معاوية السني معاوية الشيعي

20-02-2023
عدنان أبو زيد
الكلمات الدالة معاوية بين أبي سفيان السنة الشيعة
A+ A-
 
يترقب الشيعة والسنة مسلسل معاوية بن أبي سفيان، وهو شخصية إسلامية جدلية، فالشيعة يعتبرونه ملكاً فاسداً، منحرفاً عن الإسلام، وبالنسبة لأهل السنة، هو خليفة، وطّد أركان الدولة الإسلامية، ومهد لنشر الإسلام بالفتوحات اللاحقة.

وطيلة سنوات، أخرج الشيعة الدراما العديدة التي تريد إثبات أن معاوية، حاكم فاجر، مغتصب للخلافة، فيما المرجح من المسلسل المرتقب الممول سعودياً، إن يُظهره رجل دولة، عادلاً، وحازماً، وهو المؤسس الحقيقي لدولة الإسلام التي بسطت نفوذها شرقاً، وغرباً.
 
إن ما يحدث هو خطاب متناقض، يبرر المواقف من التاريخ على وفق العقائد الدينية والسياسية، و يدل على أن هناك تاريخين للمسلمين، لا واحداً، فأبطال التاريخ السني من عمر وعثمان وخالد وسعد ومعاوية والرشيد، بالنسبة للشيعة شخصيات متآمرة، منتزعة للخلافة.
 
لقد صُرفت عشرات الملايين من الدولارات على حوارات المذاهب، والأديان، وتأسست المؤسسات، وتفرغ اكاديميون ورجال دين للمهمة، من دون نتائج، وبقيت أدبيات السنة والشيعة على سكة التفسير المتغاير لوقائع التاريخ، المغذية للكراهية.
 
وفيما يتعلق بالدراما، فان الشيعية منها يعزف عنها السنة، فيما الشيعة يرفضون طروحات مثيلتها السنية، بل إن هناك تمنعاً مسبقاً من الفريقين لها حتى قبل عرضها.
 
ولنتذكر فضائيات الشيعة التي تلبس السواد في ذكرى استشهاد الحسين بن علي، فيما المشهد يغيب كليا في الإعلام  السني، بل إن بعضاً  منه يعتبر أن الطف، كان عائقاً للفتوحات.
 
المسلمون أمّتان، ودينان، يختلفان جذرياً في تفسير التاريخ، على رغم من أنه كتب بعد نحو مائتي سنة من وفاة الرسول محمد.
 
وإذا كانت الأمم الحية تستفاد من تصفح كتب التاريخ لتعزيز وحدتها وبلورة حضاراتها فإنها عند المسلمين، عقد مستحكمة تزيد من سفك الدماء والتناحر. 
 
المسلمون مرتبكون أمام التاريخ.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طالب محمد كريم

صعود العراق بين توازنات المنطقة ومكافحة الإرهاب

تمضي بغداد في مسار دبلوماسي وأمني يعكس نضجاً في التعاطي مع الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما بدا واضحاً في التحركات الأخيرة التي تعكس صعود العراق كطرف فاعل في قضايا المنطقة. الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليس مجرد تواصل بروتوكولي، بل يأتي في سياق دقيق يعكس موقع العراق المتنامي في شبكة التوازنات الإقليمية.