العراق "الاب الروحي" لتقارب طهران مع الرياض

02-04-2023
مصطفى الأعرجي
الكلمات الدالة العراق ايران السعودية
A+ A-
 
‏لطالما كان ولا يزال العراق يلعب دورا كبيرا في القضايا الدولية المهمة، بحيث نجح في تعزيزها بما يخدم مصالحه المشتركة وتطوير علاقاته السياسية والاقتصادية، بعيدا عن سياسة المحاور ضمن مبدأ الصداقة والتعاون بين الدول المجاورة والاقليمية والاوروبية.
 
فالعراق يعد الرقعة الجغرافية والساحة السياسية المفتوحة والاب الروحي لتقارب القوة الناعمة ولتبادل الافكار والمعلومات وفق نظرية فتح الابواب لدول المحاور المتعددة في المنطقة، رغم جميع الازمات المتراكمة منذ عشرون عاما في البلاد.
 
فهو يعد المحرك الاساسي والوسيط المثالي لإعادة المباحثات المتوازنة والعلاقات الثنائية الودية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية، فقد رعى العراق عن طريق رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي خمس جولات للوساطة بين الطرفين قبل اعلان اعادة العلاقات بين البلدين بشكل رسمي بواسطة الصين.
 
للمزيد من الأخبار زوروا موقعنا في تلغرام
 
وبعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني فقد اوعز الى وزير الخارجية فؤاد حسين باستئناف جهود الوساطة العراقية بين الرياض وطهران بغية ترتيب لقاء جديد بين الطرفين خلال الفترة المقبلة.
 
وبالفعل التقى السفير الايراني محمد ال صادق مع السفير السعودي لدى العراق عبد العزيز الشمري في العاصمة بغداد، على مأدبة افطار امتزجت فيها الدولمة البغدادية ولبن اربيل وتمر البصرة، بهدف قوة المناخ الذي يلائم الاجواء الايجابية التي يقدمها العراق للقطبين الاسلاميين.
 
وهناك محوران للرسائل التي حملها هذا اللقاء بين السفيرين، منها رسالة معلنة والتي تخص القضية الفلسطينية وكيفية التعامل مع الاحتلال الصهيونى في المرحلة المقبلة، والرسالة غير المعلنة تكمن في وضع نقاط للتهدئة بخصوص اليمن، وتغيير مسار المشاورات العربية باتجاه روسيا والصين بعيدة عن المحور الاميركي بما يخدم المنطقة العربي بالكامل.
 
وخلاصة القول فان العراق في المرحلة الحالية يحتاج الى تهدئة الاوضاع وترطيب الاجواء بين حسن الجوار، خصوصا مع محيط الاصدقاء، فضلا عن أن يكون حياديا مع البلدين، مما يعزز دوره في تعزيز قوته واستقراره في المنطقة مع اعادة استئناف علاقة بين ايران والسعودية.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

طلال محمد

لقاء أردوغان بحزب الشعوب الديمقراطي: هل تقترب تركيا من سلام تاريخي؟

في لحظة سياسية لافتة، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس 10 نيسان 2025، بوفد من حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" (DEM) في المجمع الرئاسي بأنقرة، في أول اجتماع علني من هذا النوع منذ أكثر من 13 عاماً.