عائلة فارة من الموصل: الأهالي مستاؤون من تأخر عملية استعادة المدينة

16-05-2016
رووداو
الكلمات الدالة داعش الموصل
A+ A-

رووداو- شيخان

استطاعت عائلتان من الكورد الشبك من سكان مدينة الموصل، مطلع الشهر الجاري، الفرار من قبضة مسلحي داعش، ووصلتا إلى إقليم كوردستان، وليس على العائلتين بعد الآن دفع الضرائب لمسلحي داعش، أو تلقي العقوبة بسبب التدخين أو استعمال أجهزة استقبال البث الفضائي.

العائلتان المؤلفتان من 13 فرداً، وصلتا إلى قوات البيشمركة من محور جبل بعشيقة، وتسكن إحداها الآن في ناحية قسروك، فيما تسكن الأخرى في مركز قضاء شيخان.

كان يصلح عجلات داعش

سليم هو الإسم المستعار لرب إحدى تلك الأسرتين، وهو أب لستة أطفال، وكانت عائلته تسكن في إحدى أحياء الموصل، ومع مجيء داعش لم تستطع الفرار، وأجبرت على الخضوع لتعليمات وقوانين داعش.

ويقول سليم الذي كان يعمل كمصلح للسيارات في منطقة الصناعة بالموصل، "كانت الحياة طبيعية في الأشهر الستة الأولى بعد مجيء داعش، أستطيع القول إنها كانت أفضل بكثير من قبل، كنت أمارس عملي، وقمت بإصلاح العشرات من عجلات داعش، وفي كل مرة كنت أحصل على أجر العمل، هم كانوا يعرفون أنني كوردي، لكنهم لم يكونوا يقولون شيئاً".

السكر.. أغلى المواد الغذائية

كل التعاملات محظورة مع داعش بسبب تصنيفه تنظيماً إرهابيا على مستوى العالم والمنطقة، لكن سليم يقول "تجد في الموصل كل ما تريده من المواد الغذائية والاحتياجات اليومية، وأغلبها تستورد من تركيا، لكن ليس لدى المواطنين أموال لكي يشتروا ما يحتاجونه".

وأضاف "قبل استعادة سنجار والرمادي كانت أسعار كل المواد الغذائية أرخص من فترة ما قبل مجيء داعش إلى الموصل، لكن بعد ذلك ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير جداً، حيث يباع الكيلو الواحد من أسوء أنواع الرز بألفي دينار، ويبلغ سعر كيس من الطحين يحوي 50 كغم بـ35 ألف دينار، أما السكر فهو أغلى المواد الغذائية، حيث يباع الكيلو بـ 3.500 دينار، وليس لدى الناس أموال لكي تشتري السلع".

يأخذون الضرائب شهرياً

فرض تنظيم داعش، بعد جفاف موارده المالية، ضرائب كبيرة على العائلات وأصحاب المحلات، في الوقت الذي يعاني فيه الأهالي من ظروف معيشية صعبة بسبب انعدام الأموال وفرص العمل.

وقال سليم: "في السابق كان يتجول موظفو دوائر الماء والكهرباء في المناطق السكنية لأخذ الأموال، لكن يوجد في الموصل الآن موظفو جمع الضرائب، وهم يأخذون الأموال من المواطنين قسراً".

وأوضح "يسألك المسلحون عن حجم إيراداتك الشهرية، وهم يحددون الضرائب على أساس ذلك، وبالنسبة للبيوت تبدأ الضريبة من 15 ألفاً إلى 100 ألف دينار، أما بالنسبة للمحال التجارية، فإنها تبدأ من 20 ألفاً إلى 500 ألف دينار، ويفرض التنظيم ضرائب كبيرة على الشركات والمحال العامة".

عقوبة التدخين هي الأشد

وضع داعش مجموعة من التعليمات والقوانين لأهالي الموصل، وفرض عقوبات شديدة على كل من يخالف تلك الأحكام.

ويقول سليم إن "ارتداء الملابس الطويلة، ووضع أجهزة الاستقبال الفضائي، وعدم ارتداء النقاب من قبل النساء، والتدخين، وحلق اللحية، أمور محظورة، ويفرض التنظيم على المخالفين العقوبات".

وعوقب سليم مرة بسبب حلق لحيته، ومرتين بسبب ارتدائه الملابس الطويلة، ومرة أخرى بسبب التدخين، وأوضح عقوبة هذه "المخالفات" بالقول "إن عقوبة من يرتدي الملابس الطويلة، دفع غرامة قدرها 15 ألف دينار، أما وضع الستلايت فدفع بسببه 20 ألف دينار كغرامة، فيما عقوبة حلق اللحية دفع لأجلها 15 ألف دينار، وظهور وجه المرأة 20 ألف دينار، أما عقوبة التدخين فهي الأشد، حيث تبلغ 50 ألف دينار".

وحول كيفية الحصول على السجائر قال سليم إن "الحصول على السجائر صعب جداً، حيث أن أصحاب المحلات يبيعونها عن طريق التهريب، ولهذا فإن ثمنها باهض جداً، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر علبة السجائر من نوع (إم إم) أربعة آلاف دينار عراقي".

وأدلى مسؤولو الحكومة العراقية والتحالف الدولي، بالكثير من التصريحات في العام الماضي، حول موعد عملية استعادة الموصل، لكن تكرار هذه التصريحات التي لم تدخل حيز التنفيذ إلى الآن، أصبحت محل استياء أهالي الموصل.

وتابع سليم: "بعد استعادة الرمادي، كان الناس يستمعون لأنباء استعادة الموصل بحماس، كنا ننام على أمل أن نستيقط على بدء الهجوم، لكن الأهالي مستاؤون الآن تماماً من هذه الأنباء ولا تعير لها اهتماماً".

وينفي سليم الأنباء التي تفيد بأن داعش يجبر أهالي الموصل على الذهاب إلى ساحات القتال بالقول: "لا يجبر داعش أحداً على الذهاب إلى المعركة، وأغلب الذين ينضمون إلى داعش في الموصل، هم من العاطلين والذين يحتاجون إلى الأموال، لكن رواتب عناصر التنظيم قليلة جداً، حيث تبلغ 50 دولاراً للمسلح الأعزب، و100 دولار للمتزوجين، و15 دولاراً لكل طفل".

داعش يحظر بيع الملابس الداخلية النسائية

وتقول زوجة سليم، وهي أم لأربع بنات: "كانت الحياة صعبة جداً للنساء، لم أكن أسمح لبناتي بالخروج، وكان الحصول على الملابس الداخلية والمكياج مشكلة حقيقية، لأن داعش كان قد منعها، كان بعض أصحاب المحال يبيعون تلك الملابس بشكل سري، لذا كنا في الفترة التي كنا فيها بالموصل، نرتدي ملابسنا القديمة فقط".

وأضافت: "ثلاث من بناتي كن في مراحل الإعدادية والجامعة، لكن داعش فرض أموالاً على التعليم، وكان يأخذ 100 ألف دينار سنوياً على كل طالب جامعي، و20 ألف دينار لكل طالب في المرحلة الإعدادية، فأجبرنا على إخراج بناتنا من الدراسة بسبب الحالة الاقتصادية، وخوفاً من اختطافهن".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب