موقف العراق من الوضع الاقليمي

05-11-2023
محمد حسن الساعدي
الكلمات الدالة العراق غزة اسرائيل
A+ A-
 
على الرغم من التغييرات الجوهرية التي حدثت على النظام السياس العراقي، الا ان مواقفه لم تتغير من مجمل القضايا الاقليمية والتي تتعلق بالمنطقة عموماً، فكانت قضية فلسطين والقدس هي القضية الام، وتحظى باهتمامه وانعكس ذلك من خلال موقف المرجعية الدينية العليا من القدم، وكيف كان ومازال في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتهم القدس.
 
الحرب الاخيرة التي شنتها إسرائيل على مدينة غزة غيرت التوازنات الاقليمية والدولية، مثلما تغيرت المواقف العربية والاسلامية منها، وتبددت كل الآمال التي كان يتطلع لها الفلسطينيون في موقف مشرف من الوضع الاقليمي والدولي، لذلك كانت المشاهد والصور القادمة من غزة مثيرة لغضب الشعوب العربية، وتحديداً العراق، الذي سارع بالدعم الثابت لقضية فلسطين، وإعلان تأييده الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
 
العراق زاد من تواصله الدبلوماسي مع ملك الاردن عبد الله الثاني، وكذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وامير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس جمهورية ايران ابراهيم رئيسي، وآخرين، من أجل التوصل الى اتفاق لإيقاف الحرب على الابرياء العزل، وتجنب تصعيد الحرب وتوسيعها الى مناطق اخرى في المنطقة، وإدخال المساعدات الى غزة، وركزت حكومة السيد محمد شياع السوداني على الاحتياجات الانسانية لسكان قطاع غزة.
 
بالمقابل هناك تباين للمواقف من القوى السياسية في العراق من الاحداث في غزة، فالقوى السياسية أكثر صمتاً من ردود إفعالهم، إذ اعرب رجال الدين وآخرون عن دعمهم لغزة، ولكنهم دعوا الى موقف عراقي موحد، وفي نفس الوقت اكثر حذراً، ويبدو أنهم لا يريدون استعداء واشنطن والابقاء على حسن النية في علاقتهم مع الغرب.
 
يبقى الموقف معلقاً على ما يحدث في غزة، وتبقى المواقف متذبذبة في توضيح الموقف، ولكن المعول على مواقف الجماهير التي عبرت وتعبر في أكثر من مناسبة عن موقفها الصارم من القضية الفلسطينية، وضرورة أن يكون للشعب الفلسطيني أرضاً وبلداً حراً، يعيش فيه بحرية دون أي تهديد يومي لحريته في بلده.
 
كما أن المجتمع الدولي لم يبق له عذر أمام الهمجية الصهيونية وكيف عبر عن وحشيتهم في قتلهم للأطفال والابرياء في مستشفى المعمداني الاهلي، والذي راح ضحيته الآف من الشهداء والجرحى، وأن يوقف إراقة الدماء واعترافه بأن ما جرى في غزة هو مذبحة جماعية، وأن الحرب غير متكافئة بين الطرفين، مع السعي الى إيجاد حل ونهائي وجذري، عبر إنهاء وجود الكيان الصهيوني الغاصب على الاراضي المغتصبة والمحتلة، وكما عبر سماحة الامام السيد علي السيستاني في بيانه الاخير، الذي شجب الافعال البربرية للكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الابراهيمية.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طالب محمد كريم

صعود العراق بين توازنات المنطقة ومكافحة الإرهاب

تمضي بغداد في مسار دبلوماسي وأمني يعكس نضجاً في التعاطي مع الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما بدا واضحاً في التحركات الأخيرة التي تعكس صعود العراق كطرف فاعل في قضايا المنطقة. الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليس مجرد تواصل بروتوكولي، بل يأتي في سياق دقيق يعكس موقع العراق المتنامي في شبكة التوازنات الإقليمية.