لا تُقزموا الزمن

14-09-2023
شاكر الجبوري
الكلمات الدالة كركوك
A+ A-

كل الطرق التي تقود الى استقرار كركوك موضع التقاء بين العراقيين، الذين تتشابك جذورهم في جغرافية استوعبتهم بأصعب منحنيات الزمن وجغرافية المكان.
 
كل محاولات التهدئة ونزع فتيل الأزمة خطوات بالاتجاه الصحيح، ليس صحيحا اعتبار كركوك قنبلة موقوتة لأنها عبرت المحن وظلت مساحة للتعايش السلمي بين فئات مجتمعية لم يكن لها غير خيار البقاء في صف التكامل المجتمعي، ما يستوجب قراءة سياسية خارج معادلة فرض الارادات، لأن الجميع لديه قدرة محدودة على المناورة.
 
ليس صحيحا الحديث عن تشفي عربي بواقع الكورد الاقتصادي لأن ضعف الموارد يستهدف الجميع، بالمقابل من غير المنطقي البقاء في دائرة الخطوة المتأخرة لارضاء هذه العاصمة أو تلك الجماعة، التي لا يشغلها مصدر جوع العراقي و لا كيفية الابقاء على أخوة العرب والكورد.
 
النصيحة المجانية لجميع القوى السياسية بعدم تكرار سيناريوهات تأجيج الأوضاع كدعاية انتخابية بعناوين الطائفية والقومية، لأن الوضع العراقي لا يحتمل الأزمات التي سيدفع الجميع ثمنها بامتياز، فحتى غضب الطبيعة بات مصدر شك متنقل، لذلك يتحول اللعب بمصائر الناس الى وبال على أصحابه.
 
التهدئة والحوار والشراكة هي ثلاثية الحل لجميع الخلافات ما صغر منها أو كبُر، وابعاد القاسم الانتخابي عن الاستقرار العراقي واجب العقلاء فقط، فلا يجوز استثمار الطائفية أو القومية أو تعدد الأديان لتصفية حسابات على قارعة طريق الجوعى والثكالى والأيتام.
 
شبع العراقيون من وجبات الأزمات منذ سنوات الجوع الدولي قبل ثلاثين عاما، وملوا الخوف في الطرقات والقهر النفسي بالمنافي، لأن البعض يحول ادارة البلاد والعباد الى مغامرة سندباد لكل ما يتعلق بحقوق الناس، بينما يصغي حد الورع لاملاءات الجار والبعيد ليصبح العراقي غريبا على أرضه.
 
الانتماءات تمثل حصنا متقدما بل خنجرا وفي هذا الموضوع الحساس بتداعياته، يدعو المراقبون الى التهدئة السياسية الداخلية وعدم اعتبار الانتخابات حصنا متقدما لتصفية الحسابات بدلا من استغلالها لترسيخ شراكة حقيقية هي الأكثر قدرة على الصمود بوجه المصالح الاقليمية بشكل خاص.
 
عندما تشكو المحافظات حصصها في الموازنة الاتحادية أو حدود الادارة اللامركزية فانها تستند الى قواعد دستورية لا تقبل القسمة على خمسة، وعندما يصعب على صاحب القرار القراءة بين السطور ستتجازوه المعطيات تباعا، وليس صعبا ايجاد الحلول، لكن الأصعب التخلي عن الوعود. 
 
العراق يستوعبكم جميعا فلا تقزموه بعقد الزمن الآخر.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

يلماز سعيد

هل يصمد اتفاق عبدي والشرع بعد الإعلان الدستوري؟

شهدت الساحة السورية تطوراً سياسياً لافتاً تمثل في الاتفاق بين قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، ورئيس سوريا الانتقالي أحمد الشرع، في ظل متغيرات ميدانية وسياسية معقدة أثرت على مواقف القوى الإقليمية والدولية.