رووداو ديجيتال
حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن السودان "على حافة حرب أهلية شاملة" قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها، غداة غارة جوية على أم درمان بضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أسفرت عن 22 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد (9 تموز 2023)، أن "الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها"، وفق ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.
ودان غوتيريش "الغارة الجوية في أم درمان بالسودان، التي أسفرت عن مقتل 22 شخصًا على الأقل بحسب تقارير".
كانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم أعلنت في بيان، أمس السبت، "قصف للطيران الحربي فجر السبت يودي بحياة 22 مواطنا ويخلف عددا كبيرا من الجرحى" بمنطقة دار السلام العامرية في أم درمان.
ونشرت الوزارة عبر صفحتها على فيسبوك، لقطات مصورة تظهر جثثا على الأرض بعضها مقطّعة الأطراف.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتنفيذ الغارة، مشيرة الى أنها أدت الى مقتل 31 شخصاً على الأقل.
ودانت في بيان "الهجوم البربري الذي نفذته قوات الانقلابيين على مواطني مربع 22 دار السلام"، واصفة إياه بـ "جريمة نكراء في حق الإنسانية".
وقالت إنه أدى الى "مقتل أكثر من 31 شخصا وإصابة العشرات من المدنيين".
ونقلت وكالة فرانس برس عن سكان بدار السلام العامرية، الأحد، أن ما شهدوه كان "قصفاً جوياً قُتل فيه 22 شخصاً بينهم اطفال"، علما بأن الجيش هو الوحيد بين طرفي النزاع الذي يمتلك سلاح جو.
الا أن القوات المسلحة نفت في بيان الأحد "تعامل القوات الجوية يوم أمس مع أي أهداف معادية في أم درمان".
واتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ"قصف المناطق السكنية بالمدفعية والصواريخ، تزامناً مع تحليق طائراتنا لمحاولة إلصاق تهمة استهداف القوات المسلحة للمواطنين زورا وبهتانا".
وشهدت أحياء جنوب الخرطوم "اشتباكات عنيفة بأسلحة ثقيلة"، على ما أفاد شهود عيان.
ويشهد السودان منذ 15 نيسان 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
أدّى النزاع الى مقتل أكثر من 2800 شخص ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق قريبة منها، بالإضافة إلى إقليم دارفور حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية" والنزاع فيه يتّخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.
وأعرب غوتيريش بحسب بيان المتحدث عن "قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد القتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق"، منددا بـ"تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان"، مجدداً دعوته إلى وقف القتال و"الالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية".
وحتى قبل اندلاع الحرب، كان السودان يعدّ من أكثر دول العالم فقراً حيث يحتاج 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً