لم يبق لهم عذر

21-10-2023
محمد حسن الساعدي
الكلمات الدالة غزة اسرائيل
A+ A-
 
بات من المؤكد أن الضوء الأخضر، الذي حصلت عليه إسرائيل من واشنطن، سيشجعها على إرتكاب المجازر الافضع، وتجاوز كل الخطوط الحمراء، بل وسيحول واشنطن الى شريك أساسي، في الحرب على الشعب الفلسطيني وتحديداً في غزة.
 
صار واجبا على المجتمع الدولي أن يتراجع خطوة الى الوراء، وينظر إلى السبب الأساس للأحداث المفزعة، التي وقعت نهاية الاسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من ستة الاف بين شهيد وجريح، بالإضافة لعشرات المباني المدمرة، وما رافقها من إنهيار البنى التحتية والخدمية لقطاع غزة، الأمر الذي سيجعلها منطقة منكوبة، لما تعرضت له من دمار كبير، وما زالت تحت وطأة الماكنة الصهيونية، التي عبرت بوضوح عن نواياها، وتاريخها الأسود المضرج بدماء الأبرياء.
 
المجتمع الدولي يتحمل كامل المسؤولية في ايقاف هذه الحرب الهمجية غير المتكافئة بين الات الدمار الشامل الصهيونية، وبين الشعب الأعزل الذي يريد العيش بكرامة على أرضه، وأن ينظر إلى السبب الأساس للأحداث المأساوية التي وقعت، وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، لكي لا يتفاقم الوضع ويستمر أطول إحتلال في التاريخ الحديث، ورغم المساعي العربية لتخفيف أثر الهجمة الصهيونية على غزة، عبر فتح ممرات لنقل الغذاء والماء لغزة عبر مصر، التي تسعى هي الأخرى الى اللعب على جراح الفلسطينيين، وأن تسعى لإقناع حلفائها في واشنطن وأوروبا، بأن الوساطة في الشرق الأوسط لا يمكن أن تمر، الا عبر القاهرة وليس أي عاصمة أخرى، لا زالت المحاولات فاشلة، بسبب تعنت الصهاينة وتماهي الغرب معهم.
 
طوفان الأقصى أزاحت اللثام عن تلك الوجوه، الملطخة بعار المذلة والخيانة وتقبيل الاحذية، المنخرطين بعار التطبيع (الصهيوأميركي) وقد أزالوا ما بقي من حياء وجوههم الخشنة الكالحة بفعل التبعية للغرب، فقد كشفت فصائل المقاومة عن الأسلوب الجديد في تحقيق النصر، عبر القوة والقدرة التي يمتلكوها، وما حققوه من نصر ليس عسكرياً فحسب بل وسياسياً أيضاً، لان الهجوم المفاجئ الذي قامت به حماس، قد أطلق رسالة مهمة بأنها أقوى من السلطة الفلسطينية المحاصرة، واستطاعت قلب الوضع الراهن غير القابل للاستمرار.
 
من جانب آخر فمن الممكن أن يتحول هذا الصراع إلى أبعد من ذلك، ليمتد ويشمل لبنان ويشعل حرباً اقليمية وبسرعة، لانه قد يجذب كل القوى التي ترفض الهيمنة الاميركية على المنطقة، ويدخلها في متغيرات يصعب التنبؤ بها، كما يمكن للترسانة التسليحية للمقاومة في لبنان أن تقلب المعادلة تماماً، حيث تحتاج إسرائيل الى أن تتعامل مع طبيعة السيطرة على ساحة المعركة، الذي وكما يبدو فالمقاومة تسيطر تماماً على الارض ووضعت الحركة العسكرية لقطعات الجيش الاسرائيلي تحت سيطرة نيرانها، كما يرجح أن تتسبب ترسانتها من الصواريخ الدقيقة، والمقاتلين المتمرسين في حرب الشوارع والعصابات، بأضرار جسيمة بالبنية التحتية الاسرائيلية، لذلك فأن تل أبيب تخشى مثل هذا الصدام مع لبنان، وستسعى الى تطويق الازمة بسرعة.
 
يعتقد وكما يرى المراقبون أن المجتمع الدولي صار محرجاً، ولم يبق له عذر أمام الهمجية الصهيونية، وكيف بانت وحشيتهم بقتلهم للاطفال والابرياء في مستشفى المعمداني الأهلي، والذي راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى، وصار يطالب بوقف إراقة الدماء، واضطر للاعتراف بأن ما جرى في غزة مذبحة جماعية، وأن الحرب غير متكافئة بين الطرفين، مع إدعاء السعي لإيجاد حل نهائي وجذري، عبر إنهاء إحتلال الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي المحتلة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طلال الصميدعي

بين بغداد ودمشق.. حوار الدوحة يرسم ملامح مرحلة جديدة

في مشهد يعكس تغيراً نوعياً في مسار العلاقات الإقليمية، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 15 نيسان، لقاءً جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، بوساطة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة سريعة لم يعلن عنها، اللقاء الذي جاء بعيداً عن الأضواء الإعلامية، يحمل مؤشرات واضحة على أن المنطقة تسير نحو مرحلة جديدة، تُبنى على الحوار وتصفير المشاكل.