متى يستوعب السياسي العربي أن كوردستان شريكة وليست عدوة؟، لها حقوق في ثروات البلاد و مكان للعيش على خارطة تستوعب الجميع عندما يكون الوطن هو بوصلة الانتماء، و أن يستوعب ذلك السياسي أن الأخوة العربية الكوردية فصيلة دم واحدة، لا مجموعة بيوتات مهجورة.
ومتى يستوعب العقل السياسي العربي أن القومية و المكونات ليست تفكيكاً للعراق، بل هي مجموعة أعمدة قوية تحمي أركانه في عواتي الزمن، بدليل لم تحدث حرب مكونات في تاريخ البلاد.. ومتى يستوعبون أيضا أن الشراكة التزام وليس ورقة تتقلب مع خيارات الزمن الطارئة أو المفروضة!!.
ثلاثية سوء التقدير و التفسير للمشتركات جعل من إقليم كوردستان في نظر البعض خصماً وليس أخاً يمكن الاعتماد عليه في الشدائد، رغم أن تسعينيات القرن الماضي لها كلام آخر مع الالتزامات الكوردية.
وبعد تجربة متراكمة من فشل خيار السلاح المباشر في زعزعة إرادة الحياة لدى الكورد لن تكون مساومة المال والزعامات البديلة والطارئة مؤهلة لتغيير الحقائق في عالم لم يستوعب البناء العامودي للعقلية الكوردية، التي تستمد من صمود الجبال عزيمة العناد لرفض املاءات الأمر الواقع، وهو سجل تحتفظ به ذاكرة الجميع و تُعيد التذكير به شواخص الأرض.
هذه الثوابت لم يتبصر بها العقل السياسي العربي في مختلف أزمنة قوة السلطة، بينما لم تستغلها العائلة السياسية الجديدة لاحترام خصوصية العلاقة بين معارضة الأمس.
أنفال البارزانيين تداعيات عقلية تسلط تكره الزعامات التقليدية والعوائل المؤمنة بتاريخها و لا تستكثر تضحية في سبيله، ولن يرحم التاريخ المصابين بداء الأنانية المفرطة والسير عكس حقائقه الشاخصة، التي من علامات القوة فيها ثقافة عفا الله عما سلف، التي تُمثل قوة التسامح وإرادة البناء الصحيح.. المصابون بانحراف البصر الولادي لا يجيدون القراءة في سطور الزمن!.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً