وفيما يتعلق بالدفاع ضد الهجمات الروسية، قال ألكساندر توليكونيكوف إنهم أنشأوا نظاماً خاصاً لرصد وتدمير الطائرات المسيّرة، رغم أن الأمر صعب، إلا أنهم نجحوا في إسقاط نحو 80٪ منها، ويواصلون العمل الآن على التصدي للـ20٪ المتبقية.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: كيف هو الوضع العام في خيرسون بأوكرانيا حالياً؟
ألكساندر توليكونيكوف: الوضع في خيرسون معقد، لكنه تحت السيطرة. نحن منذ حوالي عامين ونصف تحت هجوم المحتلين الروس. من الضفة اليسرى، يهاجمنا الروس بأنواع متعددة من الأسلحة. يستخدمون كل الأسلحة التي يملكونها ضد خيرسون والمنطقة الساحلية، الضفة اليمنى من خيرسون. هذه تشمل الطائرات المسيّرة، المدفعية، الهاون، الدبابات، أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، وكذلك طائرات "شاهد" المسيّرة، والذخائر الجوّالة كما يسمونها، كما يستخدمون الصواريخ أيضاً. لقد أحصينا انفجاراً تقريباً كل دقيقتين يسمع في خيرسون، بلا توقف، لا نهاراً ولا ليلاً، هذه الهجمات لا تتوقف، كما يحاول الروس باستمرار احتلال تلك الجزر أو الضفة اليمنى، لكننا نحرس هذه الضفة ونصد هجماتهم بفعالية.
إذا تحدثنا عن التغيير التكتيكي للروس، فمنذ شهر آب بدأ تحولهم التكتيكي نحو استخدام الطائرات المسيّرة، وهذه هي طائرات FPV المسيّرة وطائرات من نوع "مافيك". طائرات FPV هي طائرات انتحارية تأتي وتستهدف البنية التحتية أو النقل. أما طائرات "مافيك" فتلقي الذخائر على الناس من ارتفاعات عالية. ونتيجة لذلك، في الشهر الماضي فقط، في شباط، سقط 100 ضحية، من بينهم 10 قتلى و90 جريحاً، بما في ذلك طفلان. وتستمر هذه الهجمات. إذا تحدثنا عن الأسبوع الماضي، فقد نُفذ 2200 هجوم بطائرات مسيّرة من قبل الروس من الضفة اليسرى على الضفة اليمنى. أسقطت 1600 منها بواسطة دفاعاتنا باستخدام أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة وبنادق مضادة للطائرات المسيّرة. هذا هو وضعنا.
رووداو: هل المناطق التي يتم قصفها في خيرسون من قبل روسيا هي مناطق مدنية؟ أم لا يزال هناك مدنيون في تلك المناطق التي يستمر فيها القصف؟
ألكساندر توليكونيكوف: نعم، واضح. غالبية الضحايا هم من المواطنين المدنيين. لقد نشر الروس على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم أنهم يهاجمون جميع من يتواجدون على الضفة اليمنى ضمن منطقة ساحلية تمتد لـ20 كيلومتراً. وبهذا يبررون هجماتهم. معظم الهجمات تتم بواسطة الطائرات المسيّرة. إنهم يستهدفون المواطنين المدنيين في الشوارع، والحافلات المتحركة، وسيارات الأجرة العامة. كما يستهدفون المنشآت الطبية، ووسائل النقل الطبي، وسيارات الإسعاف، والشرطة. في معظم الأحيان، يهاجمون المدنيين والبنية التحتية المدنية والمواطنين - أطفالاً ومسنين. وهم يتباهون على وسائل التواصل الاجتماعي بكيفية استهدافهم لامرأة مسنة أو رجل يمر بدراجته. هذا أمر مرعب للغاية، لكن بهذه الطريقة يوثقون جرائم الحرب التي نحن متأكدون من أنها ستُستخدم لاحقاً ضد الاتحاد الروسي في المحكمة الدولية.
رووداو: كيف تدافعون عن أنفسكم؟ هل يمكنكم الدفاع عن أنفسكم ضد هجمات الجيش الروسي على خيرسون؟
ألكساندر توليكونيكوف: نعم، بالتعاون مع الإدارة العسكرية للمنطقة والجنود، بدأت الإدارة العسكرية للمنطقة في إنشاء نظام من هذا النوع، بناء ما يسمى بقبة الحماية الإلكترونية، حماية إلكترونية راديوية يتم إنشاؤها من قبل الجنود بمساعدة أجهزة مختلفة تعطل الطائرات المسيّرة على ترددات مختلفة، وبهذه الطريقة نقوم الآن ببناء جدار من الضفة اليسرى لإسقاط الطائرات المسيّرة الروسية. نحن ندرك أن هذه مهمة صعبة للغاية، والجنود يعرفون ذلك أيضاً، لأن وضع هذه الأجهزة يجب أن يكون على مسافات محددة من بعضها البعض، وكل جهاز مصمم لتردد معين. هذه عملية دقيقة للغاية، ويجب أن نفهم أن الروس يستخدمون الآن تردداً واحداً وهو يعمل، أي عندما تأتي الطائرات المسيّرة، فإنها تسقط، ولكن قد لا يكون لتردد آخر تأثير. بمعنى أنه قد لا يعمل على طائرات مسيّرة أخرى. لذلك يغير الروس الترددات باستمرار، ونحن نغير الأجهزة أو مواقعها باستمرار، هذه حرب تكنولوجية مستمرة وبهذه الطريقة تمكنا من رفع معدل إسقاط الطائرات المسيّرة إلى 80٪، لكننا سنستمر في العمل حتى نتمكن من إسقاط الـ 20٪ المتبقية. بالإضافة إلى ذلك، نعمل ببنادق مضادة للطائرات المسيّرة، وحتى بأسلحة يدوية لإسقاط هذه الطائرات المسيّرة.
رووداو: إذاً، دعني أسألك عن المساعدات العسكرية، حتى الآن ونحن نتحدث، كم دولة أوروبية تقدم لكم مساعدات عسكرية؟ هل المساعدات مستمرة؟
ألكساندر توليكونيكوف: أوروبا بأكملها تساعدنا. نحن نشعر بذلك، وعلى وجه الخصوص نوقع مذكرات تفاهم مع ألمانيا، ومع المؤسسات والمنظمات الخيرية من مختلف البلدان، مثل هولندا. تم مؤخراً توقيع مذكرة مع بريطانيا العظمى، مع منطقة لنكنشاير، ومع إيطاليا، مع منطقة ليغوريا. جميع هذه البلدان تريد المساعدة، الاتحاد الأوروبي بأكمله. يريدون المساعدة ويساعدون أوكرانيا. بالطبع، هناك بعض البلدان التي لا تزال مترددة، بسبب الدعم الداخلي فيها. نحن نفهم أن هذا في أغلب الأحيان هو موقف القيادة، وليس شعب تلك البلاد. نحن واثقون من أن أوروبا بأكملها، جميع الشعوب، أوروبا، مثل أمريكا، تدعم أوكرانيا.
رووداو: إذاً، دعني أسألك عن المساعدات العسكرية، حتى الآن ونحن نتحدث، كم دولة أوروبية تقدم لكم مساعدات عسكرية؟ هل المساعدات مستمرة؟
ألكساندر توليكونيكوف: أوروبا بأكملها تساعدنا. نحن نشعر بذلك، وعلى وجه الخصوص نوقع مذكرات تفاهم مع ألمانيا، ومع المؤسسات والمنظمات الخيرية من مختلف البلدان، مثل هولندا. تم مؤخراً توقيع مذكرة مع بريطانيا العظمى، مع منطقة لنكنشاير، ومع إيطاليا، مع منطقة ليغوريا. جميع هذه البلدان تريد المساعدة، الاتحاد الأوروبي بأكمله. يريدون المساعدة ويساعدون أوكرانيا. بالطبع، هناك بعض البلدان التي لا تزال مترددة، بسبب الدعم الداخلي فيها. نحن نفهم أن هذا في أغلب الأحيان هو موقف القيادة، وليس شعب تلك البلاد. نحن واثقون من أن أوروبا بأكملها، جميع الشعوب، أوروبا، مثل أمريكا، تدعم أوكرانيا.
رووداو: نعم، هل يعني ذلك أن دعم أمريكا لأوكرانيا مستمر؟
ألكساندر توليكونيكوف: كما نرى، بدأت المساعدات العسكرية من جديد، وشركاؤنا ينشرون أخباراً عن ذلك، ونحن واثقون من أن جميع الشعوب، غالبية الشعب الأميركي يدعموننا ويدينون جرائم الاتحاد الروسي على الأراضي الأوكرانية لأن هذه، في المقام الأول، حرب من أجل الديمقراطية ضد الدكتاتورية.
رووداو: هل واجهتم مشكلة نقص في عدد الجنود، هل ما زالت هذه المشكلة قائمة؟
ألكساندر توليكونيكوف: في معظم الأحيان، نعاني من نقص في المعدات والأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، وكذلك أسلحة للحرب الجوية، لإسقاط الصواريخ والدفاع ضد طائرات سوخوي-4 وسوخوي-35 الروسية التي تلقي باستمرار قنابل موجهة على المناطق الأمامية للجبهة. هذا سلاح خطير للغاية، فالقنبلة الموجهة تطير لمسافة نحو 70 كيلومتراً، ثم تدمر عدة أحياء بأحجام مختلفة. هذه القنابل من طراز فاب-500، فاب-1000، فاب-1500، وهي مدمرة للغاية، تدمر المستشفيات ورياض الأطفال والعديد من الأحياء السكنية. مثل هذا السلاح يصعب إسقاطه، لذلك من الضروري الدفاع ضد الطائرات التي تحملها، وهذا ينطبق على كامل خط المواجهة الأمامي في منطقة خيرسون، زاباروجيا، دونيتسك، سومي، وأحياناً يحملون القنابل إلى هناك أيضاً.
نحن واثقون من أن ترمب سيضع أهداف أوكرانيا في الاعتبار أولاً. ونرى أن المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا مستمرة. لذلك نحن متأكدون من دعمه أوكرانيا أولاً. أما بالنسبة للمحادثات ووقف إطلاق النار المحتمل وما يعد به بوتين، فمن الصعب الحديث عن ذلك. نحن لا نرى في ساحة المعركة أن الهجمات تتوقف حقاً. لأننا، للأسف، ليست هذه المرة الأولى، وليست السنة الأولى التي نحارب فيها روسيا، بدأ كل هذا في عام 2014. وفي ذلك الوقت أيضاً، كان هناك العديد من بيانات الديكتاتور الروسي حول وقف إطلاق النار، ولكن مع ذلك استمرت الهجمات على المدن في مقدمة الجبهة، لذلك من الصعب تصديق وعوده، هذا ليس صحيحاً، فقط بالقوة يمكن إيقاف هذا الديكتاتور.
رووداو: هل غادر الكثير من المدنيين خيرسون؟ هل أخلت معظم العائلات المنطقة؟
ألكساندر توليكونيكوف: إذا تحدثنا عن هذين العامين، فقد طلب منا رسمياً 49 ألف شخص المساعدة، من بينهم 5 آلاف طفل. هؤلاء الأشخاص طلبوا الإجلاء، ويبقى الآن في المنطقة 143 ألف شخص. هذا يمثل حوالي 30٪ من السكان الذين كانوا يعيشون هناك قبل الهجوم الروسي الواسع النطاق على خيرسون. أي أن 30٪ من الناس الذين بقوا يعيشون هناك الآن، ومعظمهم من كبار السن.
رووداو: هل تتوفر المواد الغذائية والمستلزمات اليومية والصحية في خيرسون؟
ألكساندر توليكونيكوف: نعم، كل شيء متوفر. المستشفيات تعمل، وتحظى بأفضل دعم. نحن نراقب هذا باستمرار. كما تعمل الصيدليات، وهناك سوبر ماركت. في الوقت الحالي، لا تعود الأعمال التجارية الكبيرة إلى منطقة خيرسون، لكننا نعمل بنشاط على إزالة الألغام، حيث تم تطهير 65٪ من منطقة الضفة اليمنى، وهذا يمثل 445 ألف هكتار من إجمالي 683 ألف هكتار من الأراضي. هذا العمل مستمر الآن، لأن خيرسون منطقة زراعية ومن المهم جداً بالنسبة لنا تطهير الحقول، لأننا منطقة إنتاج الحبوب لكل أوكرانيا والعالم، حتى يتمكن مزارعونا من رفع المستوى الاقتصادي، الكثير يعتمد على ذلك، لذلك نحن مستعدون لهذا.
بالطبع، جميع الخدمات الأساسية متوفرة مثل الكهرباء والغاز، على الرغم من أن 40 بلدة في المناطق الساحلية بدون كهرباء وغاز، لأنها تتعرض للهجوم، فالروس يدمرون كل البنية التحتية، لكننا نأمل حتى في هذه الأيام من وقف إطلاق النار، إذا كان هناك وقف إطلاق نار حقيقي، إصلاح تلك المناطق التي تفتقر إلى الكهرباء والغاز منذ أكثر من عامين.
رووداو: لقد أشرت إلى الكهرباء، هل ما زالت محطات الكهرباء والطاقة تتعرض للقصف من قبل الجيش الروسي؟
ألكساندر توليكونيكوف: نعم، تُهاجم باستمرار، هناك هجمات مستمرة على المحولات ومحطات توزيع الغاز، وكذلك أبراج اتصالات الهاتف المحمول، يهاجمونها باستمرار بالطائرات المسيّرة، لحرمان الناس من وسائل الاتصال.
رووداو: بالنسبة للأشخاص النازحين، أين ذهب أغلب الناس الذين غادروا خيرسون ونزحوا؟
ألكساندر توليكونيكوف: معظم الناس ذهبوا إلى ألمانيا وبولندا، ثم بأعداد أقل إلى دول اسكندنافيا، وذهب الكثيرون إلى دول البلطيق. وبالطبع، إنجلترا، كندا، إسبانيا. هذه، بشكل عام، هي البلدان التي ذهب إليها معظم الناس. بالطبع هناك العديد من البلدان الأخرى التي ذهب إليها عدد أقل، لكن لا يزال عدد كبير من الناس قد ذهب إليها، والآن هم موجودون في كل مكان في أوكرانيا.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً