وأثار الاتصال استياء أوكرانيا التي رأت فيه "محاولة تهدئة" إزاء موسكو.
وخلال الاتصال الذي استمر ساعة، طلب المستشار الألماني من روسيا إبداء "رغبة في بدء مفاوضات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم"، بحسب بيان صادر عن الحكومة الألمانية.
من جهته أكد بوتين له أن أي اتفاق يجب أن يعكس "الواقع الجديد على الأرض" بحسب الكرملين.
وتكرر روسيا هذا الموقف منذ أشهر، مؤكدة أنها منفتحة على مفاوضات سلام، ولكن مع "تنازلات" من جانب كييف عن الأراضي الأوكرانية التي ضمتها موسكو عام 2022 من دون أن تسيطر عليها بشكل كامل، وهو شرط تعتبره اوكرانيا غير وارد حاليا.
وأوضحت المستشارية الألمانية أن شولتس تحدث قبل ذلك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسيتحدث معه أيضا "بعد مكالمته مع الرئيس الروسي".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية غيورغي تيخي في بيان إن "الأحاديث مع الديكتاتور الروسي لا تمثل في ذاتها أي قيمة مضافة للتوصل الى سلام عادل"، داعيا الى "أفعال ملموسة وقوية تجبره على السلام، وليس (الى وسائل) إقناع ومحاولات تهدئة".
إبلاغ الحلفاء
وكانت واشنطن وباريس ولندن على علم بنية شولتس الاتصال بالرئيس الروسي ولكن الرسائل لم "تُنسّق"، بحسب ما أكدت مصادر مقرّبة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت المستشارية إن برلين "تأكدت أو سوف تتأكد" من إطلاع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على هذا التبادل.
وسيلتقي شولتس قادة مجموعة العشرين الثلاثاء خلال قمة في البرازيل، بينما سيجتمع في اليوم نفسه وزراء خارجية عدد من دول الاتحاد الأوروبي في وارسو بمناسبة مرور ألف يوم على الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته، كتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الجمعة على منصة اكس "تلقيت اتصالا هاتفيا من المستشار شولتس أبلغني فيه بمضمون حديثه مع بوتين. سررت بسماع أن المستشار لم يكتف بإدانة العدوان الروسي بل كرر ايضا الموقف البولندي ومفاده أن لا شيء يتقرر حول اوكرانيا من دون اوكرانيا".
إلى ذلك كرر المستشار الألماني أيضا التعبير لبوتين عن "تصميم" ألمانيا على دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر في نضالها الدفاعي ضد العدوان الروسي.
يعود آخر اتصال بين بوتين وشولتس الى 2 كانون الأول 2022 أي بعد حوالى تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط 2022.
وأكد الكرملين أن المحادثة التي وصفها بأنها "صريحة ومفصلة" أتت بمبادرة من الطرف الألماني.
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط 2022، أصبحت ألمانيا أكبر مورد للأسلحة لكييف بعد الولايات المتحدة.
لكن في الأشهر الأخيرة ورغم المطالب المتكررة لفولوديمير زيلينسكي، رفض المستشار الألماني تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى من طراز توروس والتي تعتبرها كييف فعالة في الدفاع بشكل أفضل ضد الهجمات اليومية الروسية بالصواريخ والمسيرات، خشية حصول تصعيد مع موسكو.
حملة انتخابية
وأدى هذا الرفض، على غرار رفض شولتس طلب دعوة كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إلى الإضرار بصورة المستشار الألماني في اوكرانيا.
هذه التوترات التي تفاقمت بسبب الصعوبات الأوكرانية على الجبهة في مواجهة جيش روسي أقوى يتقدم في دونباس (شرق)، تأتي أيضا في إطار جيوسياسي عالمي يسوده عدم اليقين بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
فقد وعد ترامب في الأشهر الماضية بحل النزاع الأوكراني "في 24 ساعة" لكن بدون عرض تفاصيل خطته على الإطلاق، وقد أثار فوزه مخاوف لدى الأوكرانيين من تلاشي الدعم الأميركي لبلادهم.
من جهته، دعا شولتس الى مضاعفة الجهود لإنهاء النزاع من خلال الدبلوماسية، بما في ذلك عبر التشاور مع كييف وحلفاء هذا البلد.
في منتصف تشرين الأول، اعتبر أن الوقت قد حان "للقيام بكل شيء - بالإضافة إلى دعم أوكرانيا بشكل واضح - لإيجاد وسيلة لمنع هذه الحرب من الاستمرار".
وشدد على ان هذه المناقشات يجب أن تحترم "مبادئ واضحة".
يشار الى أن الرئيس بوتين لم يتحدث مع معظم القادة الغربيين منذ عام 2022، حين فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات هائلة على روسيا بعد غزو أوكرانيا.
وسيكون الدعم العسكري والمالي لكييف وسياسة ألمانيا الدفاعية أحد مواضيع الحملة الانتخابية التي ستقود ألمانيا الى انتخابات تشريعية مبكرة في 23 شباط المقبل.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً