مخاوف من وفاة آلاف الأطفال بالسودان نتيجة سوء التغذية والأمراض

19-09-2023
الكلمات الدالة السودان الأمم المتحدة
A+ A-
رووداو ديجيتال

أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من وفاة آلاف الأطفال في السودان بسبب سوء التغذية الحاد وتفشي الأمراض في ظل العنف السائد في البلاد نتيجة المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن توفي نحو 1200 طفل جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ أيار الماضي.
 
تتوقع الأمم المتحدة، حسب ما أعلنت الثلاثاء (19 أيلول 2023)، أن يموت آلاف آخرون من حديثي الولادة بحلول نهاية العام.
 
وقال آلن مينا مسؤول الصحة العامة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن "أكثر من 1200 طفل دون سن الخامسة توفوا في تسعة مخيمات في الفترة بين 15 أيار و14 أيلول. ويعود ذلك إلى تفش محتمل لمرض الحصبة وسوء التغذية الحاد"، مضيفاً أن هذه المخيمات تضم بشكل رئيس لاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا.
 
أشارت المفوضية إلى أنه تم الإبلاغ عن 3100 حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالحصبة في الفترة نفسها، وأكثر من 500 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أجزاء أخرى من البلاد، بالاضافة إلى تفشي حمى الضنك والملاريا.
 
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تأثير الأزمة السياسية الحالية في السودان على الوضع الصحي للأطفال.
 
ومنذ اندلاع الحرب في السودان قُتل نحو 7500 شخص، بينهم 435 طفلا على الأقل بحسب البيانات الرسمية، في حصيلة يرجّح أن تكون أقلّ بكثير من عدد الضحايا الفعلي للنزاع.
 
كما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى دول الجوار، وخصوصا مصر وتشاد، بالإضافة إلى خروج 80% من مرافق القطاع الصحي في البلاد من الخدمة.
 
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، لصحفيين بجنيف إن المنظمة الأممية تخشى "وفاة الآلاف من حديثي الولادة من الآن وحتى نهاية العام نتيجة التجاهل القاسي للمدنيين وتواصل الهجوم على خدمات الصحة والتغذية".
 
وأشار إلى أنه من المتوقع ولادة 333 ألف طفل في البلاد خلال الفترة بين تشرين الأول وكانون الأول، وفي الوقت نفسه لفت إلى "انهيار" خدمات التغذية في البلاد نتيجة المعارك الدائرة منذ أكثر من خمسة أشهر.
 
حذّر إلدر من تسجيل "عدد غير مسبوق من الوفيات بين السودانيين الأصغر عمراً". وقال: "نحن حقا على حافة الهاوية"، مشيرا إلى أن استمرار هذه الأوضاع في البلاد سيسفر عن "موت العديد والعديد من الآلاف من الأطفال".
 
و"يحتاج 55 ألف طفل شهريا إلى العلاج من سوء التغذية الحاد"، حسب إلدر الذي أشار الى أنه في الخرطوم ومن بين كل خمسين مركزا للتغذية "لا يعمل سوى أقل من واحد، وفي غرب دارفور، يعمل مركز واحد من عشرة مراكز".
 
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان ان "لدى العالم من الوسائل والأموال ما يحول دون وقوع كل هذه الوفيات الناجمة عن الحصبة أو سوء التغذية"، مردفاً: "نحتاج إلى المال من أجل الاستجابة والوصول إلى المحتاجين، وقبل كل شيء، لإنهاء القتال".
 
وفي هذا الصدد قال إلدر متعجباً "لا أفهم تماما ما ينتظره العالم" من أجل تقديم المساعدة.
 
بدورها، أكدت يونيسف معاناتها نقصا شديدا في التمويل، مشيرة إلى أنها لم تتلق سوى ربع المبلغ الذي طلبته لمساعدة 10 ملايين طفل في السودان، وهو 838 مليون دولار (784 مليون يورو)، وهي ترى ان"هذه الفجوة في التمويل تعني خسارة مزيد من الأرواح".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب