رووداو ديجيتال
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف أكثر من 1300 شخص على خلفية أعمال الشغب والفوضى التي تجتاح عدّة مناطق في البلاد.
وذكرت الوزارة، السبت (1 تموز 2023) أن 1311 شخصاً أوقفوا ليل الجمعة/السبت في أرجاء البلاد مع تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي إثر مقتل شاب مراهق برصاص شرطي.
وأوضحت أن هذا العدد أعلى بكثير من توقيفات الليلة السابقة التي شملت 875 شخصاً.
تهزّ فرنسا منذ مطلع الأسبوع احتجاجات ليلية عنيفة أشعلها مقتل شاب قرب باريس برصاص شرطي أثناء محاولته الفرار من عملية تدقيق مروري، وشهدت فرنسا اليوم السبت تشييع جثمان الشاب المتحدّر من أصول جزائرية.
ويرى محللون ومراقبون للوضع الفرنسي أن أعمال الشغب هذه ناجمة عن قصور في السياسة المدنية للحكومة الحالية. لا سيما أنه في عام 2015، أثار مقتل مراهقين اثنين صعقاً في محول كهربائي احتميا فيه هرباً من مطاردة الشرطة، موجة كبيرة من أعمال العنف في المدن.
ويقول سامي زيغناني عالم الاجتماع في جامعة رين-1 في غرب فرنسا إن "أعمال الشغب في فرنسا بدأت في الثمانينات وأحدثت إدراكا فضلا عن إدراج بند مشكلة (الضواحي)".
فيما يرى كثيرون أن ثمة "غضبا اقتصاديا" مرتبطا خصوصا بالتضخم.
يشدد الشيوعي فيليب ريو رئيس بلدية غرينيي أفقر مدن فرنسا القارية "منذ العام 2005 ارتفع معدل الفقر بشكل كبير في غرينيي الواقعة قرب باريس وسرعت أزمة كوفيد والتضخم انعدام المساواة والظلم".
ويضيف "سياسة المدينة هي السياسة الشاملة الوحيدة. فهي تشمل التربية والعمل والتدريب والثقافة فضلا عن الرياضة والعدل والصحة. لو لم تكن متوافرة لكان اقتضى استحداثها. إلا انها فقدت زخمها راهنا. فيمكن إعداد الكثير من وثائق إكسل لكن ذلك لا يشكل سياسة عامة".
وتقول ستيفاني فيرميرش مديرة الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي "التحديث غيّر وجه عدد لا بأس به من الأحياء لكن على صعيد المدرسة والتمييز والحصول على عمل والعلاقة مع الشرطة فلم يتغير الكثير".
ما يميّز أعمال الشغب الأخيرة عن سابقاتها هو أنّ عدداً لا بأس به من مرتكبيها هم، وفق السلطات، فتية "صغار جداً". ينفس هؤلاء الفتية "عن غضبهم" بتدمير الممتلكات العامّة وإحراق السيارات ونهب المتاجر والاشتباك مع الشرطة.
وقالت مارتين أوبري رئيسة بلدية مدينة ليل، امس الجمعة، إنّه "لدينا عدد كبير من الأطفال" الذين "لا يمكننا أن نتحاور معهم".
وذكر الرئيس إيمانويل ماكرون فإنّه من أصل 875 شخصاً أوقفتهم الشرطة ليل الخميس "كان ثلثهم شباب، وأحياناً فتية صغار جداً"، وحسب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان فإنّ "متوسّط العمر هو 17 عاماً".
بعض هؤلاء الموقوفين بدأوا بالمثول أمام محاكم المنطقة الباريسية. وقد تبيّن أنّ بعضهم هم تلامذة في المرحلة الثانوية، وآخرون تلامذة في معاهد مهنية، بينما يعمل بعضهم الآخر ندلاء في مطاعم وحانات، وكثر منهم بالكاد بلغوا سنّ الـ18 عاماً، وغالبيتهم ليس لديه أيّ سجلّ إجراميّ.
إن توسع نطاق أعمال الشغب الأضطرابات في المدن الفرنسية دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى إلغاء زيارة مقررة الى ألمانيا غداً الأحد.
وأعلنت الرئاسة الألمانية في بيان السبت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجَّل زيارة الدولة التي كانت مقررة لألمانيا ابتداءً من مساء الأحد، بعد أربعة أيام من أعمال الشغب التي تشهدها فرنسا.
وقالت الرئاسة الألمانية إن "الرئيس الفرنسي ماكرون تحدث هاتفياً مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وأطلعه على الوضع في بلاده. وطلب الرئيس ماكرون تأجيل زيارة الدولة المقررة إلى ألمانيا".
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر في قصر الإليزيه، أن ماكرون يرغب بالبقاء في فرنسا خلال الأيام المقبلة. ولم يتم تحديد موعد جديد للزيارة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً