الشابة الكوردية الازيدية جينان: لن استبدل الخيمة التي اعيش فيها بأوروبا كلها

16-09-2015
رووداو
الكلمات الدالة جينان الازيديين
A+ A-

رووداو – دهوك 

قالت الشابة الكوردية الازيدية جينان بدل للرئيس الفرنسي وجها لوجه: "نشكر موقفكم لكنني سأعود إلى كوردستان لاعيش مثل اخوتي واخواتي الازيديين في المخيم".


ونفذت جينان تعهدها بالعودة إلى كوردستان، بعدما رفضت عرض اللجوء في فرنسا، وهي حاليا في مخيم ايساي قرب منطقة باعدري.

وتحدثت جينان لشبكة رووداو الاعلامية عن تفاصيل سفرها إلى فرنسا ولقائها مع الرئيس فرانسوا هولاند الذي حدثته عما تعرضت له قبل خلاصها من قبضة داعش.

وجينان من سكان قرية دهولا التابعة لناحي سنون التابعة لقضاء سنجار، تزوجت بأحد الشبان في قريتها قبل ثلاثة أعوام، لكن بعد هجوم داعش على المنطقة، احتجزت مع العديد من النساء والاطفال الكورد الازيديين لدى التنظيم، لكنها تمكنت بعد ذلك بثلاثة اشهر من الخلاص بالتعاون مع حكومة اقليم كوردستان.

من الذي أخذ جينان إلى فرنسا؟



وعن كيفية سفرها إلى فرنسا، قالت جينان "عدة شخصيات كوردية ازيدية طلبت مني المشاركة في مؤتمر في باريس، ووافقت على ذلك، وذهبنا إلى فرنسا نهاية الشهر الماضي".

وتحدثت جينان هناك عن الاشهر الثلاثة التي عاشتها عندما كانت اسيرة بيد داعش، وتم إعداد كتيب عن قصتها باللغة الفرنسية وتم نشره بالفعل، وقالت "حولت الاشهر الثلاثة التي عشتها في قبضة داعش إلى كتيب عن طريق شخص كوردي ازيدي اسمه سعيد سرجم، وتم عرض الكتيب خلال المؤتمر".

وحمل الكتيب عنوان (جينان.. إحدى سبايا داعش) وهو مؤلف من 250 صفحة، تقول عنه جينان "في الحقيقة لم أكن اتوقع أن يلاقي الكتيب هذا الصدى الكبير، ولكن في المؤتمر كان كل من يلاقيني يقوم باحتضاني، ووفقا لعلوماتي فإن 20 ألف نسخة منه تباع يوميا في اسواق فرنسا".

ثلاث دقائق مع الرئيس الفرنسي



وكانت جينان جالسة لوحدها في خيمتها لدى وصول فريق رووداو إلى هناك لاجراء المقابلة معها، ولم يكن معها أحد، لكنها قالت إن زوجها سيصل بعد قليل.

والتقت جينان في باريس بالرئيس الفرنسي، وأردفت "قالوا لي إن الرئيس الفرنسي يريد اللقاء بي بعد المؤتمر، لكن لمدة ثلاث دقائق فقط، وعندما وقفت أمامه شعرت بالدهشة، لم أصدق أنه طلب رؤيتي. قالوا لي: سنمنحك الجنسية الفرنسية خلال 24 ساعة إذا بقيتي هنا، لكنني رفضت ذلك، وقلت لهم بدل مساعدتي؛ ساعدوا الكورد ليقاتلوا داعش ويحرروا الفتيات والنساء الازيديات".

وهذه الشابة الازيدية كانت ترتدي ثيابا بسيطة جدا، وتحمل هاتفا جوالا من النوع الرخيص جدا، وأوضحت أن "الرئيس الفرنسي قال لي: كوني على ثقة بأننا سنواصل تقديم مساعداتنا للشعب الكوردي ضد داعش".

وعلى الرغم من أن ايا من أقاربها وزوجها لم يبقوا أسرى لدى داعش، إلا أن مطلب جينان الوحيد هو تحرير الفتيات والشبان الازيديين من قبضة التنظيم، وتقول "خلال الاشهر الثلاثة التي كنت محتجزة لدى داعش شهدت ظلما ومآس كبيرة، والآن أينما ذهبت وكلما سألني احد عما يمكنه فعله لأجلي أقول له: حرروا فتياتنا ونساءنا من قبضة داعش". 

وعلى الرغم من إفتدائها شعبها بفرنسا، إلا أن جينان علمت أن هناك من استنكر موقفها، وقالت وعيونها اغرورقت بالدموع "ليس لدي حساب على فيسبوك، لكنني علمت أن بعض الازيديين فهموني خطأ، وتكلموا بسوء عني، وقالوا إنه كان الاجدر بي أن اطالب بمنح اللجوء للكورد الازيديين، وأن اطالب بقوة دولية لحماية مناطق الازيديين، لكنني لست نادمة على موقفي".

وبعد زيارة عدة دول اوروبية لمدة 23 يوما، عادت جينان إلى كوردستان منذ ايام، وهي حاليا تعيش في خيمة لأنها تقول "لن أتوقف حتى يتم تحرير جميع الفتيات والنساء الازيديات من قبضة داعش، لن استبدل الخيمة التي اعيش فيها بأوروبا كلها".

لم يتفقدها أي مسؤول



عندما تشاهد مقطع الفيديو الذي ظهرت فيه جينان مع الرئيس الفرنسي تشعر أنها شخصية دبلوماسية أو مسؤولة كوردية تطالب فرنسا بمساعدة شعبها.

رفضت جينان طلبا يحلم به آلاف الشبان ويعرضون حياتهم إلى الخطر لأجله، ألا وهو الوصول إلى إحدى الدول الاوروبية للحصول على حق اللجوء، إلا أنها عادت إلى كوردستان منذ ايام ولكن لم يتفقدها أي مسؤول.

وقالت جينان "لم يثن على موقفي أي مسؤول كوردي، لكنني لم افعل ذلك للحصول على اشادة أو تحقيق مكاسب، بل فعلته من أجل شعبي".


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب