الأزمة المالية قد تُسهم في ازدهار الثروة الحيوانية بإقليم كوردستان من جديد

17-08-2016
رووداو
الكلمات الدالة تربية المواشي الأزمة المالية إقليم كوردستان
A+ A-

رووداو – أربيل

انخفضت أعداد المواشي المحلية في إقليم كوردستان في الآونة الأخيرة لعدة أسباب، ولكن المسؤولين في قطاع الثروة الحيوانية يقولون إنهم "يأملون بأن تكون الأزمة المالية سبباً لازدهار الثروة الحيوانية".

ووفقاً لإحصائيات وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان، فإنه "في عام 2007 كان هناك 5 ملايين و295 ألف رأس من الأغنام والماعز والأبقار والثيران والجواميس، إلا أن 35% من هذه النسبة انخفضت في عام 2008، أما في عام 2009، فلم يبقى سوى 3 ملايين و441 ألف رأس من المواشي".

وتشير آخر بيانات الوزارة إلى أنه "في عام 2015 كان العدد الإجمالي للمواشي المحلية 4 ملايين و597 ألفاً، ما يعني زيادة بمقدار مليون و115 ألف رأس من المواشي خلال 6 أعوام الماضية، وهي نسبة قليلة جداً وفقاً للمقاييس العالمية".

وقال مدير دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة والموارد المائية بإقليم كوردستان، رمضان محمد، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "في الأعوام الماضية ازدادت أعداد المواشي، ولكن ليس وفقاً للمقاييس العالمية، حيث كان من المفترض أن تزداد أعدادها بمقدار 8 ملايين خلال 6 أعوام، ولكن ذلك لم يحدث".

ما هي الأسباب؟

ويُرجع رمضان محمد الأسباب إلى "الجفاف والسياسيات الإدارية الخاطئة في إقليم كوردستان، والتربية التقليدية للمواشي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف وزيادة معدل استخدام اللحوم الحمراء، إلى جانب الهجرة من الريف إلى المدينة، والعزوف عن تربية المواشي من جانب القطاع الخاص، كل ذلك تسبب بتراجع الثروة الحيوانية".

وأضاف محمد أنه "إذا لم يقم القطاع الخاص بمشاريع خاصة، وإنشاء سوق خاص من أجل تحقيق الأرباح من حليب ولبن وصوف الحيوانات، فلن تزدهر الثروة الحيوانية المحلية في إقليم كوردستان على النحو المطلوب".

ومن أجل زيادة نسبة المواشي المحلية، منعت وزارة الزراعية والموارد المائية منذ عدة أعوام ذبح إناث الحيوانات، كما فتحت الطريق أمام استيراد الحيوانات الحية واللحوم الحمراء، ولكن ذلك لم يلعب دوراً في زيادة أعداد المواشي.

ووفقاً لإحصائيات دائرة الثروة الحيوانية في محافظة أربيل، فإن "هناك مليون و376 ألف و246 رأساً من المواشي في الأغنام والماعز، و175 ألف و329 رأساً من الأبقار والثيران والجواميس في المحافظة".

وقال مدير دائرة الثروة الحيوانية في محافظة أربيل، عبدالخالق عبدالقادر، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "منتجات الصوف واللبن واللحم لا تدر أرباحاً على النحو المطلوب، كما أنه ازداد معدل نفوق المواشي، فضلاً عن أن تربية المواشي توقفت في مناطق الكوير ومخمور، والتي تعتبر مناطق مهمة لتربية المواشي".

وأضاف عبدالقادر إنه "فقط القطاع الخاص قادر من خلال المشاريع الخاصة على تطوير مجال تربية المواشي".

في محافظة السليمانية العدد أكبر

وفقاً لإحصائيات وزارة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان، فإن "العدد الأكبر من المواشي المحلية موجود في محافظة السليمانية، بعبارة أخرى فإن 33.6% من الثروة الحيوانية موجودة في المحافظة، ولكن أعلى نسبة لذبح المواشي واستهلاك اللحوم الحمراء هي في السليمانية أيضاً".

من جهته قال مدير دائرة الثروة الحيوانية في محافظة السليمانية، شوكت عزيز، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "في عام 2002 كان هناك 68 ألف من مالكي المواشي، ولكن بعد سقوط نظام صدام حسين، ترك الكثير منهم هذه المهنة، وحالياً هناك 20 ألفاً منهم فقط".

وأضاف عزيز أن "محافظة السليمانية تستهلك سنوياً 28 ألف طن تقريباً من اللحوم الحمراء، منها 66.4% من منتجات اللحوم المحلية".

لا زال الأمل موجوداً بازدهار تربية المواشي

في السليمانية هناك أكثر من مليوني دونم من الأراضي المزروعة بالأعشاب، مما يجعل 90% من مربي المواشي يعتمدون على خيرات أرضهم وحقولهم.

مدير دائرة الثروة الحيوانية في محافظة السليمانية متفائل بأن تصبح الأزمة المالية سبباً في عودة الأهالي إلى تربية المواشي، حيث أن من الممكن أن تصبح الأزمة المالية سبباً في ازدهار الثروة الحيوانية، وفي الماضي كان الأهالي يهاجرون من القرى إلى المدن، ولكن الآن وعلى العكس من ذلك، فإن الأهالي بدؤوا بالعودة إلى القرى، وغالبيتهم يعملون في تربية المواشي.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب