العراق بين نزع سلاح أو مواجهة اجتياح

30-08-2023
سيف السعدي
الكلمات الدالة العراق نزع السلاح ايران
A+ A-
الحكومات العراقية المتعاقبة هي أكثر من يسن سنة ويكتوي بنارها على الصعيد الداخلي والخارجي، ولدينا شواهد كثيرة داخلياً ما يتعلق بشعاراتها وبرامجها التي لم تطبق على أرض الواقع، ولدينا مقولة لأتون فون بسمارك يقول: "يكثر الكذب قبل الانتخابات واثناء الحرب وبعد الصيد"، اما خارجياً نتحدث عن الاتفاق المُعلن من قبل إيران والمتستر عليه من قبل العراق ما يخص الاتفاق الذي اعلن عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية (ناصر كنعاني) ما بين (العراق وإيران) على نزع سلاح المعارضة الإيرانية داخل الاراضي العراقية، ونقلهم إلى مناطق بعيدة عن الحدود، واغلاق مقراتهم، فضلاً عن تسليم المطلوبين إلى الجانب الإيراني خلال مدة لا تتجاوز تأريخ (19/ 9/ 2023)، خصوصاً ان الدستور العراقي في نص المادة (٧/ ثانياً) "تلتزم الدولة بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وتعمل على حماية أرضيها من أن تكون مقراً أو ممراً أو ساحة لنشاطه"، والمادة (٨) نصت على "يرعى العراق مبدأ حسن الجوار ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ويسعى لحل النزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية"، هذا من الناحية القانونية والدستورية.
 
ولكن  احزاب المعارضة الإيرانية اعلنت انها لم يصلها أي طلب رسمي من قبل الحكومة العراقية بهذا الصدد، ومن هنا اتساءل هل تستطيع الحكومة العراقية تنفيذ الاتفاق خلال مدة (19) يوما فقط؟ وأين ستنقلهم في حال تطبيق الاتفاق لان الخطورة تكمن هنا لاسيما وان الاحزاب الإيرانية المعارضة هي من القومية الكوردية وتتواجد في جبال اقليم كوردستان منذ سنين طويلة؟ وإذا رفضت احزاب المعارضة هذا الاتفاق كيف سيتم التعامل معها؟، من هذه التساؤلات يمكننا أن نستطلع امكانية الحكومة العراقية من عدة جوانب منها: 
 
*سياسياً: ليس لدى الحكومة العراقية الاتحادية القدرة على اقناع أحزاب معارضة إيرانية على الموافقة لمثل هذا الاتفاق، خصوصاً هي من القومية الكوردية، واعلنت انها لم تتلقَ أي طلب من الحكومة العراقية، وهي عبارة عن عدة احزاب مختلفة من ناحية الأيديولوجية مثلاً:
- حزب الحياة الحرة الكوردستاني (بجاك) اهم اهدافه انفصال المناطق الكوردستانية الإيرانية وتأسيس دولة كوردية، يحمل الحزب أفكار يسارية، وله ارتباط وثيق بحزب العمال الكوردستاني، وهو مدرج على قوائم وزارة الخزانة الأميركية للحركات الإرهابية.
 
-حزب كوملة : وهو يحمل احزابا شيوعية ويعني باللغة العربية المجتمع.
 
-الحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك) يحمل أفكارا يسارية اشتراكية.
 
-الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني تأسس بالخمسينيات وهو يحمل افكارا اشتراكية يسارية.
 
-حزب الحرية الكوردستاني يمتلك منظمة مسلحة تدعى "نسور الحرية الكوردستانية" وهو يدعو إلى فدرلة إيران.
 
-حزب خبات "النضال" يحمل افكارا أصولية إسلامية في الثمانينات وكان يحمل اسم "منظمة النضال الوطني الإسلامي لكوردستان إيران".
 
*عسكرياً: القوات المسلحة العراقية لا تتواجد على الشريط الحدودي ضمن مناطق اقليم كوردستان مع إيران، فضلاً عن تواجد هذه الاحزاب ومقراتها في مناطق ذات طبيعة طبوغرافية معقدة وتحتاج إلى قوات متخصصة للقتال في المناطق الجبلية وهذا غير متاح لدى الجيش العراقي، وانا ارجح فرضية اجتياح هذه المناطق من قبل قوات إيرانية على غرار القوات التركية ومن نافلة القول انها لن تستطيع القضاء عليها بشكل كامل.
 
*اجتماعياً: لو افترضنا ان العراق نجح في اقناع الاحزاب المعارضة وهي تزيد عن سبعة أحزاب بنزع سلاحهم ونقلهم إلى مناطق بعيدة عن الحدود فإن هناك مشكلة اخرى تتمثل بالاتي:
 
اولاً: إذا افترضنا تم نقلهم لمناطق ذات اطياف مختلطة سوف تحصل مشكلة وهي الاعتراض من هواجس التغيير الديموغرافي، مثل كركوك، صلاح الدين ، ديالى.
 
ثانياً: لو افترضنا تم نقلهم لمناطق ذات لون واحد (سنية أو شيعية) من الضامن بتقبلهم اجتماعياً خصوصاً هي احزاب إيرانية من القومية الكوردية.
 
ثالثاً: استبعد قبول الاحزاب الإيرانية المعارضة بالتواجد ضمن اماكن معزولة اجتماعياً وحتى استبعد قبولها الاتفاق اصلاً.
 
تركيا من جانبها سوف تطالب العراق بنفس خطوات الاتفاق مع إيران لان لديهم اوراق ضغط ومساومة اتجاه الحكومة العراقية منها ما يتعلق بالماء، وتصدير النفط، وإيران لديها نفوذ قوي، مع كل هذا استبعد حل موضوع الاحزاب المعارضة الإيرانية أو التركية.
 
خارج النص.. هل سيلتزم العراق بما الزم به نفسه خلال السقف الزمني المحدد؟.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

جليل إبراهيم المندلاوي

العيد بين الهلال والسياسة

في عالمنا الإسلامي، لا شيء يُوحِّدنا كما تفعل الخلافات، فبينما تفشل جهود الوحدة السياسية والاقتصادية، نثبت مراراً وتكراراً أننا نستطيع الاختلاف حتى على المسائل التي يُفترض أن تكون بديهية، وآخر حلقات هذا المسلسل الممتد منذ قرون كان "لغز" عيد الفطر المبارك لهذا العام، أو كما يحلو للبعض تسميته: "حرب الأهلة الكبرى".