رووداو ديجيتال
انتقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "فشل" مجلس الأمن الدولي في تحقيق أهدافه بالسلم والأمن الدوليين، مشيراً إلى أن قراراته "حبر على ورق".
وأوضح السوداني في كلمته أن "الدورة الـ79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد في ظروف خطيرة تمرّ على الشرق الأوسط"، مبيناً أن "النظام الدوليُّ يواجه امتحاناً صعباً يهدد وجوده، ويجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه، ومنها الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليَين وحقوق الانسان".
رئيس الوزراء العراقي، أكد: "نشهد اليوم سوابق لخرق المواثيق والأعراف الدولية، ويتمُّ تحييد المُؤسسات الدولية المعنية بإدارة العلاقات الدوليةِ وتنظيمِها، وتعزيز السلم والاستقرار"، لافتاً الى أن "غياب هذه المسؤولية، يتسبب باللجوء الى آلياتٍ بديلة، وتجاهل هذه المؤسسات ينذرُ بعودة العلاقات الدولية الى حالة الفوضى".
وشدد: "علينا الإشادة ببعض المواقف الشُجاعة لعدد من الشخصيات التي تترأس هذه المؤسسات الأممية، ومنهم الأمينُ العامُّ للأممِ المتحدة، ورغم المجهوداتِ الكبيرة، نرى غياب التأثيرِ الفعّال"، عاداً: "إيقاف ما يحدثُ في فلسطين والمنطقة من انتهاكات هو مسؤولية الجميع، وبالدرجة الأساسِ مجلس الأمن الذي فشل بتحقيق أهمِّ أهدافه، في الحفاظ على الأمن والسلمِ الدوليين".
وذكر أن "الشعب الفلسطيني يتعرض الى اعتداءٍ من قوّةٍ عسكريةٍ مُحتلة، تُهجّرُ الملايين، وتقتلُ الآلاف، وتجويعٍ جماعي لإبادةِ هذا الشعب، دون إجراءاتٍ رادعة، ولم يلتزمِ المجتمعُ الدوليُّ او أيٍّ من أعضائهِ بمسؤولية الحماية وفق القانون الدولي"، مؤكداً أن "الاحتلالُ يستدل بقرارِ مجلسِ الأمن (1701)، كذريعةٍ للعدوان على لبنان، وينتقي بعض بنوده، ويتجاهل قرارات مجلس الامن".
"نشهد حملة وحشية للقتل العشوائي واستخدام التكنولوجيا لتنفيذ التفجيرات عن بُعد، دون اكتراث للمدنيين العُزّل، ويقفُ العراق بحكومته وشعبه، وبتوجيهات المرجعية الدينيةِ العليا، مع لبنان، وهو يواجه عدوانا يسعى الى إغراق المنطقة بصراعات سبق وأن حذّرنا منها، وسنمضي بتقديم المساعدات لتجاوز آثار هذه الاعتداءات"، وفقاً للسوداني.
رئيس الوزراء العراقي، تابع: "نسجّلُ الاستهداف المُمنهج للوكالات الدولية والمنظمات الإغاثية في الأراضي المحتلة، وإلحاق الأذى بأفرادِها، ومنها وكالات الأممِ المتحدة، بما في ذلك (الأونروا) في غزّة"، محذراً من أن "التحرّكات الأخيرة للاحتلال تبتغي تهديد استقرارِ بلدان المنطقة عبر إشعال حربٍ إقليميةٍ واسعة النطاق".
وأعرب السوداني عن "أمل العراق أن تحقق الأمم المتحدة، الأهداف التي تأسست من أجلها، ونعبر عن خيبة أملنا إزاء عدم نجاح مجلس الأمن والمنظومة الدولية في الوفاء بواجباتها"، منوهاً الى وجود "زيادة كبيرة في جرائم الكراهية والتعصّب؛ ونحن بأمسِّ الحاجة إلى التعاون الدولي لإشاعةِ روح التسامح والاحترامِ المُتبادل، ومكافحة خِطاب الكراهية والتمييزِ والعنف".
كما رأى أن "أحد أوجه خطابِ الكراهية هو تنامي ظاهرةِ الإسلاموفوبيا، التي تقوّضُ الجهود العالمية لتحقيق السلام والأمن والتعايش"، داعياً الأممَ المتحدةَ الى "بذل جهودٍ أكبر لتعزيزِ الحِوار والتفاهمِ بين الثقافاتِ والأديان المختلفة، وعلى قادة الدول ورؤساءِ المؤسساتِ الدوليةِ الوقوف ضدَّ التعصّب الديني والكراهية".
كما أضاف أن "العراق يشهد تطورات كبيرة، فبعد 10 أعوام على احتلال داعش لثلث أراضيه، يشهد اليوم تنفيذَ خطّةٍ شاملةٍ للإعمارِ والتنمية، وإعادةِ الحياةِ الى المدن، وأمامنا الكثيرُ من التحديات في تحقيق الإصلاحات الاقتصاديةِ والإداريةِ والبيئيةِ وتنويعِ الاقتصاد".
رئيس الوزراء العراقي أشاد بتحقيق "خطواتٍ كبيرةً في مجال الأمن، وحققنا النصر على الإرهاب، وقريباً سنتوجُ هذا الانتصارَ على التنظيمِ الإرهابي بإعلانٍ مشترك، مع حلفائنا وأصدقائنا الذين وقفوا الى جانبِ العراق وساندوهُ ضدَّ داعش الإرهابي، وتنصبُّ جهودنا على تعزيزِ العمليةِ الديمقراطيةِ بالعراق، وترسيخ العقد الاجتماعي والتلاحُم الوطني".
وذكّر السوداني بتنظيم "انتخاباتِ مجالس المحافظات، التي كانت معطّلةً مُنذ 10 سنوات، وبعد أن تعرقلَ تنظيمُها في كركوك منذ عام 2005، والآن بصددِ تنظيم انتخابات برلمان إقليم كُوردستان العراق"، مؤكداً أن "جهودنا مُستمرة في تعزيز علاقة الحُكومة الاتحادية بحكومة الإقليم وبالحكومات المحلّية بالمحافظات، وحماية وجود الأقليات والأطياف المتآخية، وتأمين احتياجاتهم".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً