نيجيرفان بارزاني والشرع.. ملامح انفتاح جديد في هندسة الإقليم

12-04-2025
خيري بوزاني
الكلمات الدالة نيجيرفان بارزاني أحمد الشرع
A+ A-
في ظل أجواء إقليمية معقدة، اجتمع رئيس إقليم كوردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، والرئيس السوري أحمد الشرع في أنطاليا التركية، على هامش قمة هامة. اللقاء تجاوز الشكل البروتوكولي، ليغوص في عمق التحولات الجيوسياسية بالمنطقة. وكان لتركيا دور بارز في رعاية الحدث، بمشاركة قادة بارزين من الشرق الأوسط، مما يضفي عليه أبعاداً ستراتيجية هامة.
 
توقيت اللقاء ومكانه يحملان دلالات عن مرحلة تحويلية بين أطراف ذات مواقف متباينة بشأن القضايا المصيرية مثل القضية الكوردية ووحدة الأراضي السورية والعراقية. يأتي ذلك في وقتٍ تواجه فيه سوريا مخلفات حرب أهلية، بينما يواجه العراق تحديات داخلية معقدة.
 
من المواضيع الرئيسية التي نوقشت، كان وضع الكُورد السوريين، أحد العناصر الفاعلة في السياسة السورية بدعم أميركي ومخاوف تركية - سورية مشتركة. وقد يُفسَّر دور بارزاني كوسيط يسعى لتقديم رؤية تُوازِن بين الحقوق القومية والمخاوف الأمنية للدولة السورية.
 
اللقاء قد يفتح المجال لتبنّي النموذج الكوردستاني العراقي ليكون نموذجاً محتملاً للامركزية في سوريا، دون المساس بوحدتها الوطنية. ويبدو أن دمشق قد تكون بدأت تفكر في إعادة دمج الشمال السوري تحت صيغة سياسية جديدة.
 
الدور التركي البارز يتضمّن إشارات إلى احتمالية تغييرات في موقف أنقرة، التي بدا أنها تحاول موازنة العلاقات بين دمشق والكُورد بما يخدم مصالحها. ويمكن أن يكون هذا اللقاء بداية لبناء تحالف ثلاثي سياسي جديد بين دمشق وأربيل وأنقرة.
 
إذا تطوّر هذا اللقاء إلى تحرّك سياسي متكامل، فقد يؤثر على مستقبل الحوار الكُوردي - السوري، ويعزّز مشاركة الكُورد في العملية الدستورية بسوريا بشكل فعّال. كما قد يعزّز من مكانة أربيل كوسيط موثوق في الأزمات الإقليمية.
 
ومع ذلك، يبقى هذا التقارب هشّاً بسبب التداخلات الدولية والمصالح المتقاطعة، خاصة بين روسيا وأميركا، إلى جانب التحفّظات الداخلية التي قد تُعرقل التحول إلى شراكة سياسية كاملة.
 
إجمالاً، يُمثّل لقاء نيجيرفان بارزاني وأحمد الشرع في أنطاليا خطوة نحو إعادة تشكيل التحالفات في الشرق الأوسط، والانتقال من الاستقطاب إلى التفاهم المرحلي. ورغم عدم صدور تصريحات رسمية واسعة، فإن مجرد انعقاد اللقاء يشير إلى إمكانية حدوث تحوّلات سياسية عميقة في المشهد السوري - العراقي -التركي. وفي عالم تتحكم فيه البراغماتية، يبقى اللقاء اختباراً للنوايا وبداية لرسم خريطة جديدة للمنطقة أكثر عقلانية وأقل صراعاً.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طلال الصميدعي

بين بغداد ودمشق.. حوار الدوحة يرسم ملامح مرحلة جديدة

في مشهد يعكس تغيراً نوعياً في مسار العلاقات الإقليمية، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 15 نيسان، لقاءً جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، بوساطة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة سريعة لم يعلن عنها، اللقاء الذي جاء بعيداً عن الأضواء الإعلامية، يحمل مؤشرات واضحة على أن المنطقة تسير نحو مرحلة جديدة، تُبنى على الحوار وتصفير المشاكل.