سندويشات عسيرة الهضم عن تشرين

02-10-2022
عدنان أبو زيد
الكلمات الدالة تشرين العراق بغداد
A+ A-
سندويشات عسيرة الهضم عن تشرين، سوف لن يكون البعض قادرا على ابتلاعها. 
 
تناهت مليونية تشرين 2022  إلى (تقبيطة كوستر)، بدلا من انتفاضة مليونية، وحين تنّبأنا بذلك مسبقا، أٌتِّهمنا بموالاة السلطة.
 
الذين يلقّبون أنفسهم قادة تشرين، أو مفكريها، يغردون وينظّرون في مقراتهم الآمنة والترفة، ويمثّلون في الفضائيات طوال الوقت، دون النزول إلى ساحة الوطيس.
 
تهاطل المتظاهرون إلى الساحة، بلا منهج، وهم يعتقدون أن عبور حاجز جسر الجمهورية، واجتياح الخضراء سوف يسقط النظام، وهذا قصر نظر، وانعدام وعي بآليات التغيير.
 
مضت ثلاث سنوات على تشرين الأولى، ولم يستطع منظمو التشارين الموعودة من تنظيم صفوفهم ولا آليات عملهم. فقد تمخض الجبل، فولد فأرا.
 
القافزون على أكتاف تشرين الأولى، ممّن حصدوا المناصب، أو ربحتهم مشاريع أخرى، او استظلوا في الخارج باسم عذابات الشباب المحتج، نسوا مشروع التغيير، فتشرين الأولى، كانت شعبية، عفوية، على رغم التسييس والاستثمار الاقليمي فيها، وما بعدها، فهي دكاكين للإيجار.
 
اما الذين نصبّوا أنفسهم قادة ميدانيين، انسحبوا من الساحات، من دون سبب مقنع، وهو دليل فاضح على الارتجالية والمساومات.
 
العاطفة لا العمل الثوري، هي التي تقود المحتجين، والدليل إنهم يبكون وهم يستمعون إلى النشيد الوطني، وكأنه اغنية عاطفية. 
 
فاشلون، وفاسدون، وفارون خارج البلاد، ومسؤولون سابقون يتمتعون بالرواتب الدسمة من الدولة العراقية نفسها ومن جهات اجنبية، يتحدثون باسم (ثوار تشرين).
 
هناك من يؤلب على تشرين جديدة مقبلة، رغم الفشل المتراكم، وكأنها دوري كرة قدم، فالثورة ثورة في لحظتها، فإما نجاح أو فشل.
  
اما النواب الذين صعدوا إلى البرلمان، خونة، في نظر المحتجين، وما عادوا ينتمون إلى تشرين 2022 بل إلى نادي المنتفعين، وما طؤد علاء الركابي وتمزيق صورة باسم خشان ومحمد عنوز، إلا دليل على إن المتظاهرين ينظرون اليهم كوصوليين.
 
 تشرين بيعت، والثمن دولارات ومناصب وولاءات، وحين تصبح الثورة تجارة، يتحول المتظاهرون إلى سلع، فلقد ماتت تشرين، واكرام الميت في دفنه على عجل، والتفرغ الى تظاهرات مطلبية تضغط على الحكومة لتوفير المشاريع وفرص العمل والعدالة في توزيع الثروة.

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

نايف كوردستاني

صناعة الكراهية وإعادة إنتاج الخطاب الطائفي.. التواصل الاجتماعي أنموذجاً

تُشكِّل منصّات التَّواصل الاجتماعيّ واحدةً مِنْ أهمّ أدوات إدارة الصِّراع الطَّائفي بين (السُّنّة، والشَّيعة) إذ تُوظّف هذه المنصِّات كوقود لإذكاء وإشعال نار الفتنة الطَّائفيَّة، وأصبحت هذه المنصِّات بؤرة الصِّراع السُّنّيّ الشِّيعيّ، وكانت هذه الصِّراعات موجودة ضمن نطاق ضيّق بين العلماء من الفريقين، وفي كتبهم، والطَّائفيَّة مرتبطة بالمُعْتقد الدِّينيّ، وهي صورة تعكسُ الموروث الدِّينيّ لدى الفريقين، ومدى ارتباطهما بالاتّباع، والتَّقليد، وقد ارتبطت الطَّائفيَّة بالتَّعصُّب، والغُلو، والتَّمسُّك بفكرة مذهبيَّة يؤدّي إلى الاستخفاف بآراء، ومعتقدات الآخرين، ومحاربتها، والصِّراع ضدّها، وضدّ مَنْ يحملون تلك الأفكار، ومِنْ هذا تجد أنَّ الطَّائفيَّة عاطفة انفعاليَّة تستثمر العاطفة، وتوظِّف ذاكرة الموروث الدِّينيّ، وتخاطب جماهيرهم لإيقاظ انفعالاتهم الرَّاكدة الكامنة في غياهب الذَّاكرة.