رووداو دیجیتال
كان لـ(جنور توفيق) الكثير من الأماني التي تريد تحقيقها عندما تبلغ، لكن بينما كانت تلعب في باحة دارهم وهي في الرابعة من العمر، وبالتحديد في (23 أيلول 1987) أصابتها رصاصة طائشة من التي تطلق فرحاً، ومذذاك بدأت قصتها الحزينة، بعد أن جعلت منها رصاصة طائشة إنسانة معاقة.
جنور هي الصغرى بين أولاد عائلتها وقد ولدت في (20 حزيران 1983) في حي سرجنار بالسليمانية، وقد سجلت قصتها مذ كانت في الرابعة وأصيبت بتلك الرصاصة، بين دفتي كتاب.
اسم الكتاب هو "تەقەی خۆشی – إطلاق النار فرحاً"، تقول جنور توفيق في مكان منه: "بعد أن بت في المستشفى وفي بيتنا العديد من الأيام، فقد رجلي في الأخير بعد كل الآلام والعمليات الجراحية، فقدت الأمل في استعادة قدرتي على المشي، وبدون رغبة أو إرادة مني جاؤوني بكرسي مدولب ليصبح رفيق حياتي".
وتتحدث جنور في كتابه عن صعوبة تكيفها مع حياتها بعد الحادث، وهي طفلة صغيرة العمر والجسم جالسة على كرسي مدولب كبير، بينما الأطفال يلعبون ويجرون على أرجلهم على مرأى منها".
وتضيف جنور: الألم الذي لا يقتلك يزيدك قوة. فهي تتحدث عن أنها كانت تذوق الموت في كل لحظة بعد الحادث، وأنها تألمت كل أنواع الألم، وظلت تتساءل لماذا تسببت رصاصة أطلقت للاحتفال بفرحة، في القضاء على مستقبلها وأحلامها.
في جانب آخر من الكتاب تتحدث عن حالة يأس أصابتها وتقول: قلت إن الحياة ليست لي بعد الآن، وقررت الانتخار، وذات ليلة ابتلعت 19 حبة دواء علها تنهي حياتي، لكني بعد حين فتحت عيني في المستشفى لأرى نفس المشهد الذي رأيت عندما كنت في الرابعة مصابة برصاصة. بعدها انتبهت وقلت إن ما أفعله خطأ، وقرر العودة إلى الدراسة إلى أن نلت شهادة دبلوم في قواعد البيانات من معهد (جمجمال) للكمبيوتر، وأنا الآن طالبة في جامعة السليمانية".
كانت جنور تحب الرسم في طفولتها ولديها موهبة، وكانت تنال أعلى الدرجات فيه في المدرسة، وكان لها حضور في كل الفعاليات وخاصة في مجال الدفاع عن حقوق المعاقين.
جاء كتاب "تەقەی خۆشی – إطلاق النار فرحاً" في 124 صحيفة من القطع المتوسط وهو متوفر الآن في المكتبات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً