الكورد.. هم الخيار الوحيد امام تركيا لزيادة قوتها

03-01-2016
عارف قورباني
الكلمات الدالة تركيا، الكورد
A+ A-

منذ ما يقارب المئة عام الماضية، تحاول دولة تركيا ان تظهر نفسها كدولة قوية لها مكانتها في المنطقة، فهي قد تميل لهذه الفكرة كرد فعل نفسي في إظهار همينتها بسبب فشل الخلافة العثمانية.

وبالرغم من انها تتواجد في رقعة جغرافية مليئة بالمشاكل والأزمات، إلا انها استطاعت ان تتقدم في مراحل كبيرة كدولة، سواء من الناحية السياسية أو من الناحية العسكرية، واستطاعت ايضا ان تحل مشاكلها الاقتصادية.

ان تركيا قد وصلت الى مرحلة تحلم بها بعودة خلافتها على مناطق الدولة العثمانية القديمة، وبدأت تتدخل في الأمور الداخلية لبعض دول المنطقة، وحاولت ايضا ان تترأس التوسع السني في المنطقة أجمع.

ولكن التغيرات السريعة في المنطقة وخصوصا في السنوات الأخيرة، لم تخدم المصالح التركية، وجعلت المعادلات تصبح متعاكسة تماما لما تبتغيه، فالحرب مع تنظيم داعش قد غير امورا كثيرة، وعودة العراق وسوريا الى الظهور في الساحة من جديد قد أثر على الدور التركي في المنطقة، والذي كان بديلا عن دور هذه الدول، وأيضا يجب ان لا ننسى التسلح الإيراني، وبقاء الاسد في الحكم، والتدخل العسكري الروسي، وعدم الجدية من قبل اميركا ودول تحالف الناتو من هذا التدخل الروسي، وعدم استقرار الوضع داخليا في تركيا.

فكل هذه الأمور أثرت على الدور التركي، ولم يتبق أمام تركيا خيارات اخرى لكي ترجع الى الساحة، وهذا الخيار لطالما تخوفت منه تركيا خلال العقود الماضية، وهو حل مسألة الكورد في هذه البلاد.

كانت الدولة التركية خلال العقود الماضية، تقف دائما أمام الكورد، سواء بإنكار وجودهم، أو تصفيتهم أو بالتغيير الديموغرافي للمناطق الكوردستانية، ناهيك عن تهجير المئات من الكورد الى دول أخرى.

ان الكورد في تركيا الآن قد اصبحوا اقوى من ذي قبل، ومسألة وجودهم أصبح واقع حال، وهذا ما يقر به المسؤولون الكبار في البلاد، إلا انهم مازالوا متخوفين من حل هذه المشكلة، فتركيا الآن تستطيع الاستفادة من حل مشكلة الكورد، ولكن عدم إيجاد الحلول لهذه المسألة قد تؤدي من الآن وصاعدا الى تفاقم الأزمات أكثر وأكثر، وهناك دول أخرى قد تستعمل ورقة الكورد للضغط عليها في المستقبل القريب.

وإذا استمرت تركيا على هذا المنوال فسوف تزداد لديها مشاكلها الداخلية، فالأحداث الحالية إذا لم تحل فقد تؤدي الى نتائج عكسية لا يحمد عقباها، وعلى تركيا ان تكسر حاجز الخوف الذي يسيطر عليها وتقوم بحل مسألة الكورد، وهذا سيجعلها تعود لقوتها وستقوم بتقوية الجبهة الداخلية لديها، وعندها قد تنتهي كل مشاكلها مع غرب كوردستان.

وتستطيع تركيا ان تستعمل ورقة الكورد ضد ايران ايضا، وذلك بالتعاون مع الكورد في شرق كوردستان لإيقاف الهيمنة الإيرانية التي اصبحت تتوسع في المنطقة.

لم يتبقى أمام تركيا غير هذا الخيار، فهي لا تملك حاليا اية خيارات أخرى للحفاظ على مكانتها السابقة في المنطقة، ولكن هكذا يصبح حل المسألة الكوردية في تركيا  كسلاح ذو حدين، الأول تستطيع تركيا من خلاله قطع رؤوس الدول التي تكن لها العداء، والثاني قد تقوم بقطع رأس تركيا بها.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية‬‬‬












تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب