المتحدث السابق لسنتكوم: خروج أميركا من العراق يفتح الباب لسيطرة إيران عليه كاملاً وإثارة الفتن بالمنطقة

12-12-2023
الكلمات الدالة سنتكوم القيادة المركزية الأميركية قسد العراق سوريا
A+ A-


رووداو ديجيتال 

رأى الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث السابق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركية، أن خروج قوات بلاده من العراق يفتح الباب في وجه إيران لبسط هيمنتها الكاملة على العراق ثم إثارة الفتن في عموم الشرق الأوسط.
 
وقال بوتشينو، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، إن الولايات المتحدة مستعدة للخروج من العراق إذا طلبت الحكومة في بغداد ذلك مشيراً إلى أن الأمر سيسهل عودة داعش وسيكون العراق موطئ قدم لإيران، وفق حديثه. 
 
وأدناه نص المقابلة التي أجراها مدير مكتب رووادو في واشنطن ديار كورده:    

رووداو: شكراً جزيلاً على هذه الفرصة، يسعدنا وجودك في رووداو..

الكولونيل جو بوتشينو: شكراً جزيلاً على الاستضافة.. أسعدني لقاؤك مرتين وجهاً لوجه، فقد تحدثنا عبر الهاتف والبريد الإلكتروني من قبل، ويسرني أنني موجود الآن في ستوديو رووداو.
 
رووداو: شكراً جزيلاً.. كولونيل، كنتم حتى آب من السنة الحالية الناطق باسم القيادة المركزية للقوات الأميركي، فكي تقيم تصدي أميركا للهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية وقواعدها في الشرق الأوسط؟ وهل ترون أنها سياسة قوية؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا، لا أقيمها على أنها مؤثرة. لقد نقلنا المعدات والآليات إلى البحر، ومعها مجموعتا حاملات طائرات تتألف من مئات السفن والطائرات والآلاف من الجنود. لكن هجمات الفصائل الشيعية التي تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا لا تزال مستمرة. لم تخف، بل توسعت في الواقع باتجاه البحر الأحمر. فكما ترى الآن، تهاجم هذه الفصائل حالياً السفن التجارية في البحر الأحمر.
 
رووداو: هل هناك مانع يمنع أميركا من مواجهة تلك الفصائل؟ فأميركا تقول إنها وجهت رسالة قوية جداً إلى تلك الفصائل وحذرتها من توسيع دائرة الحرب، وأن لا تهاجم قواتنا وقواعدنا. لكننا في الجهة الأخرى نجد الهجمات تتكرر يومياً وخاصة في العراق، وفي اليمن من جانب الحوثيين. بل هوجمت السفارة الأميركية في العراق.

الكولونيل جو بوتشينو: هذا صحيح.. هذا هجوم تصعيدي ملحوظ شن ليلة أول أمس على السفارة الأميركية، لكن أميركا لم تفعل شيئاً. أنا لا أريد أن أتصرف تصرفاً يبدو وكأنه حل بسيط للغاية، فالأمر معقد كما هي الحال مع كل شيء في هذا الجزء من العالم. مع ذلك، ما فعلناه ونفعله هو استهداف بعض البنايات وقتل بعض المسلحين من المراتب الدنيا وضرب بعض مخازن السلاح في سوريا، وهذه الأمور لا تهم إيران. بل أنهم لا يلتفتون إلى هذه الأمور لعلمهم أو لاعتقادهم بأن إدارة بايدن لا تريد زيادة استخدام الحاملات المقاتلة لمهاجمة الأهداف الإيرانية والحرس الثوري الإيراني في سوريا أو في إيران.

رووداو: هل أن هذا لأن أميركا قلقة من وقوع حرب أو مواجهة إيران ومترددة في استهداف مسؤولي تلك الفصائل، أم أن هناك أموراً أخرى تجعل إدارة بايدن تتلافى المواجهة مع تلك الفصائل؟

الكولونيل جو بوتشينو: هي أمور عديدة، ومن بينها تلك التي أشرتم إليها. في الحقيقة، تريد إدارة بايدن أن تبقي الوضع هادئاً، تريد أن تكبح التوترات، ولا تريد لها أن تتسع باتجاه لبنان وإلى داخل البحر الأحمر. الإدارة في الواقع لا تريد خوض حرب واسعة النطاق ضد يران، ومن المؤكد أن إيران أيضاً لا تريد ذلك. هذه واحدة من النقاط.
 
هناك نقطة أخرى وهي أن إدارة بايدن لا تريد حقيقة أن تركز الأخبار على الشرق الأوسط. فنحن الآن نعد العدة لخوض الانتخابات وتريد الإدارة أن تركز الأخبار على القضايا الداخلية وأن تكون التقارير عن الأعمال والمساعدات لأوكرانيا وشؤون المحيط الهادي – الهند. لهذا تأمل الإدارة أن تحل هذه الأمور جميعاً أو تنجلي لحالها.

رووداو: هل تظن أن هذا يساعد؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا، ليس مساعداً.
 
رووداو: لقسم من القوات الميليشياوية في العراق والتي تهاجم القوات الأميركية وقواعدها العسكرية، أجنحة سياسية وأجنحتها السياسية مشاركة في الحكومة، لكن أميركا لا تدين الحكومة العراقية لعدم تصديها لهذه الفصائل. هل هناك ما تقلق أميركا عليه في إدانة الحكومة العراقية؟ فقسم من هذه الفصائل مدعوم من الحكومة العراقية ومن إيران..

الكولونيل جو بوتشينو: أميركا ضعيفة جداً في العراق، ففي السنة أو الاثنتين الأخيرتين كانت أميركا على شفا جرف والحكومة العراقية تقول إننا نريد أن تخرج القوات الأميركية كلها من العراق. لتخرج، لكننا لا نريد هذا، لأنه يفتح الباب في وجه إيران لبسط هيمنتها الكاملة على العراق ثم إثارة الفتن في عموم الشرق الأوسط.
 
رووداو: هل إيران هي السبب أم التهديدات التي يمثلها داعش وغيره من الفصائل؟

الكولونيل جو بوتشينو: إيران هي السبب. سنبقي في العراق آلاف الجنود وفي سوريا 900 جندي، إلى جانب جنود آخرين ولن نتحدث عنهم، لكننا نبقيهم هناك ليفعلوا ما هو مناسب حقاً لحرب داعش. أما متى سينتهي هذا؟ لا أدري! ولا يبدو أنه سينتهي أبداً.
رووداو: وما هي مهمة هؤلاء؟

الكولونيل جو بوتشينو: هذا سؤال جيد. من حيث الظاهر، مهمتهم هي تأمين الاستقرار من خلال التصدي لداعش وتقوية الكورد وقوات سوريا الديمقراطية من أجل القضاء على داعش. كذلك، نريد أن نطمئن على بصمة وحضور أميركا في العراق وسوريا. لأن هذا جزء من الدفاع عن النفس وسد في وجه النفوذ الكامل لإيران التي تريد أن يكون لها تأثير شامل على البلدين وتوسع انطلاقاً منهما نفوذها ليمتد إلى خارج المنطقة.
 
رووداو: إذا طلبت الحكومة العراقية من أميركا مغادرة العراق، هل ستفعل أميركا ذلك؟

الكولونيل جو بوتشينو: أن ترحل أميركا من هناك؟ نعم.

رووداو: لكنكم تحاولون أن لا يحدث هذا؟

الكولونيل جو بوتشينو: نحن نحاول أن نتجنب ذلك الوضع، لأننا نريد أن يكون لنا بعض التأثير على بغداد والحكومة العراقية ونثبت موطئ قدمنا في العراق. ثم تصور خروجنا من العراق، حسناً لو أننا خرجنا من العراق، ماذا سيحدث بعد ذلك؟ سيتسلل داعش إلى الداخل وهذا سيسمح لإيران بتثبيت موطئ قدمها هناك، وبعدها يجب أن تعود القوات الأميركية إلى هناك. لهذا فإننا نسعى لتجنب ذلك. عندما أحدثك عن هذه الأمور في هذا الحوار القصير، يوجد هناك تبادل تجاري. توجد تعويضات. يوجد خطر. ليس أي من هذا بالأمر الهين. في حين أن الرسائل التي ترد من واشنطن غير دقيقة وهي بشكل أو بآخر مضللة بشأن ما نفعله هناك حقاً ولماذا نحن باقون هناك.

رووداو: لننتقل إلى حرب حماس وإسرائيل. هل تعتقد أن الجيش الإسرائيلي قادر على تنفيذ عمليات في جنوب غزة كالتي ينفذها في الشمال؟ لأن هناك الكثير من الضغوط من جانب الدول العربية والإسلامية وأميركا تضغط حالياً على إسرائيل لكي تكون العمليات في الجنوب بصورة تخفف من خسائر المدنيين. هل تعتقد أن إسرائيل ستفعل هذا؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا أظن أنهم سيفعلون هذا. أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً على إسرائيل أن تفعل ذلك في هذا الوقت. لقد فتحوا ممرات إنسانية ليمر عبرها الأهالي. كما طلبوا من أهالي غزة مغادرة الشمال والتوجه إلى الجنوب. الناس الآن في الجنوب هم فوق كل شيء حالياً، لكن هناك قصفاً وتدميراً.
 
رووداو: لكنهم لا يسمحون لهم بالعودة إلى الشمال..

الكولونيل جو بوتشينو: نعم، لا يسمحون لهم بالعودة إلى الشمال.
 
رووداو: وليس هناك منفذ إلى مصر.

الكولونيل جو بوتشينو: هذا صحيح، لقد حاصروا هؤلاء الأهالي وينفذون العمليات.. أنا لا أعرف.. جاءت الإدارة الأميركية هنا في واشنطن وبادرت على الفور لاحتضان نتنياهو ووقفت إلى جانب إسرائيل. لكننا غيرنا وجهتنا وأصبحنا نحاول الضغط على إسرائيل والقول إننا نريد حكماً أكثر إنسانية في هذه الحرب.
 
رووداو: ما هو الهدف الإسرائيلي من وراء هذه العمليات العسكرية؟ تقول أميركا: "عندما تنتهي الحرب لا ينبغي بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة في المستقبل"، هل تعتقد أن إسرائيل قادرة على القضاء النهائي على حماس، في حين أن حماس جزء من أهالي غزة. هل تعتقد أن بإمكانهم تحقيق هذا ومنع هجوم كهجوم السابع من تشرين الأول مستقبلاً؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا يمكنهم ذلك بالطريقة التي يعملون بها حالياً. لا يستطيعون ذلك بالطريقة التي يحكمون بها على هذه الحرب. أعتقد أنهم قادرون على القضاء على كل القدرات العسكرية لحماس. أعتقد أن هذا أو شيئاً قريباً من هذا سيحصل، وبإمكانهم أن يدمروا كل الأنفاق. الفكرة هي إنجاز هذا. كما يمكنهم قتل جميع قادة حماس. لكن إن كنت تذكر، فإن حماس في الأصل حركة سياسية وعسكرية واجتماعية، وقد تشعبت حماس على شكل حكومة وتربية، نظمت حماس "مسيرة العودة الكبرى" التي كانت احتجاجاً سلمياً. هذه هي عناصر حماس، ولهذا لا يمكن القضاء عليهم، لا يمكن قصفهم. سأكون قلقاً من قيام إسرائيل بتوجيه ضربة بهذه القوة. شاهدنا فيديوهات لرجال تم تجريدهم من ثيابهم وتجري إهانتهم. أي رسالة هذه يبعثون بها إلى الله؟ هذا يؤجج حركة المقاومة فقط. يؤجج حركة المقاومة ضد إسرائيل. لو جاءت إسرائيل من الجانب الآخر وقالت: "حسناً، نحن الآن حكومة ونشرف على هذا المكان"، حينها ستتحول غزة من فورها إلى سجن وتتصاعد حركة المقاومة وهو ما تعيش عليه حماس.

رووداو: تعمل إسرائيل على إنشاء منطقة تخصها داخل غزة، وقد سألت وزارة الخارجية فجاء الرد بأن أميركا لا تدعم هذه الفكرة. في نفس الوقت لم تشعل الضوء الأخضر. هل تعتقد أن إسرائيل تستطيع إنشاء تلك المنطقة بدون موافقة واشنطن؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا أعتقد، ولا أعتقد أنه سيدوم طويلاً. لأن على الجيش الإسرائيلي أن يتجنب حزب الله اللبناني الأقدر من قوات حماس التي باتت الآن ضعيفة. لديهم الآلاف من الجنود الاحتياط في هذه الحرب، وبدون المساعدة الأميركية لا يستطيعون إدارة هذه المنطقة المستقطعة فترة طويلة.
 
رووداو: يقول المسؤولون الإيرانيون ومنهم رئيس الجمهورية ومسؤولو وزارة الخارجية وباستمرار لو أن أميركا واصلت دعمها لإسرائيل، فإن هذه الحرب ستتسع. هل تلمسون أي قلق من جانب واشنطن من توسع هذه الحرب لتشمل المنطقة وتضم الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والفصائل المسلحة في العراق؟

الكولونيل جو بوتشينو: هناك مخاوف حقيقية. لهذا تجد وزير الخارجية بلينكن يزور المنطقة ويجتمع مع رؤساء الدول العربية. لهذا نشهد هذا. وقد مات كيسنجر مؤخراً، وهذه هي الدبلوماسية المكوكية التي انتهجها في الشرق الأوسط. كان يزور رؤساء الدول ويحاول العمل على التهدئة. أعتقد أن الفصائل التي تتحدث عنها، إيران وحزب الله اللبناني والحوثيين، لا يريد أي منهم حرباً وساعة النطاق. هذه الفصائل، الفصائل الشيعية، تريد فقط حبس إسرائيل وكبح جماحها لتقاتل حماس، وأن تستمر هي في إطلاق صواريخ من الشمال على إسرائيل وينصب تركيز الجيش الإسرائيلي على هذا. لكن أعتقد أن أياً منهم لا يريد حرباً واسعة. ما أنا قلق بشأنه الآن هو ما أشرتم إليه: لدينا مجموعة من حاملات الطائرات الحربية، وإيران تزيد من رسائلها. هناك رسائل. كما أن هناك بعض الحسابات الستراتيجية الخاطئة، تماماً كتلك التي أثارت الحرب العالمية الأولى. حينها سندخل في حرب كارثية لا يريدها أحد. سنتورط فيها نحن بالذات. هذا ما أشعر بالقلق حياله.
 
رووداو: وماذا عن المناطق المائية؟ قبل فترة شاهدنا الحرس الثوري يحتجز قاربين، وحوثيي اليمن يستولون على سفينة. تحاول أميركا الآن إيجاد نوع من تحالف دولي لحماية أمن المناطق المائية. هل تعتقد أن أميركا قادرة على هذا بدون توجيه رسالة قوية جداً للحوثيين ولإيران؟

الكولونيل جو بوتشينو: أعتقد بوجوب أن يكون هناك بعض الرد على تلك الهجمات. لم نفعل شيئاً حيال هجوم الحوثيين. ليس معلوماً في المنطقة ماذا تفعل حاملات الطائرات الحربية هذه في البحر الأحمر. أخبرني أهالي المنطقة بهذا. هل هي هناك لحماية السفن التجارية؟ هل هي هناك لحماية الجنود الأميركيين في سوريا؟ هل ستهاجم إيران إن دعت الحاجة لذلك؟ هل ستهاجم سوريا إن دعت الحاجة لذلك؟ أتدري أن هذا ليس معلوماً. بيان القيادة المركزية للقوات الأميركية غير واضح أبداً. أعتقد أن هذا لا يساعد الوضع. أعتقد أن رداً أميركياً قوياً على هجوم الحوثيين في البحر الأحمر سيغلق الممرات التجارية المائية. لو قالت الشركات إنها لا تستطيع المجازفة بسفنها هناك، سيؤثر ذلك بدرجة كبيرة على التجارة العالمية والاستقرار العالمي.
 
رووداو: هل تعتقد أن إيران تستغل هذه الفرصة؟ هل حملت رسائل الأميركيين التي تقول لا تتورطوا في الأمر على محمل الجد، لكنها تفعل ذلك؟

الكولونيل جو بوتشينو: لقد أجبت على السؤال بنفسك. إيران لا تحمل تلك الرسائل على محمل الجد.
 
رووداو: هل يستغلون هذه الفرصة؟

الكولونيل جو بوتشينو: نعم، يفعلون ذلك الآن وبدرجة عالية.
 
رووداو: ولماذا قررت أميركا السكوت وغض البصر عن الحقائق القائمة في المنطقة؟

الكولونيل جو بوتشينو: عندما أنظر إلى هذا من زوايا مختلفة، إحداها هي استغلال الأخبار في هذا البلد. اعتقدت أن هجمات البحر الأحمر كانت أخباراً كبيرة. هذا التوتر الكبير في الشرق الأوسط نبأ عظيم. كان الخبر في أميركا لست ساعات. كان صباح الأحد، وعند انتهاء الأحد، غاب عن الأخبار. هذه المدينة مناسبة جداً لبث الأخبار التلفزيونية، فالأخبار التلفزيونية في هذه المدينة تحرك واشنطن بوست ونيويورك تايمز. أعتقد أنهم بفضلون أن يركز الناس، التاخبون، على القضايا الداخلية أكثر. لا يريدون أن يفعلوا شيئاً (في الخارج) يلفت أنظار الناس إلى ذلك.
 
رووداو: وهل تعتقد أن أميركا عندما تتحدث عن العمليات التركية في الشمال السوري جادة جداً لدرجة إضعاف هجمات حلفاء أميركا للقضاء على داعش؟

الكولونيل جو بوتشينو: نحن جادون في التزاماتنا تجاه قوات سوريا الديمقراطية، وأعتقد أننا شكلنا قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش. هناك التزام حقيقي في البنتاغون بقوات سوريا الديمقراطية.
 
رووداو: وماذا عن التهديدات التي تستهدق قوات سوريا الديمقراطية؟

الكولونيل جو بوتشينو: تهديدات من أين؟
 
رووداو: من جانب تركيا.

الكولونيل جو بوتشينو: أنا لا أريد تبسيط هذا. لكنه صعب، لأننا نريد تركيا كعنصر في ناتو يكمل هذه الحرب ضد روسيا، بينما وصلت المسألة الروسية الأوكرانية الآن إلى طريق مسدود. نريد تركيا هناك. ومهما كانت الطريقة للحل فإننا نريد إشراك تركيا في الأمر. لكنك تجد تركيا معادية لقسد.
 
وعندما كنت في قيادة القوات الأميركية كانت تركيا تعادي بشدة كل إشادة لنا بقسد.. لهذا أخشى..
 
رووداو: عندما تذكرون قسد بخير يتصلون بكم؟

الكولونيل جو بوتشينو: عن طريق السفارة.
 
رووداو: عن طريق السفارة..

الكولونيل جو بوتشينو: كنا نثني على قسد التي هي شريكتنا، ونقيمها كشريك، بينما كان الأتراك، السفارة التركية تتصل وتقول: "هل بالإمكان مسح هذه التغريدة؟ هل يمكن أن تمسح قيادة القوات الأميركية هذا الكلام؟"
 
رووداو: هذا يذكرني بأمر.. كان للتحالف الدولي بيان عن هجمات في سوريا، وبعد فترة قصيرة مسحوا التغريدة، هل كان ذلك تلبية لطلب تركي؟

الكولونيل جو بوتشينو: لا أتذكر هذا على وجه التحديد.

رووداو: كان عندما أسقطت أميركا مسيرة تركية في سوريا، لأن المسيرة اقتربت من قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا.

الكولونيل جو بوتشينو: صحيح تماماً، هو صحيح. أجل، تذكرت هذا.
 
رووداو: هل طلبت منكم تركيا مسح تلك التغريدة في تويتر؟

الكولونيل جو بوتشينو: أذكر أننا نشرنا تغريدة في هذا الخصوص، ولا أذكر أننا مسحناها، ولكني أذكر أنه تم تبليغنا في ساعة معينة من جانب وزارة الخارجية بأن نتوقف عن الحديث عن قسد. كان قصدنا أن قسد شريكة لنا في محاربة داعش، وكنا نقيمها كشريك فقط. هناك وضع شائك في الشرق الأوسط. فبينما تعمل تركيا على الاستفادة الكاملة من الدعم الأميركي تريد أن تستفيد تمام الاستفادة من عضوية ناتو.
 
رووداو: هل هناك أي جهود دبلوماسية من جانب أميركا لكي لا تكون تركيا متشددة بهذه الدرجة تجاه قسد؟

الكولونيل جو بوتشينو: أعتقد أن الحاجز المضاد لذلك هو أننا نشرنا القوات الأميركية مع قسد وتركيا تعرف ذلك. ولو أنها هاجمت قسد.. فإنها إلى جانب عدم قدرتها على قتل أميركي، جندي أميركي، لأن ذلك سيحل ككارثة على تركيا.
 
رووداو: لنعد إلى العراق وإقليم كوردستان. ما هو الذي يزعجكم من قوات البيشمركة؟ فقد كنت في قيادة القوات الأميركية وتعلم أنهم منذ فترة طويلة بعملون على عملية لتوحيد قوات البيشمركة لكن نتائجها ليست متجسدة حتى الآن، ما رأيكم في هذا؟

الكولونيل جو بوتشينو: في الواقع ليس أي شيء واضحاً بأي شكل. ليس هناك شيء مثبت. في الواقع لم تتقدم أبداً ولم يعلن شيء. كل الأمور في العراق كانت معقدة جداً. في نفس الوقت هناك نفوذ إيراني هناك. وهناك أيضاً نفوذ تركي. هناك أيضاً البيشمركة الذي يعد العراق وطنه إلى حد ما لكن هذا لم يظهر بوضوح قط.
 
رووداو: في مسألة داعش، كيف هو مستوى تنسيقكم مع وزارة شؤون البيشمركة؟ وما هو موقفكم من الهجمات الإيرانية على قواعدكم في إقليم كوردستان؟

الكولونيل جو بوتشينو: قيادة عمليات حرب داعس تعمل مع البيشمركة، لكن القيادة مقسمة. البيشمركة هي تشكيلة واحدة. عنصر واحد تعمل القيادة معه. القيادة تتعامل مع سوريا أيضاً. تعمل مع قسد أيضاً. كما تعمل مع بغداد، وتعمل مع وزارة الدفاع. لذا فإن القيادة كانت أقساماً عدة في موضوع حرب داعش. كان يوجد بعض آلاف من الجنود في العراق، وسبق وأن أشرنا إلى 900 جندي في سوريا. أعتقد بأنه لم تكن هنالك سياسة ستراتيجية حقيقية لما نقوم به في العراق وسوريا.

رووداو: هل تشعرون بأي قلق تجاه تأثيرات إيران والحشد الشعبي على القوات الأمنية العراقية التي لديكم علاقات جيدة جداً معها؟

الكولونيل جو بوتشينو: كان هذا مصدر قلق دائم. قلق من الحكومة العراقية. أعتقد أن جدار الوقاية من ذلك هو وجود عمليات، وأن تكون قواتنا هناك، وتكون لنا قيادة عسكرية في بغداد وأن تستمر هذه العلاقة. أعتقد أني سأقلق عندما تأتي إدارة جديدة لتحكم في واشنطن وتسحب تلك القوات من العراق. إنك تجد الآن زيادة حقيقية في النفوذ الإيراني. أو أن واحدة من الهجمات الصاروخية على العراق أوقعت ضحايا وفواجع. ويوجد هنا في الكونغرس صوت ينادي بسحب القوات الأميركية وهو ما يطلق يد إيران في بغداد أكثر ويسمح لها بتعزيز نفوذها.
 
رووداو: شكراً جزيلاً سيادة الكولونيل جو بوتشينو، الناطق السابق باسم القيادة المركزي للقوات الأميركية..

الكولونيل جو بوتشينو: شكراً جزيلاً على الاستضافة..
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب