بين جيلين

11-10-2023
شاكر الجبوري
الكلمات الدالة اقليم كوردستان
A+ A-
 
أكثر ما يخدش حياء الذاكرة العراقية هو مصطلح الوطن البديل أو محاصرة الأنتماء للأرض بالأقلية والأكثرية، في وقت يتفاخر العراقيون بأخوتهم بعيداً عن سهام العبث السياسي بين جيلين من التسلط و الفوضى.
 
وعندما تتقدم المصالح الحزبية والمناكفات الشخصية على حقوق المواطنين يكون عندها العمل السياسي مضيعة للوقت، فالناس لم يعد لديها ما تدفعه في عالم لا تنقصه القراءات الضبابية.
 
العرب السنة انتقلوا من الشعارات الوطنية الى عالم الاسلام السياسي بحثاً عن معالجات ليصطدموا بواقع مختلف تماماً تعقدت فيه عناصر الشحن الطائفي التي لم يسلم منها أحداً، كما لم يجدوا ملاذاً آمناً لدى أحزاب المعارضة السابقة التي تعودت الاقصاء مبكراً، يُضاف الى ذلك خيار التخندق المذهبي بعد 2003 للتغطية على ضعف القاعدة الشعبية، وانتخابات مجالس المحافظات المقبلة ستكون عنصر الايقاع الجديد بمعادلات الأمر الواقع.
 
الأحزاب الكوردية من جانبها جربت أجواء الحرب والسلم في مختلف المراحل لكنها لم تستوعب جميع نتائجها، لذلك نرى صراعاً خفياً بين جيلين من القيادة والولاءات لم تظهر الى السطح في مراحل سابقة، وذلك تحت تأثير عوامل شخصية وضغوط  اقليمية، لتلتقي النتائج عند اضعاف الصوت الكوردي محليا واقليميا، وهو بالضد من استقرار العراق، لأن الكورد سيبقون ركيزة مهمة بهذا الاستقرار.
 
المسيحيون الذين أمتدت الى منتدياتهم عدوى المحاصصات والولاءات الحزببة تحملوا ما يكفي من مظالم غياب وحدة الكنيسة في أصعب تحدي للوجود فرضه داعش الارهابي ولتنتقل شراراته من سهل نينوى الى البصرة، والقادم لن يكون مطمئناً طالما لم تهدأ عاصفة الطائفية السياسية بعواملها المختلفة، والتي اكتوى فيها الايزيديون قبل غيرهم في منحنيات ابادة وهجرة اجبارية قاسية، لم يسلم منها التركمان بضغط أقل وطأة، ليدفع العراقيون مرة أخرى صراع الزعامات.
 
لا تحتاج كوردستان وصفها كمنطقة عازلة لظلم العراقيين، بل نريدها شريكا عراقيا لتفادي الأزمات بالاستفادة من خبرة أجيال امتحنتها قساوة الجبل وظلم السلطة واملاءات عواصم الجوار المختلفة، انها مسؤولية الانعتاق من ظلم التاريخ وجغرافية المكان .
 
ولم يمر رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني بعيداً عن هذه الحقيقة بتأكيده صعوبة خلق الولاء للوطن بالترهيب وسياسة الكراهية والترهيب والتجويع والظلم، قراءة تحتاج الى رؤية عراقية جديدة تعتز بشراكة الحكم والموارد ولا تراهن على الانقسامات لتحقيق ما غيرها من الفلسفات السياسية.
 
القفز بالمظلات رحلة طارئة مهما تنوعت أشكالها.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

يلماز سعيد

هل يصمد اتفاق عبدي والشرع بعد الإعلان الدستوري؟

شهدت الساحة السورية تطوراً سياسياً لافتاً تمثل في الاتفاق بين قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، ورئيس سوريا الانتقالي أحمد الشرع، في ظل متغيرات ميدانية وسياسية معقدة أثرت على مواقف القوى الإقليمية والدولية.