قنصل هولندا في أربيل: على الشباب الكوردي المساهمة في تنمية بلادهم بدلاً من الهجرة لأوروبا

04-09-2016
رووداو
الكلمات الدالة القنصل الهولندي إقليم كوردستان أربيل الشباب الكوردي
A+ A-

رووداو - أربيل

قال القنصل الهولندي في أربيل بإقليم كوردستان، جون فاد ديرزاندا، إن "المشكلة الأكبر في المنطقة، وخصوصاً في العراق، هي الفساد".

وأكد ديرزاندا، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أن "قوات البيشمركة راضية عن التدريب العسكري الذي تتلقاه على يد الخبراء الهولنديين"، مضيفاً أنه "في كوردستان لم أسمع كلمة سلبية تجاه بلدي".

وأضاف القنصل الهولندي أن "بلاده خصصت هذا العام 68 مليون دولار كميزانية من خلال منظمات إغاثية مختلفة"، مشيراً إلى أنه "بهدف حل المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية الكوردية، جلسنا على طاولة المفاوضات مرتين، وكانت المحاولة إيجابية، ولكن لم نصل إلى نتيجة حتى الآن".

وفيما يلي نصل المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع القنصل الهولندي في أربيل، جون فاد ديرزاندا:

رووداو: خلال مهمتكم، ما هي أهم الأحداث التي حصلت بين إقليم كوردستان وهولندا؟

جون فاد ديرزاندا: بدأتُ بمزاولة مهامي في عام 2014، وكان تنظيم داعش وقتها قد اقترب من مدينة أربيل، وقد تأجل قدومي إلى أربيل مرتين، الأمر الآخر هو زيارة رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتا، لإقليم كوردستان، ولا شك في أنه خلال فترة مهمتي زارت شخصية هولندية مهمة إقليم كوردستان، مثل نائب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وكبار القادة العسكريين، ولكن زيارة رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتا، أعتبرها أهم من سواها.

كما قال لي رئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان، فؤاد حسين، إنه "في عام 1975 عندما هاجرت إلى هولندا، كان من الصعب علي أن أُعرف كوردستان، لأنها لم تكن معروفة في أي مكان وقتها، ولكن الآن يزورها رؤساء حكومات كل الدول.

رووداو: ما هو دور هولندا في الحرب على داعش؟

جون فاد ديرزاندا: لقد ازدادت علاقاتنا مع أربيل وبغداد بشكل خاص بعد بدء الحرب على تنظيم داعش، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، كما أن خبراءنا العسكريين قدموا التدريبات لقوات البيشمركة، والقوات الخاصة العراقية، والنتائج كانت جيدة بما يكفي، والبيشمركة متحمسون للتدريب.

 رووداو: آراء أهالي كوردستان حول هولندا إيجابية للغاية، ألا يعني ذلك أن بلادكم معروفة في كوردستان؟

جون فاد ديرزاندا: السبب العام لذلك لا نعلمه، إلا أنني بالمقابل لم أسمع أي شيء سلبي عن بلادي في كوردستان، وهناك نقدم الدعم لـ13 جمعية إغاثية لها مقرات في هولندا، كما ننسق مع جمعيات متخصصة بإزالة الألغام، وقد تبرعنا هذا العام بميزانية قدرها 68 مليون دولار، وهناك علاقات للكثير من المواطنين الهولنديين مع الكورد.

رووداو: على صعيد السياسة الكوردية، هناك مواطنون هولنديون داخل حكومة إقليم كوردستان، كيف هي علاقتكم مع هؤلاء؟

جون فاد ديرزاندا: علاقاتنا جيدة مع عموم الوزارات والأحزاب السياسية.

رووداو: كيف تقيمون الأزمة المالية في إقليم كوردستان؟

جون فاد ديرزاندا: يعتبر الفساد، المشكلة الأكبر في هذه الأزمة، وفي قائمة الفساد التابعة للأمم المتحدة، يعتبر العراق في مقدمة الأسماء، وهذا الوضع ليس متعلقاً بحكومة بغداد فقط، ويجب وضع حد لذلك. 

رووداو: ما هو التحول الأكثر جدّيةً الذي لاحظتموه في كوردستان؟

جون فاد ديرزاندا: الأزمة الإقتصادية، ومن ثم الأزمة السياسية، فالناس أصبحت تواجه صعوبات، وأربيل تمتاز بالغلاء، وسمعت أن الناس بساعدون بعضهم البعض بسبب الفقر، وبهذه الطريقة يمضون مثل هذه الأوضاع السيئة.

كما أن الأزمة السياسية مستمرة منذ فترة طويلة، وبهدف حل المشاكل بين الأطراف السياسية الكوردية، جلسنا مرتين على طاولة المفاوضات، وقد كانت محاولتنا إيجابية، ولكن لم يتم التوصل بعد لأي نتيجة، والبرلمان الكوردي مغلق منذ حوالي سنة، وهذه مشكلة جدّية، فمهام كل مؤسسة ديمقراطية مختلفة عن الأخرى، ومنذ ذلك الوقت وأنظار العالم بأسره متجهة نحو كوردستان، والوضع السياسي غير المستقر أمر محزن.

رووداو: ما هو تأثير الأزمة المالية على رجال الأعمال الهولنديين الذين كانوا بصدد التوجه لكوردستان؟

 جون فاد ديرزاندا: مع الأسف أثرت على رجال الأعمال الهولنديين، وفي حال تحسنت الأوضاع، فإن رجال الأعمال الهولنديين سيأتون فوراً، والأمر ذاته ينطبق على المواطنين الكورد الهولنديين، فضلاً عن أن هجرة الشباب المتعلم له آثار سلبية، وأتمنى من هؤلاء الشباب المتعلم أن يبقوا في أوطانهم ويساهموا في التنمية، لأنهم سيكونون رجال أعمال وسياسيي المستقبل، فهجرة العلماء تؤدي إلى تخلف البلاد.

رووداو: هل يشبه إقليم كوردستان أي مكان آخر في الشرق الأوسط؟

جون فاد ديرزاندا: أنا أعمل في الشرق الأوسط منذ 10 أعوام، في طهران وتل أبيب، وكنت أقوم بالمهمة ذاتها، وعملت قليلاً في المناطق العربية، وفي كوردستان كنت شاهداً على التعددية الثقافية، وهذا وضع مثير للاهتمام، ومن الناحية الجيوسياسية، فإن أنظار العالم كله تتجه نحو هذا المكان الذي شاهدت فيه أموراً كثيرة، وأصبحت لدي معلومات حوله.

 رووداو: ما الذي تنوون فعله من الآن فصاعداً؟

جون فاد ديرزاندا: سأسافر إلى عمان كمستشار أمني، ونحن فريق مكون من 6 أشخاص، وسنعمل من أجل سد الطريق أمام المنظمات المتطرفة، وعملي يتعلق بكل من الأردن، لبنان، العراق، وكوردستان، وأنا أريد العودة مجدداً إلى كوردستان.

رووداو: هل لديكم رسالة تريدون توجيهها للكورد؟

جون فاد ديرزاندا: أريد أن أقول لهم: بدلاً من أن تتوجهوا إلى الدول الأوروبية، إبقوا هنا واعملوا.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب