نيكست يرفع الوشاح عن "فرونتير" الكمبيوتر الخارق في العالم

 

متحمسون لرؤية هذا الكمبيوتر والتحدث مع كبار العلماء الذين يحاولون استخدام هذا الكمبيوتر الخارق لعلاج أمراض السرطان القاتلة وغيرها من المشاكل الكبرى للإنسانية.

 

قبل الوصول إلى مختبر الكمبيوتر الخارق، مررنا بنقطة تفتيش حيث طلبوا منا تقديم بطاقة الهوية والإذن بالزيارة.

 

كمبيوتر أوراكل، أول كمبيوتر عملاق صنع سنة 1947، لكن هاتفك اليوم أسرع بمليون مرة من ذلك الكمبيوتر الذي كان الأسرع في ذلك الوقت. اعتاد الناس أن يكونوا هم أجهزة كمبيوتر تقوم بالعد بواسطة الآلات. لكن بعد ذلك أصبحت الأمور آلية تقوم بها الآلة.

 

يقول مقدم البرنامج، نامو عبد الله: لكي تتضح الصورة لمتابعينا، دعونا نقارن هذا بأسرع كمبيوتر شخصي (لابتوب)، ما هي قدرة هذا الكمبيوتر الخارق مقارنة به؟

 

قدرة الكمبيوتر الخارث تفوق قدرة الكمبيوتر الشخصي مليار مرة على الأقل، يقوم بعد كوينتليونين في الثانية، الكوينتليون له ثمانية عشر صفراً.

 

يجب أن يعمل كوينتلونان من البشر معاً لإنجاز ما يستطيع هذا الجهاز إنجازه. أي أنه يجب أن يعمل جميع سكان الأرض معاً لعشرات السنين حتى ينجزوا ما ينجزه هذا الكمبيوتر في ثانية واحدة، أن أن شخصاً واحداً سيحتاج إلى مليارات من السنين لإنجاز ما ينجزه هذا الكمبيوتر الخارق في ثانية. 

 

لقد بعثت هذه القدرة الرائعة لهذا الكمبيوتر الأمل في أن يتمكن هذا الكمبيوتر من إيجاد حلول لبعض كبرى المشكلات التي تواجه البشرية. يستخدم هذا الكمبيوتر لإيجاد العلاج للأمراض الفتاكة مثل السرطان والاحتباس الحراري. 

 

يتكون الكمبيوتر الخارق من 74 خزانة، تزن كل واحدة منها أكثر من ثلاثة أطنان ونصف الطن. هذا يعني أن وزنها أكبر من أوزان 74 شاحنة صغيرة مجتمعة. يحتوي هذا الكمبيوتر على 37.632 وحدة معالجة رسومات (GPU). وحدة معالجة الرسومات (GPU) هي بطاقة تعالج الصور على شاشة الكمبيوتر. وحدات معالجة الرسومات هذه ليست وحدات معالجة رسومات كالتي في الكمبيوترات العادية. وكما قال برانسون، فهي قوية بما يكفي لإجراء 2 كوينتيليون عملية حسابية في الثانية. فرونتير هو ثمرة عقود من العمل.

 

يمر الماء عبر الأنابيب الممدودة على هذه اللوحات الساخنة. كل واحدة من هذه اللوحات عبارة عن جهاز كمبيوتر قوي مستقل. كل هذه الأنابيب المتفرقة تتصل ببعضها البعض في الخلف.

 

كل واحد من هذه الصناديق التي بها مقابض هو عبارة عن كمبيوتر. كمبيوتر فائق القوة، حيث يتألف الكمبيوتر الخارق من تسعة آلاف وأربعمائة وثمانية كمبيوترات صغيرة.

 

الماء البارد يمر عبر الأنابيب الزرق، كما هو متوقع. ثم عندما يسخن الماء يخرج عبر الأنابيب الحمر. هذا مثير. الماء البارد ليس شديد البرودة، بل تبلغ حرارته 32 درجة مئوية.

 

الكمبيوترات الخارقة القديمة من نوع فيكتري كراي، إذا كنت قد شاهدت فيلماً، حيث يشير شخص إلى كمبيوتر كراي كبير، هو في الغالب هذا النوع من الأشياء شبه الدائرية مع أريكة فوقه. كانوا في الواقع يستخدمون الفريون. الفريون هو الغاز الموجود في سيارتك للحفاظ على برودة الأشياء داخل السيارة. ثم سرعان ما تبين أن الفريون مكلف ومن الصعب الاستمرار في استخدامه. استخدام الماء أسهل بكثير.

 

في الواقع، الماء وسيلة جيدة لتغيير درجة الحرارة، ويتخلص من السخونة بصورة فعالة. المياه هنا في شرق ولاية تينيسي كثيرة. استخدامها سهل للغاية ما لم نلحق بها ضرراً كبيرة.

 

يرجح أن يبلغ ثمن الكمبيوتر الخارق مئات ملايين الدولارات، لكن المجموع العام مع نفقات الناس التي تعمل في هذا المركز وتعمل على صناعة كمبيوتر المستقبل الجديد، ويديرون الكومبيوتر الحالي، فيما تبلغ ميزانيتنا السنوية 200 مليون دولار.

 

قبل أربع سنوات، تم استخدام وحدات معالجة الرسومات السريعة GPU مثل تلك الموجودة في هذا الكمبيوتر لإنتاج عملات كريبتو. لكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك. فقد تم الآن صنع معالجات خاصة لهذا الغرض، تسمى FPGA، وهي أكثر ملاءمة لإنتاج عملات كريبتو.

 

يعني ذلك أن هذه الآلة ربما ليست الأفضل في هذا المجال، وهذا يبين أن وحدات معالجة الرسومات السريعة GPU هذه تصلح لبعض الأمور وليست جيدة جداً في أمور أخرى.

 

يوجد في المختبر نحو سبعة آلاف شخص، أما في القسم الذي يدير هذا الكمبيوتر الخارق، يقترب العدد من المئتين، ويشمل الفنيين الذين يقومون بتشغيل هذه الآلة طوال الوقت إلى الذين يقومون بالأعمال الإدارية، إلى الذين يعملون على الكمبيوتر ويساعدون العلماء والباحثين في استخدام الكمبيوتر وإجراء أبحاثهم.

 

في السابق، لم نكن نعرف حقاً ما يجب فعله بكل هذه البيانات. أنت بحاجة إلى جهاز كمبيوتر متطور لفهم تلك البيانات. يتطلب الأمر الكثير من قوة المعالجة لتفسير تلك البيانات. فرونتير يفعل ذلك، بحيث يمكن الآن إخضاع هذه الكميات الهائلة من البيانات المتاحة للتحليل دفعة واحدة.

 

نحتاج إلى آلة مثل فرونتير لتصبح البيانات ذات معنى وتحظى بأهمية. فالعلاقة بين الأجزاء المتنوعة من هذه البيانات هي التي يمكن أن تساعد فيما بعد على تحسين التوجيهات الصحية للإنسان.

 

في السابق، عندما كان يجري جمع هذه البيانات، كان على شخص أن يدخلها يدوياً في قاعدة بيانات مركزية، إنجاز أمر كهذا وفر لنا نحو 40 ألف ساعة عمل، الآن أصبحنا قادرين على متابعة السرطان على مستوى البلد بالكامل.

 

أحد الأمور التي يسأل عنها الجميع هو متى سنجد علاجاً للسرطان؟ متى سيكون لدينا أدوية تساعد المرضى على الأقل في السيطرة على السرطان وعدم الموت بسببه؟ هل تأمل أن يساعدنا هذا الكمبيوتر الخارق في العثور على علاج للسرطان؟

 

علاج السرطان هو قضية كبيرة. أحد الأشياء التي يعملون عليها الآن هو استخدام فرونتير لاكتشاف الأدوية. هناك الكثير من الأدوية المختلفة التي يمكن استخدامها لعلاج السرطان أو نوع معين من السرطان. كيف تعرف أي الأدوية هو الأفضل؟ في بعض الحالات، إن كنت أنت شركة أدوية، فقد يكون لديك 10 آلاف أو 15 ألف جزيء دواء يمكن استخدامه لعلاج هذا السرطان.

 

يساعد نظام مثل فرونتير على تضييق القائمة وصولاً إلى خمسة مرشحين رئيسيين. قد تكون قادراً على رؤية خصائص هذا الدواء، ومعرفة مدى فعاليته مثلاً، أو مدى استقرار هذا الدواء، وما هو المطلوب لصنع هذا الدواء؟ يمكنك فعل كل هذا عن طريق الكمبيوتر بحيث تنظر شركة الأدوية إلى خمسة خيارات فقط بدلاً من 10 آلاف.

 

بدلاً من أن يبحث المرء في آلاف أو عشرات الآلاف من الأدوية المحتملة، سيتم بفضل فرونتير تقليص القائمة إلى خمسة خيارات فقط. 

 

عندما تكون لديك هذه الأدوية المختلفة المرشحة لعلاج السرطان، فإن لها العديد من الخصائص المختلفة. ما مدى فعالية هذا الدواء؟ ما مدى استقرار هذا الدواء؟ ما هو المطلوب لصنع الدواء؟ هل يمكن تصنيعه؟ كما تعلمون، هناك أدوية يمكن نظرياً أن تكون علاجاً للسرطان، لكن هل يمكن تصنيعها بالفعل؟ تتيح لك فرونتير تحديد هذه الخصائص ثم تقوم بإجراء بحث مكثف لهؤلاء المرشحين البالغ عددهم 10 آلاف ويخبرك أي خمسة أو أربعة أو ربما حتى واحد منهم هو العلاج الأفضل.

 

السرطان ليس المشكلة الإنسانية الوحيدة التي يمكن لفرونتير أن يساعدنا في علاجها. فالعلماء يحاولون فهم ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل أفضل من خلال فرونتير، والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، والتوصل إلى حلول مبكرة ومناسبة لمناطق مختلفة من العالم.

 

أحد أصعب الأمور المتعلقة بالتنبؤ بالطقس هو فهم سلوك السُحُب. تتكون السحب من قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلجية. وعندما يرتفع الهواء الدافئ فإنه يبرد وتتكون الغيوم. الأمر الصعب هنا هو أن عملية صعود الهواء هذه تحدث على نطاق صغير جداً، من قطرات صغيرة إلى بضعة أمتار. لكن عندما نحاول رسم خرائط الطقس، لن نتمكن من النظر إلى الغيوم على بعد أقل من 100 كيلومتر. كيف يمكن فهم سلوك قطرة الماء على مسافة 100 كيلومتر؟ لكن العلماء الآن وبفضل فرونتير، أنشأوا خريطة تصور ثلاثة كيلومترات بتفاصيل أكثر بكثير بدلاً من 100 كيلومتر. وهذا يسمح للعلماء برؤية التغيرات الطفيفة في السحب التي تسبب العواصف.