رووداو ديجيتال
يتضاءل الأمل بالعثور على أحياء في درنة في شرق ليبيا بعد ستة أيام على فيضانات عنيفة اجتاحت المدينة وتسببت بمقتل آلاف الأشخاص.
وكانت عاصفة قوية ضربت الأحد 10 أيلول شرق ليبيا، وتسببت الأمطار الغزيرة بكميات هائلة الى انهيار سدّين في درنة، ما تسبّب بتدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافاً.
وجرفت المياه معها أجزاء من المدينة بأبنيتها وبناها التحتية. وتدفقت المياه بارتفاع أمتار عدة، وحطمت الجسور التي تربط شرق المدينة بغربها.
وخلفت المياه الجارفة خلفت وراءها مشهد دمار ويبدو كما لو أن زلزالا قويا ضرب جزءاً كبيراً من المدينة التي كان يقطنها 100 ألف نسمة.
في ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا. لكن في آخر حصيلة لهم، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة شرق ليبيا أن أكثر من 3800 لقوا مصرعهم في الفيضانات. أما المفقودون فبالآلاف، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.
في السياق، تحدثت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 38 ألف شخص في الشرق الليبي بينهم 30 ألفا من درنة، فيما قالت الأمم المتحدة إن "ما لا يقلّ عن 10آلاف شخص" ما زالوا في عداد المفقودين.
"وضع فوضوي"
ووصفت مانويل كارتون المنسقة الطبية لفريق من منظمة "أطباء بلا حدود" الوضع بأنه "فوضوي" يمنع حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم.
وأكدت أن "غالبية الجثث دفنت (..) في مدافن وفي مقابر جماعية" والكثير من هؤلاء "لم تحدد هويتهم خصوصا أولئك الذين انتشلوا بأعداد كبيرة من البحر"، موضحة أن "الناس الذين يعثرون على الجثث يدفنونها فورا".
ويعيق الوضع السياسي في ليبيا عمليات الإغاثة ايضاً، حيث تتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقراً ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
بدورها، دعت الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز وهي ممثلة الأمم المتحدة السابقة في ليبيا، إلى تدخل دولي عاجل.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً