رووداو دیجیتال
وصف ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا علي دولمري، زيارة رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا بأنها "مهمة جداً" مشيراً الى أنها جاءت بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون وسيكون لها تأثير على علاقات أربيل وبغداد.
في حوار أجرته موفدة شبكة رووداو الإعلامية إلى فرنسا، آلا شالي، مع ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا، علي دولمري، قال الأخير إن فرنسا تهتم بالعراق وإقليم كوردستان "ولا يتحقق الاستقرار في الشرق الأوسط بدون العراق وإقليم كوردستان".
وأضاف علي دولمري ان "الرئيس ماكرون يقدر مكانة وأهمية نيجيرفان بارزاني حق قدرهما، وقد كان لنيجيرفان بارزاني دور مهم في تشكيل الحكومة العراقية وهو يريد تحقيق الأمن والاستقرار في العراق".
وأشار ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون يدرك تأثير رئيس إقليم كوردستان وستكون لزيارة نيجيرفان بارزاني تأثير على العلاقات بين أربيل وبغداد.
بشأن الجهود الفرنسية المرتبطة بالعلاقة بين حكومتي إقليم كوردستان وبغداد، قال علي دولمري إن فرنسا عملت دائماً على تهدئة التوترات بين أربيل وبغداد وتسعى لتحقيق علاقة جيدة بين أربيل وبغداد.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا:
رووداو: تستضيف باريس رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ونحاور ممثل حكومة إقليم كوردستان في باريس لتسليط الضوء على الزيارة. ما هي أهداف الزيارة وما هي المحاور التي سيناقشها نيجيرفان بارزاني مع الرئيس الفرنسي خلال اجتماعها المرتقب؟
علي دُولَمَري: كما تعلمون، هذه الزيارة مهمة جداً وتأتي بناء على دعوة رسمية من الرئيس ماكرون، حيث سيزور السيد نيجيرفان بارزاني باريس وسيجتمع معه. الاجتماع سيكون مهماً. معلوم لدى الجميع أن العالم يمر بأوضاع حساسة وقد أضيفت إلى الحروب القائمة حرب جديدة بين حماس وإسرائيل على مقربة منا. لذا تحظى هذه الزيارة بأهمية خاصة. دعت فرنسا رئيس إقليم كوردستان رسمياً لزيارتها لمناقشة أوضاع المنطقة وخاصة إقليم كوردستان والعراق اللذين يحظيان باهتمام فرنسا ولهما أهمية خاصة عندها. فالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا بدون العراق ولا بدون إقليم كوردستان. من هذا المنطلق، يقدر الرئيس ماكرون مكانة وأهمية نيجيرفان بارزاني حق قدرهما، ويعلم جيداً أن نيجيرفان بارزاني يريد تحقيق الأمن والاستقرار مع العراق العراق والمنطقة، وفي نفس الوقت يرتبط بعلاقات جيدة مع العراق وتركيا ودول الجوار ودول الخارج.
رووداو: يعاني العراق مشاكل كثيرة ولا تزال هناك مشاكل عالقة بينه وبين أربيل، كيف تجد فرنسا دور نيجيرفان بارزاني في هذا السياق؟
علي دُولَمَري: معلوم أن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وخلال فترة توليه هذا المنصب كان له دور مهم في أغلب المجالات، في مجال تشكيل الحكومة العراقية وحل الخلافات العميقة، وبإمكانه أن يمارس دوراً مؤثراً بفضل علاقاته الطيبة مع جميع الأطراف العراقية من كل مكونات العراق، وفي إقليم كوردستان يرتبط بعلاقات ممتازة مع كل القوى والأطراف السياسية، ولديه علاقات جيدة جداً مع دول الخارج، وله تأثيره في الدول العربية والإقليمية. الرئيس ماكرون يدرك هذا التأثير الإيجابي لرئيس إقليم كوردستان، وأنه بدوره ومكانته قادر على ممارسة دوره في الأوضاع التي تشهدها المنطقة، فعلى الأقل يستطيع ممارس دور فعال في تحقيق الأمن والاستقرار وتحسين علاقات أربيل وبغداد.
رووداو: ما الدور الذي يلعبه تعزيز علاقات إقليم كوردستان مع الدول الأخرى على الحوارات مع بغداد؟ إلى أي مدى برأيكم ستؤثر زيارات وحوارات رئيس إقليم كوردستان مع دول العالم على الحوارات التي تجري مع بغداد؟
علي دُولَمَري: بالطبع ستؤثر. أشرتم إلى ذلك في البداية. فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتقود الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع ألمانيا. دعوة رئيس إقليم كوردستان من قبل دولة عظمى مثل فرنسا، ستكون لها بالطبع تأثيرها على العلاقات بين أربيل وبغداد، على اعتبار أن أربيل تحظى اليوم بدعم قوي جداً، مثلاً مع فرنسا والرئيس ماكرون، لعب خصوصاً في عام 2017، دوراً كبيراً في كسر الحصار والعقوبات التي كانت مفروضة على إقليم كوردستان. كما عمل دوماً على تهدئة التوترات بين أربيل وبغداد، ويسعى الآن من أجل أن تكون هناك علاقات جيدة بين العاصمتين الاتحادية وإقليم كوردستان، لأن الرئيس ماكرون يعلم، صعوبة تحقيق الأمن والاستقرار دون وجود علاقة جيدة بين أربيل وبغداد.
رووداو: الزيارة الأخيرة لرئيس إقليم كوردستان لباريس كانت في 2019 وقمنا بتغطيتها. أعلنت التوأمة حينها بين أربيل وباريس، بعد ذلك لم نشاهد نشاطاً يذكر بين المدينتين. ما سبب ذلك؟
علي دُولَمَري: كلا، بالعكس حدث الكثير من الأشياء الجيدة، تلك الاتفاقية وقعت بين أربيل وباريس كي تتمكن باريس من مساعدة أربيل. وفود فنية من أربيل زارت باريس، خصوصاً في مجال البناء وإدارة المشاريع، أخرها مسار الدراجات الهوائية الذي افتتح في أربيل مؤخراً. كما زار عمدة باريس أربيل في شهر أيار الماضي، وقرر ترميم أحد أقدم المنازل في قلعة أربيل على نفقة بلدية باريس. كما وجّه عمدة باريس الدعوة لأربيل ورسمياً للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية عام 2024، كما عقد اجتماعات مهمة بين أربيل وباريس. بعضها (المشاريع) دخلت حيز التنفيذ، لكن ربما لم تكن وسائل الإعلام الفرصة والمجال لتغطيتها ونقلها. لذا، اقول إن العلاقة بين أربيل وباريس مستمرة.
رووداو: إذاً، هذه العلاقة ستشهد خطوة أخرى في ضوء النشاطات التي أشرتم اليها؟
علي دُولَمَري: نعم، بالطبع هذه الخطوات والعلاقات مستمرة، خصوصاً بعد 2019. عندما وقعت الاتفاقية تفشى وباء كورونا، ثم اندلعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، والآن اندلعت هذه الحرب، لكن رغم كل هذه التحديات، استمر التواصل بين دائماً بين أربيل وباريس، سواء إلكترونياً أو من خلال تبادل الزيارات.
رووداو: تشارك فرنسا في مساعي الاصلاحات بوزارة البيشمركة، لكنها والدول الأخرى قلقة عموماً من بطء سير العملية. كيف يفكر الفرنسيون عند الحديث عن هذه العملية؟
علي دُولَمَري: فرنسا تتطلع دوماً لعلاقات جيدة بين أربيل وبغداد، وكذلك إلى علاقات جيدة بين القوى والأطراف السياسية في إقليم كوردستان، لأن وحدة الأحزاب السياسية ستؤدي لتقوية إقليم كوردستان، خصوصاً في العلاقات مع بغداد. لذلك، فرنسا تتطلع دوماً إلى عراق قوي في الداخل، وكذلك إلى حكومة إقليم كوردستان قوية كي تحقق الحقوق المشروعة لشعب كوردستان في إطار الدستور العراقي. هذه هي رسالة فرنسا السياسية كي يطالب الكورد متحدين بحقوقهم ضمن الدستور العراقي. وكذلك أن تكون العلاقات مع بغداد جيدة، ويدعمون هذه السياسة دائماً ويؤكدون في جميع بياناتهم على ضرورة أن تؤمن الحكومة العراقية جميع الحقوق المشروعة لإقليم كوردستان في إطار الدستور العراقي، وبالمقابل يطالبون جميع الأطراف السياسية في إقليم كوردستان بالوحدة والقيام بالإصلاحات وتنظيم جميع المؤسسات، بما في ذلك وزارة البيشمركة.
رووداو: لكن نشاهد بأن العملية تسير ببطء. ما الذي تقوله فرنسا بهذا الشأن؟
علي دُولَمَري: لم يكن هناك أي رد فعل من هذا القبيل حتى الآن. كما تعلمون فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تعملان على هذه العملية، باعتبارهما السلطة الأولى في إقليم كوردستان والعراق، لكن فرنسا دعمت دائماً تنظيم صفوف قوات البيشمركة. ليس هذا وحسب، بل طالبت دوماً بتنظيم جميع المؤسسات، كي نتمكن من المطالبة بحقوق الشعب الكوردي في العراق موحدين.
رووداو: لنعد إلى زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى باريس واجتماعه الجمعة مع الرئيس ماكرون. هذا الاجتماع يأتي في وقت تستد فيه الحرب بين إسرائيل وحماس ويراقب كل هذا العالم هذا الوضع الجديد التي أثر ويؤثر بشكل كبير على المنطقة، وعلى قوات التحالف، خصوصاً في العراق. ما هي قراءة فرنسا لهذا الوضع؟ لقد اختارت حكومة إقليم كوردستان الحياد. ما الذي يقوله الفرنسيون؟
علي دُولَمَري: لقد تحدثت عن ذلك في وقت سابق أيضاً. الرئيس ماكرون قلق للغاية بشأن هذا الوضع والتطورات في الحرب بين إسرائيل وحماس وحتى الوضع في غزة. لذلك قام بزيارة المنطقة واجتمع مع زعماء دولها مثل الأردن. فرنسا لا ترغب في اتساع هذه الحرب بسبب عدم انتهاء حرب داعش بعد، وقد لعب إقليم كوردستان دوراً مهماً للغاية فيها. علينا أن لا ننسى أن فرنسا قدمت الكثير من الضحايا. وكانت أول دولة قدمت التضحيات في الداخل والخارج. لذلك، تحدث الرئيس ماكرون في خطابه الأخير عن ضرورة تشكيل تحالف آخر ضد المجموعات الإرهابية في المنطقة. لذا، يحتاجون إلى إقليم كوردستان ودور البيشمركة لأن داعش لم ينته بعد. صحيح أنه لا يسيطر على أي أراضي، لكن ايديولوجيا داعش والذين يقاتلون لداعش لاتزال قائمة سراً، وللقضاء عليها هناك حاجة لسنوات أخرى، وقد أكدت فرنسا دعمها دوماً للمضي في انهاء الحرب التي تشارك فيها في إطار التحالف الدولي، وذلك بدعم القوات الأخرى، خصوصاً الجيش العراقي وقوات البيشمركة. وتتمثل السياسة الفرنسية في القرار الذي اتخذته حكومة إقليم كوردستان والتي اختارت الحياد. بيان حكومة إقليم كوردستان كان مهماً للغاية لفرنسا، حيث تطالب بوقف فوري للحرب وانشاء دولة للفلسطينيين، وهو حق للشعب الفلسطيني، كي لا تتحول هذه الحرب إلى حرب بين شعبين ودولتين، بل حرباً بين إسرائيل ومجموعة حماس الإرهابية.
رووداو: الرئيس الفرنسي أشار خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي تواجدنا فيها لتغطيتها، إلى أهمية تشكيل تحالف الدولي ضد داعش. كيف بحثت فرنسا هذه المسألة معكم؟ كان بادياً على الرئيس ماكرون قلقه البالع من إمكانية حدوث هجمات إرهابية في فرنسا؟
علي دُولَمَري: لا شك في ان فرنسا تمر بوضع صعب للغاية، والمخاطر موجودة في فرنسا بسبب ملايين اللاجئين الذين يعيشون فيها واستمرار قدومهم دون أن تعرف فرنسا الوجهة القادمين منها. عليه، تبذل كل جهد كي لا تتسع الحرب أكثر مما هي عليه ولا تتحول إلى أزمة أخرى في وقت يواجه فيه العالم العديد من الأزمات الكبيرة. من جهة (الحرب بين) روسيا وأوكرانيا ومن جهة أخرى أذربيجان وأرمينيا، والآن حماس كحركة أعلنت الحرب ضد إسرائيل. هذه تدفع مجموعات إرهابية أخرى إلى التعاون مع حماس لتعزز هجماتها ضد إسرائيل، فيما دول العالم مثل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا ودول أخرى حليفة لإسرائيل في دفاعها عن نفسها. الرئيس ماكرون لا يريد لهذه الحرب أن تتسع، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وسيدفع الجماعات الإرهابية إلى استغلال الوضع لتهاجم الدول الأوروبية عموماً وفرنسا على نحو خاص التي تلعب دوراً كبيراً في القضاء على المجموعات الإرهابية. لذا، تشكّل فرنسا دوماً هدفاً للإرهابيين، وأحبطوا مؤخراً العديد من الهجمات حاولت المجموعات شنها على فرنسا، بدءاً من قصر فيرساي ومتحف لوفر وحتى برج إيفل والذي تم اخلاؤه بعد تلقي رسالة حول تنفيذ عملية إرهابية. فرنسا لا تريد تعريض أمن واستقرارها وأمن واستقرار الدول الأوروبية للخطر. استمرار هذه الحرب سيؤثر بشكل سلبي على باريس والدول الأخرى.
رووداو: كيف ينظر في داخل فرنسا لمطلب الرئيس ماكرون هذا؟ هل يرونها مناسباً؟
علي دُولَمَري: بالطبع، جميع أطراف المعارضة والمواطنين الفرنسيين مع سياسة ماكرون للدعم الدولي الذي عبّر عنه لإسرائيل في الحرب ضد حركة إرهابية وكذلك لحماية استقرار فرنسا. المواطنون الفرنسيون يدركون جيداً، ان انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، سيؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار فرنسا.
رووداو: ما هو الدور الذي بإمكان فرنسا أن تلعبه لدعم إقليم كوردستان في المجال الاقتصادي، خصوصاً في مجال تصدير نفط إقليم كوردستان؟
علي دُولَمَري: كما ذكرنا، لفرنسا علاقات جيدة مع إقليم كوردستان في الكثير من المجالات، وخصوصاً السياسي. دعوة رئيس إقليم كوردستان دليل على العلاقات القوية. هذه المرة العاشرة التي يزور فيها رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الإليزيه رسمياً، منذ عهد نيكولا ساركوزي إلى الوقت الحاضر. كما لدينا علاقات جيدة جداً في المجالات الأخرى بما في ذلك المجالات الثقافية والأكاديمية والاقتصادية. نحو 30 شركة فرنسية تعمل في إقليم كوردستان، وهذا العدد كان سيكون أكبر، لكن حرب داعش أدت إلى انسحاب بعضها واثارة خشية أخرى من القدوم إلى إقليم كوردستان. الشركات لا تريد الاستثمار في مكان يوجد فيه صراع، مع ذلك زارت الشركات إقليم كوردستان وتقوم بالاستثمار فيه. مسألة النفط، هي مسألة داخلية بين الحكومة العراقية وإقليم كوردستان، لكن فرنسا تريد حل هذه المشكلة في إطار الدستور، وقد سعت دوماً من أجل إيجاد حل ملائم لها، لأنها تلحق الضرر بجميع المكونات العراقية الأخرى. كما أشرنا، فرنسا تتطلع لتحقيق الاستقرار والأمن في العراق على كل الصعد، الاقتصادية، السياسية والأمنية. لذلك، من الصعب حماية الأمن والاستقرار في المنطقة دون وجود استقرار بين بغداد وأربيل، وبالنتيجة يؤثر ذلك على فرنسا بشكل مباشر.
رووداو: ما هي أهمية زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا، خصوصاً للوقت الحاضر؟
علي دُولَمَري: بإمكان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن يلعب دوراً مهماً لتهدئة الوضع الراهن في المنطقة كي لا يتفاقم، ولهذا الغرض، لعب في الماضي دوراً مهماً عدة مرات، وسنرى دوره اليوم وفي المستقبل ايضاً. يمر العالم حالياً بأزمة كبيرة جداً، ودعوة رئيس إقليم كوردستان إلى فرنسا تعكس بذاتها أنه بإمكان رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني أن يلعب دوراً تاريخياً لتخفيف التوترات والأزمات كي لا تتفاقم أكثر مستقبلاً. لأن هذا مهم جداً، رسالة الرئيس ماكرون تتمثل في عزمه ابقاء الحرب في حدودها الحالية دون اتساعها أكثر والإعلان عن وقف اطلاق النار بين الطرفين في النهاية، وأن لا تواجه المنطقة أزمة دموية بسبب وجود مجموعات إرهابية في العراق وسوريا قد تنضم إلى القتال. لذلك، فإن دور رئيس إقليم كوردستان سيكون هاماً لوقف على الوضع الحالي في الشرق الأوسط.
وصف ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا علي دولمري، زيارة رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا بأنها "مهمة جداً" مشيراً الى أنها جاءت بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون وسيكون لها تأثير على علاقات أربيل وبغداد.
في حوار أجرته موفدة شبكة رووداو الإعلامية إلى فرنسا، آلا شالي، مع ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا، علي دولمري، قال الأخير إن فرنسا تهتم بالعراق وإقليم كوردستان "ولا يتحقق الاستقرار في الشرق الأوسط بدون العراق وإقليم كوردستان".
وأضاف علي دولمري ان "الرئيس ماكرون يقدر مكانة وأهمية نيجيرفان بارزاني حق قدرهما، وقد كان لنيجيرفان بارزاني دور مهم في تشكيل الحكومة العراقية وهو يريد تحقيق الأمن والاستقرار في العراق".
وأشار ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون يدرك تأثير رئيس إقليم كوردستان وستكون لزيارة نيجيرفان بارزاني تأثير على العلاقات بين أربيل وبغداد.
بشأن الجهود الفرنسية المرتبطة بالعلاقة بين حكومتي إقليم كوردستان وبغداد، قال علي دولمري إن فرنسا عملت دائماً على تهدئة التوترات بين أربيل وبغداد وتسعى لتحقيق علاقة جيدة بين أربيل وبغداد.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا:
رووداو: تستضيف باريس رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ونحاور ممثل حكومة إقليم كوردستان في باريس لتسليط الضوء على الزيارة. ما هي أهداف الزيارة وما هي المحاور التي سيناقشها نيجيرفان بارزاني مع الرئيس الفرنسي خلال اجتماعها المرتقب؟
علي دُولَمَري: كما تعلمون، هذه الزيارة مهمة جداً وتأتي بناء على دعوة رسمية من الرئيس ماكرون، حيث سيزور السيد نيجيرفان بارزاني باريس وسيجتمع معه. الاجتماع سيكون مهماً. معلوم لدى الجميع أن العالم يمر بأوضاع حساسة وقد أضيفت إلى الحروب القائمة حرب جديدة بين حماس وإسرائيل على مقربة منا. لذا تحظى هذه الزيارة بأهمية خاصة. دعت فرنسا رئيس إقليم كوردستان رسمياً لزيارتها لمناقشة أوضاع المنطقة وخاصة إقليم كوردستان والعراق اللذين يحظيان باهتمام فرنسا ولهما أهمية خاصة عندها. فالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا بدون العراق ولا بدون إقليم كوردستان. من هذا المنطلق، يقدر الرئيس ماكرون مكانة وأهمية نيجيرفان بارزاني حق قدرهما، ويعلم جيداً أن نيجيرفان بارزاني يريد تحقيق الأمن والاستقرار مع العراق العراق والمنطقة، وفي نفس الوقت يرتبط بعلاقات جيدة مع العراق وتركيا ودول الجوار ودول الخارج.
رووداو: يعاني العراق مشاكل كثيرة ولا تزال هناك مشاكل عالقة بينه وبين أربيل، كيف تجد فرنسا دور نيجيرفان بارزاني في هذا السياق؟
علي دُولَمَري: معلوم أن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وخلال فترة توليه هذا المنصب كان له دور مهم في أغلب المجالات، في مجال تشكيل الحكومة العراقية وحل الخلافات العميقة، وبإمكانه أن يمارس دوراً مؤثراً بفضل علاقاته الطيبة مع جميع الأطراف العراقية من كل مكونات العراق، وفي إقليم كوردستان يرتبط بعلاقات ممتازة مع كل القوى والأطراف السياسية، ولديه علاقات جيدة جداً مع دول الخارج، وله تأثيره في الدول العربية والإقليمية. الرئيس ماكرون يدرك هذا التأثير الإيجابي لرئيس إقليم كوردستان، وأنه بدوره ومكانته قادر على ممارسة دوره في الأوضاع التي تشهدها المنطقة، فعلى الأقل يستطيع ممارس دور فعال في تحقيق الأمن والاستقرار وتحسين علاقات أربيل وبغداد.
رووداو: ما الدور الذي يلعبه تعزيز علاقات إقليم كوردستان مع الدول الأخرى على الحوارات مع بغداد؟ إلى أي مدى برأيكم ستؤثر زيارات وحوارات رئيس إقليم كوردستان مع دول العالم على الحوارات التي تجري مع بغداد؟
علي دُولَمَري: بالطبع ستؤثر. أشرتم إلى ذلك في البداية. فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وتقود الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع ألمانيا. دعوة رئيس إقليم كوردستان من قبل دولة عظمى مثل فرنسا، ستكون لها بالطبع تأثيرها على العلاقات بين أربيل وبغداد، على اعتبار أن أربيل تحظى اليوم بدعم قوي جداً، مثلاً مع فرنسا والرئيس ماكرون، لعب خصوصاً في عام 2017، دوراً كبيراً في كسر الحصار والعقوبات التي كانت مفروضة على إقليم كوردستان. كما عمل دوماً على تهدئة التوترات بين أربيل وبغداد، ويسعى الآن من أجل أن تكون هناك علاقات جيدة بين العاصمتين الاتحادية وإقليم كوردستان، لأن الرئيس ماكرون يعلم، صعوبة تحقيق الأمن والاستقرار دون وجود علاقة جيدة بين أربيل وبغداد.
رووداو: الزيارة الأخيرة لرئيس إقليم كوردستان لباريس كانت في 2019 وقمنا بتغطيتها. أعلنت التوأمة حينها بين أربيل وباريس، بعد ذلك لم نشاهد نشاطاً يذكر بين المدينتين. ما سبب ذلك؟
علي دُولَمَري: كلا، بالعكس حدث الكثير من الأشياء الجيدة، تلك الاتفاقية وقعت بين أربيل وباريس كي تتمكن باريس من مساعدة أربيل. وفود فنية من أربيل زارت باريس، خصوصاً في مجال البناء وإدارة المشاريع، أخرها مسار الدراجات الهوائية الذي افتتح في أربيل مؤخراً. كما زار عمدة باريس أربيل في شهر أيار الماضي، وقرر ترميم أحد أقدم المنازل في قلعة أربيل على نفقة بلدية باريس. كما وجّه عمدة باريس الدعوة لأربيل ورسمياً للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية عام 2024، كما عقد اجتماعات مهمة بين أربيل وباريس. بعضها (المشاريع) دخلت حيز التنفيذ، لكن ربما لم تكن وسائل الإعلام الفرصة والمجال لتغطيتها ونقلها. لذا، اقول إن العلاقة بين أربيل وباريس مستمرة.
رووداو: إذاً، هذه العلاقة ستشهد خطوة أخرى في ضوء النشاطات التي أشرتم اليها؟
علي دُولَمَري: نعم، بالطبع هذه الخطوات والعلاقات مستمرة، خصوصاً بعد 2019. عندما وقعت الاتفاقية تفشى وباء كورونا، ثم اندلعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، والآن اندلعت هذه الحرب، لكن رغم كل هذه التحديات، استمر التواصل بين دائماً بين أربيل وباريس، سواء إلكترونياً أو من خلال تبادل الزيارات.
رووداو: تشارك فرنسا في مساعي الاصلاحات بوزارة البيشمركة، لكنها والدول الأخرى قلقة عموماً من بطء سير العملية. كيف يفكر الفرنسيون عند الحديث عن هذه العملية؟
علي دُولَمَري: فرنسا تتطلع دوماً لعلاقات جيدة بين أربيل وبغداد، وكذلك إلى علاقات جيدة بين القوى والأطراف السياسية في إقليم كوردستان، لأن وحدة الأحزاب السياسية ستؤدي لتقوية إقليم كوردستان، خصوصاً في العلاقات مع بغداد. لذلك، فرنسا تتطلع دوماً إلى عراق قوي في الداخل، وكذلك إلى حكومة إقليم كوردستان قوية كي تحقق الحقوق المشروعة لشعب كوردستان في إطار الدستور العراقي. هذه هي رسالة فرنسا السياسية كي يطالب الكورد متحدين بحقوقهم ضمن الدستور العراقي. وكذلك أن تكون العلاقات مع بغداد جيدة، ويدعمون هذه السياسة دائماً ويؤكدون في جميع بياناتهم على ضرورة أن تؤمن الحكومة العراقية جميع الحقوق المشروعة لإقليم كوردستان في إطار الدستور العراقي، وبالمقابل يطالبون جميع الأطراف السياسية في إقليم كوردستان بالوحدة والقيام بالإصلاحات وتنظيم جميع المؤسسات، بما في ذلك وزارة البيشمركة.
رووداو: لكن نشاهد بأن العملية تسير ببطء. ما الذي تقوله فرنسا بهذا الشأن؟
علي دُولَمَري: لم يكن هناك أي رد فعل من هذا القبيل حتى الآن. كما تعلمون فإن الولايات المتحدة وبريطانيا تعملان على هذه العملية، باعتبارهما السلطة الأولى في إقليم كوردستان والعراق، لكن فرنسا دعمت دائماً تنظيم صفوف قوات البيشمركة. ليس هذا وحسب، بل طالبت دوماً بتنظيم جميع المؤسسات، كي نتمكن من المطالبة بحقوق الشعب الكوردي في العراق موحدين.
رووداو: لنعد إلى زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى باريس واجتماعه الجمعة مع الرئيس ماكرون. هذا الاجتماع يأتي في وقت تستد فيه الحرب بين إسرائيل وحماس ويراقب كل هذا العالم هذا الوضع الجديد التي أثر ويؤثر بشكل كبير على المنطقة، وعلى قوات التحالف، خصوصاً في العراق. ما هي قراءة فرنسا لهذا الوضع؟ لقد اختارت حكومة إقليم كوردستان الحياد. ما الذي يقوله الفرنسيون؟
علي دُولَمَري: لقد تحدثت عن ذلك في وقت سابق أيضاً. الرئيس ماكرون قلق للغاية بشأن هذا الوضع والتطورات في الحرب بين إسرائيل وحماس وحتى الوضع في غزة. لذلك قام بزيارة المنطقة واجتمع مع زعماء دولها مثل الأردن. فرنسا لا ترغب في اتساع هذه الحرب بسبب عدم انتهاء حرب داعش بعد، وقد لعب إقليم كوردستان دوراً مهماً للغاية فيها. علينا أن لا ننسى أن فرنسا قدمت الكثير من الضحايا. وكانت أول دولة قدمت التضحيات في الداخل والخارج. لذلك، تحدث الرئيس ماكرون في خطابه الأخير عن ضرورة تشكيل تحالف آخر ضد المجموعات الإرهابية في المنطقة. لذا، يحتاجون إلى إقليم كوردستان ودور البيشمركة لأن داعش لم ينته بعد. صحيح أنه لا يسيطر على أي أراضي، لكن ايديولوجيا داعش والذين يقاتلون لداعش لاتزال قائمة سراً، وللقضاء عليها هناك حاجة لسنوات أخرى، وقد أكدت فرنسا دعمها دوماً للمضي في انهاء الحرب التي تشارك فيها في إطار التحالف الدولي، وذلك بدعم القوات الأخرى، خصوصاً الجيش العراقي وقوات البيشمركة. وتتمثل السياسة الفرنسية في القرار الذي اتخذته حكومة إقليم كوردستان والتي اختارت الحياد. بيان حكومة إقليم كوردستان كان مهماً للغاية لفرنسا، حيث تطالب بوقف فوري للحرب وانشاء دولة للفلسطينيين، وهو حق للشعب الفلسطيني، كي لا تتحول هذه الحرب إلى حرب بين شعبين ودولتين، بل حرباً بين إسرائيل ومجموعة حماس الإرهابية.
رووداو: الرئيس الفرنسي أشار خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي تواجدنا فيها لتغطيتها، إلى أهمية تشكيل تحالف الدولي ضد داعش. كيف بحثت فرنسا هذه المسألة معكم؟ كان بادياً على الرئيس ماكرون قلقه البالع من إمكانية حدوث هجمات إرهابية في فرنسا؟
علي دُولَمَري: لا شك في ان فرنسا تمر بوضع صعب للغاية، والمخاطر موجودة في فرنسا بسبب ملايين اللاجئين الذين يعيشون فيها واستمرار قدومهم دون أن تعرف فرنسا الوجهة القادمين منها. عليه، تبذل كل جهد كي لا تتسع الحرب أكثر مما هي عليه ولا تتحول إلى أزمة أخرى في وقت يواجه فيه العالم العديد من الأزمات الكبيرة. من جهة (الحرب بين) روسيا وأوكرانيا ومن جهة أخرى أذربيجان وأرمينيا، والآن حماس كحركة أعلنت الحرب ضد إسرائيل. هذه تدفع مجموعات إرهابية أخرى إلى التعاون مع حماس لتعزز هجماتها ضد إسرائيل، فيما دول العالم مثل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا ودول أخرى حليفة لإسرائيل في دفاعها عن نفسها. الرئيس ماكرون لا يريد لهذه الحرب أن تتسع، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وسيدفع الجماعات الإرهابية إلى استغلال الوضع لتهاجم الدول الأوروبية عموماً وفرنسا على نحو خاص التي تلعب دوراً كبيراً في القضاء على المجموعات الإرهابية. لذا، تشكّل فرنسا دوماً هدفاً للإرهابيين، وأحبطوا مؤخراً العديد من الهجمات حاولت المجموعات شنها على فرنسا، بدءاً من قصر فيرساي ومتحف لوفر وحتى برج إيفل والذي تم اخلاؤه بعد تلقي رسالة حول تنفيذ عملية إرهابية. فرنسا لا تريد تعريض أمن واستقرارها وأمن واستقرار الدول الأوروبية للخطر. استمرار هذه الحرب سيؤثر بشكل سلبي على باريس والدول الأخرى.
رووداو: كيف ينظر في داخل فرنسا لمطلب الرئيس ماكرون هذا؟ هل يرونها مناسباً؟
علي دُولَمَري: بالطبع، جميع أطراف المعارضة والمواطنين الفرنسيين مع سياسة ماكرون للدعم الدولي الذي عبّر عنه لإسرائيل في الحرب ضد حركة إرهابية وكذلك لحماية استقرار فرنسا. المواطنون الفرنسيون يدركون جيداً، ان انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، سيؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار فرنسا.
رووداو: ما هو الدور الذي بإمكان فرنسا أن تلعبه لدعم إقليم كوردستان في المجال الاقتصادي، خصوصاً في مجال تصدير نفط إقليم كوردستان؟
علي دُولَمَري: كما ذكرنا، لفرنسا علاقات جيدة مع إقليم كوردستان في الكثير من المجالات، وخصوصاً السياسي. دعوة رئيس إقليم كوردستان دليل على العلاقات القوية. هذه المرة العاشرة التي يزور فيها رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الإليزيه رسمياً، منذ عهد نيكولا ساركوزي إلى الوقت الحاضر. كما لدينا علاقات جيدة جداً في المجالات الأخرى بما في ذلك المجالات الثقافية والأكاديمية والاقتصادية. نحو 30 شركة فرنسية تعمل في إقليم كوردستان، وهذا العدد كان سيكون أكبر، لكن حرب داعش أدت إلى انسحاب بعضها واثارة خشية أخرى من القدوم إلى إقليم كوردستان. الشركات لا تريد الاستثمار في مكان يوجد فيه صراع، مع ذلك زارت الشركات إقليم كوردستان وتقوم بالاستثمار فيه. مسألة النفط، هي مسألة داخلية بين الحكومة العراقية وإقليم كوردستان، لكن فرنسا تريد حل هذه المشكلة في إطار الدستور، وقد سعت دوماً من أجل إيجاد حل ملائم لها، لأنها تلحق الضرر بجميع المكونات العراقية الأخرى. كما أشرنا، فرنسا تتطلع لتحقيق الاستقرار والأمن في العراق على كل الصعد، الاقتصادية، السياسية والأمنية. لذلك، من الصعب حماية الأمن والاستقرار في المنطقة دون وجود استقرار بين بغداد وأربيل، وبالنتيجة يؤثر ذلك على فرنسا بشكل مباشر.
رووداو: ما هي أهمية زيارة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إلى فرنسا، خصوصاً للوقت الحاضر؟
علي دُولَمَري: بإمكان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن يلعب دوراً مهماً لتهدئة الوضع الراهن في المنطقة كي لا يتفاقم، ولهذا الغرض، لعب في الماضي دوراً مهماً عدة مرات، وسنرى دوره اليوم وفي المستقبل ايضاً. يمر العالم حالياً بأزمة كبيرة جداً، ودعوة رئيس إقليم كوردستان إلى فرنسا تعكس بذاتها أنه بإمكان رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني أن يلعب دوراً تاريخياً لتخفيف التوترات والأزمات كي لا تتفاقم أكثر مستقبلاً. لأن هذا مهم جداً، رسالة الرئيس ماكرون تتمثل في عزمه ابقاء الحرب في حدودها الحالية دون اتساعها أكثر والإعلان عن وقف اطلاق النار بين الطرفين في النهاية، وأن لا تواجه المنطقة أزمة دموية بسبب وجود مجموعات إرهابية في العراق وسوريا قد تنضم إلى القتال. لذلك، فإن دور رئيس إقليم كوردستان سيكون هاماً لوقف على الوضع الحالي في الشرق الأوسط.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً