السلفية تقوي داعش في كوردستان تركيا

08-07-2015
رووداو
الكلمات الدالة كوردستان، داعش، تركيا
A+ A-

رووداو - أربيل

مع تقوية تنظيم داعش في العراق وسوريا وتوسعه، استمدت الجماعات السلفية قوة أكثر في كوردستان تركيا بصورة عامة ومدينة أمد بصورة خاصة، ويعتقد المراقبون ان تنظيم داعش يقوى أكثر في ظل هذه الجماعات ويشكل خلايا مسلحة، لكن يستبعد الاخرون ذلك ويعتقدون أن الجماعات السلفية مانعة لتوسع التنظيم وتقويته.


وبالرغم من التزام المجتمع الكوردي في كوردستان تركيا بالدين الاسلامي، الا ان أفكار السلفية في هذه المناطق لم تكن شائعة بين الناس، وذلك بسبب انتشار التصوف والطرق الدينية والتي ترفض التشدد والتطرف ومحاربة السلفية، لكن بعد التسعينات من القرن الماضي مع ظهور جماعة حزب الله، واجهت الصوفية صراع ومنافسة في الساحة لم تستطيع فعل شيء سوى الحفاظ على بقائها.

ظهور تنظيم القاعدة في العراق بعد 2003 وبعده تنظيم داعش، مهد الطريق لتوسع السلفية في كوردستان تركيا، ويعتقد عضو حركة المبادرة الاسلامية، زتكي زيلان،  ان "السلفية ليست قوية بهذا الشكل في كوردستان تركيا، الا انه لا ينفي توسع هذه الجماعات مع ظهور داعش".

وتسعى حركة زتكي والتي تأسست عام 2011 في كوردستان تركيا، لربط القومية والاسلام مع بعضهما البعض، وقال زتكي لرووداو: "حرب أفغانستان كان لها تأثير كبير على سوريا والعراق وكوردستان، لكن هذا التأثير وقتي".

يعتبر انتشار السلفية بمثابة تمهيد الطريق لتوسيع تنظيم داعش، ويتقوى التنظيم في العراق وسوريا في المناطق التي تتواجد فيها الجماعات السلفية بقوة.

وقال الصحفي من صحيفة "يني سوز"، اوفق جوشكون، لرووداو، ان "تنظيم ارهابي مثل داعش يستطيع الاستفادة من هذه المناطق والمجتمعات لتثبيت وجوده وتأسيس حاضنة له، لكن داعش استطاع تنظيم نفسه حتى في المناطق مثل اسطنبول".

ويعتقد نائب الامين العام لحركة هدى- بار الإسلامية، حسين يلماز، ان أكبر مانع امام تنظيم داعش في كوردستان تركيا هم السلفيون، وقال لرووداو: "السلفيون هم مانع امام توسع تنظيم داعش، الجماعات الوسطية المعتدلة تحاول ابعاد الشباب من افكار داعش، الاخوان ايضاً سلفيين لكنهم لا يخضعون لتأثيرات داعش، اذاً هم ليسوا سواس مع داعش".

وفي هذا الخصوص يقول الرئيس السابق لتنظيم جماعة الحرية، سردار بولند يلماز، تأييداً لاراء يلماز: "داعش قمة السلفية، لكن عدا قسم ضئيل من السلفيين الا ان جميعهم ضد توسع داعش، وسلفيو كوردستان تركيا يؤيدون الجماعات الاخرى في سوريا ما عدا تنظيم داعش.

وكان البرلماني السابق عن حزب الحرية والعدالة من مدينة امد، راغب أنصاري اوغلو، تحدث خلال مقابلة تلفزيونية عن خلاليا مسلحة لداعش في المنطقة والمعارك بين حزب العمال الكوردستاني وتنظيم داعش، ولم يستبعد فتح جبهة في كوردستان تركيا من قبل داعش.

وعلق أنصاري أوغلو في نفس اللقاء، عن نسبة الاصوات في انتخابات البلدية والبلمان التركي والتي جرت في 7 حزيران من العام الماضي 2014، قائلاً: "في انتخابات البلدية حصلت حركة هدى بار في امد على 33 الف صوتاً، بينما حصل على 24 الف صوت في انتخابات البرلمان، هذه الاصوات انخفضت، ونقلوا جبهاتهم من داخل هدى بار الى داخل تنظيم داعش".

لكن سردار بولند يلماز رفض ما قاله أنصاري اوغلو واصفاً كلامه بالغير "واقعي"، قائلاً: "أنصاري اوغلو لا يعرف شيئاً عن الفكر الاسلامي، ولا يعتمد على تحليل علمي، لذا يتجاوز في كلامه".

وبخصوص انضمام أعضاء هدى بار الى صفوف تنظيم داعش قال يلماز: "يتم تضخيم المعلومات اكبر من حجمها، على سبيل المثال يقال انه انضم 600 شخص من منطقة جوليك الى صفوف التنظيم، لكنني اقول وأؤكد ان المنضمين الى صفوف داعش في هذه المنطقة لا يتجاوز 60 شخصاً".

وعزا حسين يلماز انخفاض نسبة اصوات حزبه في الانتخابات الى ضغوطات حزب العمال الكوردستاني، حيث كان الحزب صوت لصالح هدى بار في السابق، وبخصوص انضمام أعضاء حزبه الى صفوف داعش، قال يلماز: "شبابنا لا ينضمون الى صفوف داعش، ونحن لا نعتبر افعال داعش تبت للاسلام بصلة، والشباب الذين يتبنون نفس افكار داعش اذا لم يتراجع عنها فينضم للتنظيم".

هناك المئات من الحسابات الكوردية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالقاب تركية تنشر دعايات لتنظيم داعش، وربما يكون هذا دليلاً على مصداقية كلام أنصاري اوغلو، الا انه يصعب تصديقه عبر وسائل الاعلام.

وقال صحفي من كوردستان تركيا لرووداو طلب عدم الكشف عن اسمه، ان قيادة هدى بار لا يؤيد تنظيم داعش، لكن هناك مؤيدين لتنظيم داعش بين مؤيدي الحزب، انضم عدد كبير من مؤيدي هدى بار الى صفوف داعش في ظل السكوت حيال ما يجري، الجميع يتحفظ عن الحديث في هذه المسألة".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب