تشتد حالياً جولة جديدة من الصراع بين فلسطين وإسرائيل أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين، نشعر بحزن بالغ لتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ومنذ بداية الصراع، تواصلت الصين عن قرب مع الأطراف المعنية وأعلنت مواقفها وطرحت محادثات السلام في مناسبات عدة وبنشاط.
ستظل المسألة الفلسطينية لب مسألة الشرق الأوسط وجرحاً دامياً لا يزال مفتوحاً في عالم اليوم. هذا الصراع أثبت مرة أخرى وبصورة كارثية أن الطريق الرئيس للخروج نحو حل للمسألة الفلسطينية يتمثل في التنفيذ الكامل لـ"حل الدولتين"، الاستئناف العاجل لمحادثات السلام الحقيقي وتحقيق الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. طرحت الصين الكثير من المبادرات لحل المسألة الفلسطينية محاولة منها لتقديم حل شامل وعادل ودائم لهذه المسألة. وفي حزيران من هذه السنة، قدم الرئيس الصيني شي جينبينغ رؤية ذات ثلاث نقاط لحل مسألة فلسطين، مؤكداً على إقامة دولة فلسطين المستقلة وزيادة التنمية والمساعدات الإنسانية لفلسطين، والالتزام باتجاه صحيح لمحادثات السلام، والتي حظيت بدعم واسع من جانب المجتمع الدولي.
يشهد عالمنا اليوم تغيرات كبيرة لم يكن لها مثيل خلال 100 عام، فالمشاكل المتنوعة القديمة والجديدة والعداوات المتشابكة باتت تتفاعل. قضايا الشرق الأوسط الساخنة تتطور بين الحين والآخر، والتدخلات الخارجية سبب مهم لتخريب السلام والاستقرار وتؤثر على الأمن والسلامة الدائمين لمنطقة الشرق الأوسط. في بعض المناطق، باتت حقوق الإقامة والتطور التي هي جزء أساس من حقوق الإنسان، محدودة منذ فترة، الأمر الذي يؤدي إلى صراعات عنفية ومواجهات عسكرية. ولدى النظر إلى العالم بينما تتفاقم القضايا العالمية ويعجز المجتمع الدولي عن التوصل إلى إجماع، يكون لحكمة الصين وخططها دورها.
ساندت الصين وباستمرار من خلال التعاطف والتعاون دول الشرق الأوسط في حل مشاكل الأمن الإقليمية وهي تدعم شعوب الشرق الأوسط لتعثر على طرق تقدمها بصورة مستقلة، وتتعاون الصين مع دول الشرق الأوسط في إنشاء حزام وطريق متين وتنفيذ مبادرة الأمن العالمي بغية الدعوة إلى أنشاء هيكل أمني مشترك وشامل ودائم في الشرق الأوسط. تحقق من الناحية التاريخية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية، وهنا أيضاً شاركت حكمة وتخطيط الصين في حل القضايا الساخنة في المنطقة بالطرق السياسية. الحقائق أثبتت أنه فقط من خلال الالتزام بمفهوم مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك، والعمل معاً، والتعاضد والتعاون معاً، يمكننا أن نرفع من مستوى التنسيق بيننا ونتغلب على المصاعب ونبني المستقبل معاً.
تتزامن السنة الحالية مع الذكرى العاشرة لإعلان مفهوم بناء مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك من جانب الرئيس شي جينبينغ. ففي 26 أيلول، أصدرت الصين ورقة بيضاء بعنوان "مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك: المقترحات والإجراءات الصينية"، والتي توضح بصورة شاملة المفهوم العميق لمجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك، وتقدم نبذة عن المكاسب الكبرى التي تحققت خلال السنوات العشر هذه، وتشير إلى طريق لكل الإنسانية من أجل بناء عالم أفضل. خلال السنوات العشر الأخيرات، استمرت عملية بناء مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك في التقدم وحققت نتائج شاملة ورائدة ومثمرة ومبادرة الحزام والطريق مثال حي على بناء مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك.
في 17 و18 تشرين الأول، عقدت بنجاح في بكين الجلسة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، حيث اجتمع ممثلون عن أكثر من 140 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية للمشاركة في هذا النشاط الكبير لتبادل الآراء حول المستقبل. خلال السنوات العشر الأخيرات، استطاعت مبادرة الحزام والطريق جذب أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم للمشاركة فيها، وشجعت استثمارات بنحو ترليون دولار أمريكي، وشكلت أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وهيأت 420 ألف فرصة عمل للدول المشاركة، واستطاعت إنقاذ نحو 40 مليون شخص من الفقر. خلال السنوات العشر، أنجز تعاون الحزام والطريق مرحلة رسم الخطوط ودخل مرحلة تنفيذ التفاصيل الدقيقة التي وفرت مكاسب ملموسة وازدهاراً لشعوب الدول المشاركة.
في كلمته الرئيسة، أشار الرئيس شي جيبينغ إلى أن خلود طريق الحرير القديم تاريخياً لم يقم على الخيول والرماح والسفن الحربية والمدرعات والمدفعية الثقيلة، بل على قوافل الإبل والنوايا الطيبة وسفن الشحن والصداقة، وروح طريق الحرير تتمثل في السلام والتعاون والانفتاح وتبادل المعلومات والإفادة من بعضنا البعض والكسب المشترك، هذه هي أهم مصادر القوة في تعاونية بناء "الحزام والطريق".أما للمستقبل، فقد أعلن الجانب الصيني ثماني خطوات ستتخذها الصين لدعم بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية.
في العام 2015، وقعت الصين والعراق وثيقة تعاون للمشاركة في بناء الحزام والطريق. منذ ذلك الحين أصبح إقليم كوردستان العراق عضواً مهماً في عائلة مبادرة الحزام والطريق، ونفذت مجموعة مشاريع عالية الجودة في الإقليم في إطار الحزام والطريق. الصين مستعدة لنتهاز الاستضافة الناجحة لهذا المنتدى للمشاركة الفعالة في موجة البناء والتنمية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، وتتطلع بمنتهى السرور إلى العمل يداً بيد مع دول المنطقة لإعلاء مفهوم مجتمع إنساني ذي مستقبل مشترك في سبيل تطوير بناء عالم منفتح شامل نظيف وجميل ينعم بالسلام الدائم والأمن والرخاء.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً