رووداو ديجيتال
عدّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب جزيرة غرينلاند "ضرورية" لأمن الولايات المتحدة القومي، بل لـ "الأمن الدولي أيضاً"، وكشف أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف المعنية للحصول على الجزيرة.
"في الواقع، نحتاجها لأمن العالم. أعتقد أننا سنحصل عليها. سنحصل عليها على أي حال"، قال ترمب.
تصريحات ترمب فجّرت جدلاً واسعاً، دفعت الصحفي نامو عبد الله، معد ومقدم برنامج "نيكست" على شاشة رووداو، إلى قضاء خمسة أيام في الجزيرة المتجمدة، متحدّثاً مع مسؤولين وسكان محليين لمحاولة فهم الدوافع الحقيقية خلف هذا الاهتمام المفاجئ.
"سنحصل عليها على أي حال"
تكشف جغرافيا غرينلاند عن موقع استراتيجي بالغ الأهمية. فمنها تمر أقصر مسافة لصاروخ عابر للقارات يُطلق من روسيا نحو أميركا، وهو ما يفسر وجود قاعدة "بيتوفيك" العسكرية الأميركية، التي تضم راداراً للإنذار المبكر قد يمنع اندلاع حرب عالمية.
وبدون نظام الإنذار المبكر في غرينلاند، قد لا تتمكن أميركا من منع الكارثة، لذا واشنطن تتعامل مع الجزيرة كـ "برج مراقبة للعالم".
الثلج يذوب والمعادن تنكشف
القلق البيئي يتصاعد في غرينلاند، حيث يقول المدير التنفيذي لمنظمة المحيط الشمالي، جينسيراك بولسن، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "أهم قضية بيئية اليوم هي التغير المناخي. هذا هو القلق الرئيس لغرينلاند حالياً".
وبيّن أن "درجات حرارة مياه البحار ترتفع، وأنواع الأسماك تغيّرت، والطيور والطفيليات قادمة من كندا وأوروبا".
لكن هذه التغيرات تمثل فرصة اقتصادية وجيوستراتيجية لأميركا.
في هذا السياق، يقول نائب وزير الموارد المعدنية في غرينلاند، لشبكة رووداو الإعلامية: "لدينا 45 من أصل 50 معدناً مدرجاً في قائمة المعادن المهمة لدى الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن ذوبان الجليد يجعل الوصول إلى هذه الثروات أسهل.
كريستيان كيلدسن، القنصل الفخري البريطاني ومدير اتحاد رجال الأعمال، يرى من جانبه أن أوروبا وأميركا، من خلال إيلاء الأهمية لغرينلاند، "لديهما مصلحة في تقليل هيمنة الصين على سوق المعادن النادرة".
سكان غرينلاند: لسنا للبيع..
رغم الأطماع الاقتصادية والسياسية، فإن سكان غرينلاند يعارضون بشدة فكرة الانضمام إلى أميركا.
عندما سأل نامو عبد الله أحد الصيادين المحليين: "هل تريد أن تصبح أميركياً؟"، أجابه: "لا. لا"، ثم أضاف: "الديار في غرينلاند". وعندما سأله عن رسالته لترمب، أجاب ببساطة: "حظاً سعيداً".
كما تؤكد المصممة ليف أورورا جينسن أن "غرينلاند هي الوطن"، مضيفة: "أريد استعادة لغتي. لقد نسيت لغة غرينلاند بسبب فرض الدانماركية علينا، وهذا مؤلم جداً من الناحية النفسية".
وتضيف: "نحن شعب من الصيادين. لسنا محاربين. نحن شعب متواضع ولطيف"، معلقة في الوقت نفسه على التحالف مع واشنطن بقولها: "نريد أن يستمر تحالفنا العسكري مع أميركا، لكن يجب أن يحترمونا كشعب".
أما هانس، الرئيس السابق لشركة النفط الوطنية، فيؤكد: "نحن في 2025. لقد ولى زمن شراء الناس والأراضي".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً