رووداو ديجيتال
وافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية، بمصادقة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف الناتو.
بدأت لجنة تابعة للبرلمان التركي، اليوم الثلاثاء (26 كانون الأول 2023) جلسة لمناقشة عدد من المسائل تشمل طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهي قضية شائكة ازدادت تعقيداً بعدما ربطها الرئيس رجب طيب إردوغان بطلب أنقرة طائرات مقاتلة من طراز اف-16 من حليفتها واشنطن.
وتخلّت السويد وفنلندا عن عقود من الحياد العسكري، عبر السعي للانضمام إلى المنظمة الدفاعية التي تقودها الولايات المتحدة، بعد غزو روسيا لأوكرانيا في شباط 2022.
وحصل طلبهما على موافقة سريعة من جميع أعضاء الناتو باستثناء تركيا والمجر. وفي النهاية، قبل البلدان بانضمام فنلندا إلى الحلف لتصبح العضو الـ31 في نيسان 2023.
ولا تزال تركيا والمجر الدولتين الوحيدتين في حلف شمال الأطلسي اللتين لم تصادقا على طلب انضمام السويد إلى الحلف بعد 19 شهراً من التقدّم به.
في تشرين الثاني الماضي، فشلت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي في التوصّل إلى اتفاق على نصّ للتصويت عليه في البرلمان، وتعقد اجتماعها مرّة أخرى بعد ظهر الثلاثاء.
ونقلت فرانس برس عن النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أوتكو جاكيركوز والعضو في لجنة الشؤون الخارجية، الثلاثاء، أن "اجتماع اللجنة بدأ وملف السويد يحتل المرتبة العاشرة على جدول الأعمال".
كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تخلّى عن اعتراضاته على انضمام السويد إلى الناتو في تموز الماضي، بعدما شنّت ستوكهولم حملة على جماعات كوردية تصنفها أنقرة بـ "الإرهابية".
وقال فؤاد أوقطاي النائب عن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه إردوغان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، في مقابلة تلفزيونية أمس الإثنين "نرى أنّ هناك تغييراً في السياسة في السويد. نرى بعض القرارات المتخذة في المحاكم، رغم أنّها قليلة"، مضيفاً: "كانت لدينا بعض المطالب لاتخاذ المزيد من الخطوات".
وبمجرد موافقة اللجنة على النص المطروح، سيتم التصويت عليه في جلسة عامة للبرلمان الذي يشغل تحالف إردوغان الحاكم غالبية المقاعد فيه.
وكانت الدول الأعضاء الأخرى في الناتو كثّفت ضغوطها على تركيا، وقالت فرنسا إنّ مصداقية الحلف "على المحك".
غير أنّ العملية لا تزال تعترضها صعوبات.
في كانون الأول الجاري، ربط إردوغان انضمام السويد بموافقة الكونغرس الأميركي "بشكل متزامن" على بيع مقاتلات إف-16 إلى تركيا. كما طالب الحلفاء في الناتو بما في ذلك كندا برفع حظر الأسلحة المفروض على أنقرة.
من جهته، قال أوزغور أونلوهيسارسيكلي، مدير مكتب أنقرة في مؤسسة صندوق مارشال الألماني الأميركي، لفرانس برس إنّ "عضوية السويد في الحلف الأطلسي ومبيعات طائرات اف-16 إلى تركيا سيتم التعامل معها بالتنسيق إلى حد ما لأنه لسوء الحظ، لا يثق أيّ من البلدين بالآخر".
وتأثرت القوات الجوية التركية المتقادمة، بسبب استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلات الهجومية المشتركة "اف-35" بقيادة الولايات المتحدة في العام 2019. وجاء ذلك رداً على قرار إردوغان الحصول على نظام دفاع جوي روسي يعتبره الناتو تهديداً أمنياً.
وتعهّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً المضي قدماً في بيع طائرات "اف-16" بقيمة 20 مليار دولار لأنقرة، غير أنّ المشرّعين منعوها بسبب مخاوف بشأن انتهاكات تركيا المفترضة لحقوق الإنسان والتوترات السابقة مع اليونان.
وفي هذا الإطار، قال أونلوهيسارسيكلي "لا يوجد إجماع قوي في البرلمان بشأن عضوية السويد في الحلف الأطلسي، ولا في الكونغرس الأميركي بشأن بيع طائرات إف-16 لتركيا".
فضلاً عن ذلك، أثار خطاب إردوغان المناهض لإسرائيل بعد بدء حربها مع حركة حماس في غزة، مخاوف في واشنطن.
وقال أونلوهيسارسيكلي "مع أنّ القضايا ليست مرتبطة ذات صلة، إلا أنّ تصريحات تركيا الداعمة لحماس تزيد من تعقيد عملية (بيع) اف-16"، مشيراً إلى أن مقتل جنود أتراك على يد مسلّحين أكراد في نهاية الأسبوع الماضي قد يؤثر أيضاً على انضمام السويد" إلى الحلف.
وأضاف "لكن إذا أظهر بايدن وإردوغان الإرادة اللازمة، يمكننا أن نتوقع انجاز العملية قريباً".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً