رووداو ديجيتال
تواصلت أعمال العنف والقتال في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، بعد ساعات على تعهد الطرفين المتنازعين على السلطة في البلاد بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع اعتبارا من مساء غداً الاثنين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد سكان العاصمة، صباح الأحد (21 أيار 2023)، أنه سمع "غارات جوية" عنيفة بشكل متزايد، موضحا أنها "هزت جدران المنازل".
وفي جنوب الخرطوم تحدث شاهد عيان عن "تجدد الاشتباكات بمنطقة الصحافة".
يشهد السودان نزاعا منذ 15 نيسان الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع التي ترفض خطة لدمجها في صفوفه. وأوقعت المعارك منذ اندلاعها نحو ألف قتيل غالبيتهم مدنيون ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.
وأعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة، مساء السبت، في بيان مشترك أنّ ممثّلي الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار مدّته أسبوع يبدأ الاثنين، مضيفاً البيان أن وقف النار "يُمكن تمديده بموافقة الطرفَين".
وأوضح أنّ طرفي النزاع اتّفقا أيضاً على "إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوّات من المستشفيات والمرافق العامّة الأساسيّة".
وتابع البيان المشترك أنّ وقف النار "يدخل حيّز التنفيذ الساعة 21,45 بتوقيت الخرطوم (19,45 بتوقيت غرينيتش) يوم 22 أيّار" ويستمرّ سبعة أيّام.
هذا الاتفاق ليس الأول منذ بدء الحرب، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة قاما بخرقها كلها بعد دقائق من دخولها حيز التنفيذ.
وكان البيان الأميركي السعودي المشترك أكد أنه "خلافا لوقف إطلاق النار السابق، تمّ التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتّفاقيّة التي تمّ التوصّل إليها في جدّة، وستدعمُها آليّة لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دوليًّا" من المملكة السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة سواء في الخرطوم أو اقليم دارفور غرب البلاد حيث يشتد القتال أيضا.
كما أجبر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا على ملازمة منازلهم بدون ماء أو كهرباء.
وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.
تحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد إفريقي مساحةً، علما بأن ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.
ورفعت الأمم المتحدة قيمة الأموال التي تحتاج اليها لمساعدة السودان مؤكدة أنها تسعى لجمع 2,6 مليار يورو.
كان مسؤول الأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث أعلن، الجمعة، تخصيص 22 مليون دولار من صندوق طوارئ تابع للأمم المتحدة لمساعدة السودانيين الذي فروا إلى البلدان التي لها حدود مع السودان.
كما أعلنت الولايات المتحدة الجمعة مساعدة قيمتها 103 ملايين دولار للسودان ودول الجوار لمواجهة الأزمة الإنسانية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً