لماذا نحن بحاجة لحماية البيئة ؟

05-10-2016
عمر المنصوري
عمر المنصوري
الكلمات الدالة فرنسا الكورد سوريا داعش تركيا
A+ A-

بين وقت واخر تطل علينا العديد من المفاهيم البيئية التي يستوجب الوقوف عندها وتوضيح فائدتها لذا من المهم معرفة هل نحن بحاجة للحفاظ على البيئة من التلوث  وماهي الاساليب الواجب اتباعها لحماية محيطنا البيئي  وهل نحن معنيين بخفض معدلات التلوث واخيرا ماهي المسؤولية البيئية المطالب بها الانسان ؟


تلوث البيئة وتوليد النفايات واستنزاف الموارد الطبيعية تؤدي الى العديد من المشاكل البيئية المحلية فضلا عن التلوث العالمي وذلك يتضمن مشاكل الصحة والسلامة والاحتباس الحراري ( الاحترار العالمي ) واستنزاف طبقة الاوزون والامطار الحامضية وازالة الغابات . اما انواع التلوث فتشمل تلوث المياه ومصدرها المواد الكيمياوية وانسكاب النفط من قبل البواخر والسفن , ثانيا : تلوث الهواء ومصدره انبعاثات السيارات والطائرات والمصانع , ثالثا : تلوث التربة ومصدرها استعمال المبيدات الحشرية والمواد الكيمياوية وانسكاب النفط فضلا عن التخلص من النفايات بطرق غير صحيحة . كذلك ونتيجة لانشطتنا اليومية فأننا نستهلك الماء والكهرباء والغاز والمواد الخام مما يؤدي لاستنزاف الموارد الطبيعية  واخيرا استهلاك الطاقة .

لا تزال عمليات ردم النفايات والمخلفات في معظم البلاد العربية تتم بطرق بدائية وليست صحية بعد طمرها بالقرب من المناطق السكنية وبعمق غير مناسب من سطح التربة مما يسبب انبعاثات الغازات السامة كذلك تعرض التربة للانهيار . ايضا هناك خسارة صافية قدرها 22 مليون هكتار من مساحة الغابات في جميع انحاء العالم في كل عام , اي بمعنى نحن لازلنا مقبلون لازالة اهم فلتر لتصفية وتنقية الهواء وكذلك تقليل معدلات الحرارة في الارض بأزالة الغابات والاشجار وحتى التجاوزعلى الحدائق والمساحات الخضراء في المناطق السكانية .

وفي ذات القضية فأن الحاجة للحفاظ على المياه يبلغ ذروته ولربما حروب العالم القادمة سيكون سببها فرصة الحصول على المياه , ومع ذلك فأن المخلفات الصناعية التي مصدرها الصناعات الكيمياوية والزراعية والغذائية وايضا مخلفات المستشفيات الطبية تلقى الى الانهر , الى جانب ذلك فأن كثير من الدول تقوم بتصريف مياه المجاري الى الانهر والبحار وبالطبع لما تحويه تلك المياه من مركبات كيمياوية ومعادن ثقيلة سامة فأن خطرها سيلحق الضرر البالغ بصحة البشر وايضا الثروة الحيوانية .

كثير من المشاكل البيئية تهدد الصحة والرخاء والاقتصاد بل وحتى الامن والاستقرار للبلاد , المبيدات الحشرية كمثال بسيط لما نقترفه بحق الارض يؤدي لتلوث الغذاء والماء والهواء والنبات والحيوان وذلك يؤثر سلبا على الجهود المبذولة لتحقيق استقرار الاقتصاد الوطني مما يهدد الامن ويزعزعه . عندما يكون الناس في نقص وحاجة ماسة للحصول على المياه والطاقة والغذاء او البيئة الصالحة للعيش يمكن ان يضر بالنتيجة استقرار الاقتصاد ويصطدم بسياسة البلاد .

الانسان دائما في علاقة سيئة مع البيئة وادراكه لحقيقة الخطر الذي يحدق به لازال ايضا في طور التكوين لديه وبعيد عن شعوره بالمسؤولية الالهية والدنيوية لجعل الارض كوكبا صالحا للعيش فيه فنحن البشر ليس لدينا مكان اخر نلجأ اليه مع تزايد الكوارث البيئية التي تنغص حياتنا . من السهل جدا انبعاث الغازات الملوثة والدخان من السيارة والمنزل والمعمل الى الجو وتلويثه ومن السهل ايضا التخلص ورمي السموم والنفايا الصناعية في الانهر ومن الاسهل ايضا نقل النفايات المنزلية وطمرها بأقرب مكان الينا واذا اردت الاسهل فحرق النفايات , ولكن الصعب جدا ايقاف جميع تلك الملوثات بالشكل الذي تسببنا فيه .

المشاكل البيئية هي من اخطر المشاكل التي تواجه البشرية اليوم , وكثير من البلدان حول العالم يدرسون سبل مختلفة لانقاذ البيئة الذاهبة نحو تدهور مستمر , ورغم الكثير من الطرق والحلول التي تم تطبيقها لخفض معدلات التلوث الا ان العودة بنا الى مصاف البيئة السليمة قبل ان يحل بها الانسان شتى انواع التلوث اصبح امرا بالغ الصعوبة , رغم اننا قادريين في القضاء على العوامل التي ادت الى التلوث في المقام الاول وذلك يتطلب اللجوء الى الطاقة النظيفة وتخفيض انبعاثات الغازات الى المحيط الجوي , وبالطبع يتوقف ذلك على نشاط الانسان وحسن سلوكه مع البيئة .

الاساليب الحالية لتنظيف البيئة ومكافحة التلوث هي ببساطة لا يمكن ان تعطينا النتيجة النهائية والمطلوبة وسبب ذلك سبل المعيشة وسوء التصنيع , حيث ان تصرفات البشر وراء تلوث البيئة وان المعيار الاخلاقي يعتمد على صواب او خطأ فعل الانسان بسلوكه الصحيح مع البيئة , ومن أجل حل المشاكل البيئية لابد من تغيير سلوك البشر قبل التفكير بالتكنولوجيا والطاقة لمكافحة التلوث البيئي المتفاقم اثره يوما بعد اخر .

تدهور البيئة برز بأعتباره مشكلة خطيرة وقد تسبب العديد من المشاكل الاجتماعية مثل النقص في الموارد والاحترار العالمي والتشوهات الخلفية بفعل التلوث الناجم عن الاشعاعات والاسلحة المستخدمة في الحروب وغيرها من الامراض الوراثية ذات الصلة , جميع هذه المشكلات تشكل تهديدا على وجود وتطور الجنس البشري . وعلى الرغم ان الناس ادركت منذ عقود من الزمن خطورة التدهور البيئي والعديد من السياسات التي اعتمدت لهذا الغرض الا ان البيئة لا تزال تتدهور . في ضوء ما تقدم علينا التفكر فقط لو استمر الحال على ما هو عليه بأنبعاث المزيد من الملوثات الى الارض والمحيط الجوي اضافة لاستنزاف خيرات الارض فأن المستقبل لا يبشر بأرض خضراء مدت يدها طويلا من اجل رفاهية واستقرار البشر .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية‬‬‬.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب