معرض الصور


رووداو ديجيتال

على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة، تقع واحدة من أكثر مدن مصر خضرة وجاذبية، حيث تنتهي الطريق الصحراوية لتبدأ حدود محافظة الفيوم، ويبدو المشهد كأنك تعبر من عالمٍ إلى آخر، إذ لا يكاد يُرى موضع إلا وتغطيه الخضرة.
 
يجري نهر عبر المدينة يستفيد منه جميع المزارعين، وعلى ضفافه تنتشر عشرات السواقي (النواعير) التي يعود تاريخها إلى مئات السنين. وتعمل هذه النواعير بأسلوب بسيط، دون كهرباء أو تقنيات حديثة، إذ تنقل المياه من النهر إلى الأراضي الزراعية بشكل مستمر ودون توقف.
 
يعتمد معظم سكان الفيوم على الزراعة وتربية الحيوانات، فلكل أسرة أراضٍ زراعية وبعض رؤوس الأبقار أو الجاموس، إضافة إلى حيوانات منزلية أخرى. كما تساهم النساء بشكل فعال في الحياة الاقتصادية، إذ يبعن منتجاتهن الزراعية في الأسواق المحلية.
 
الفيوم، التي يبلغ عدد سكانها اليوم أكثر من 4 ملايين نسمة، كانت في فترة من حكم الفراعنة عاصمةً لمصر. وسُمّيت لاحقاً بـ"بورسين" أي "بيت التمساح"، بسبب تقديس التماسيح في ذلك العصر، ولا يزال تمثال التمساح قائماً في المدينة حتى اليوم، شاهداً على هذا الإرث التاريخي.