رووداو ديجيتال
قضى ما لا يقل عن 76 شخصا في حريق هائل اندلع في فندق في منتجع شهير للتزلج في شمال غرب تركيا كان مكتظا بأشخاص يمضون العطل في ذروة موسم التزلج، ومن بينهم عائلات.
اندلع الحريق بعد الثالثة فجرا (بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش) في فندق "غراند كارتال" الفخم المؤلف من اثني عشر طابقا في منتجع كارتالكايا للتزلج على بعد 170 كيلومترا شرق أنقرة.
وتحدث ناجون وشهود عيان عن هول الكارثة إذ حاول الناس الفرار من النيران وقد قفز البعض من النوافذ أو استخدموا ملاءات الأسرة حبالا للهرب.
وقال أتاكان يلكوفان الذي هرب من الطابق الثالث مع زوجته، لوكالة أنباء إخلاص التركية "كان الناس في الطوابق العليا يصرخون. ألقوا ملاءات الأسرة من النوافذ، وحاول البعض القفز".
بينما أكد موظف في الفندق، لم يشأ كشف اسمه، أنه رأى الضيوف عند نوافذهم يصرخون طلبًا للمساعدة.
وروى لوكالة أنباء الأناضول "رأيت أبا يحمل طفله بين ذراعيه يطلب وسائد حتى يتمكن من إلقاء ابنه على الأرض. لحسن الحظ، انتظر جهاز الطوارئ التي أنقذتهم".
وتابع "لكن في الطابق العلوي، ألقت امرأتان بنفسيهما من النافذة وماتتا"، موضحا أن الطلاب كانوا يقيمون في الطابق العلوي.
وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا "ارتفاع عدد القتلى إلى 76" فيما كانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 66 شخصا. وأوضح أنه تم التعرف على 52 من القتلى حتى الآن.
وبحسب الوزير، بات "الحريق الآن تحت السيطرة وعمليات التبريد" مستمرة.
وأشار أن 238 نزيلا كانوا في الفندق.
واعلن وزير الصحة كمال مميش أوغلو في وقت لاحق أن 17 من المصابين غادروا المستشفى، بينما لا يزال 34 يتلقون العلاج، أحدهم في العناية المكثفة.
يأتي الحريق في ذروة موسم لمنتجع التزلج الواقع على ارتفاع 2000 متر فوق مستوى سطح البحر وكان ممتلئا تقريبا خلال عطلة الشتاء التي استمرت أسبوعين والتي بدأت الجمعة.
وروت ناجية تدعى إيلام سينتورك، كيف تمكنت وابنتها من الخروج رغم الدخان الأسود الكثيف، لكن زوجها كان عالقا.
وقالت لوكالة الأناضول "على الرغم من أنه كان خلفنا مباشرة، إلا أنه لم يتمكن من النزول إلى الطابق السفلي بسبب الدخان، لذلك قفز من النافذة إلى الشرفة أدناه"، مضيفة أنه قفز بعد ذلك إلى بر الأمان على سطح سيارة.
أما باريش سالجور الذي يعمل في فندق قريب، فوصف كيف كان العالقون في الداخل يصرخون طلبا للمساعدة.
وأعلنت قناة "إن تي في" أن ثلاثة أشخاص على الأقل حاولوا الخروج من النوافذ سقطوا ولقوا حتفهم.
ويعتقد أن الحريق بدأ في المطعم وانتشر بسرعة في الفندق الذي كان مغطى بكسوة خشبية.
ولم يتضح سبب الحريق على الفور.
وقالت الصحيفة في بيان إن من بين القتلى صحفي يعمل في صحيفة "سوزجو" اليومية، لقي حتفه مع زوجته وولديه البالغين.
"ألم عظيم"
قال الرئيس رجب طيب إردوغان "ألمنا عظيم"، وأعلن يوم حداد وطني الأربعاء، وتعهد بمحاسبة المسؤولين.
اعتقلت السلطات التركية الثلاثاء أربعة مشتبه بهم بينهم صاحب الفندق.
وكتب وزير العدل يلماز تونش على منصة إكس "في إطار تحقيق يقوده ستة مدعين، تم اعتقال أربعة أشخاص بينهم صاحب الفندق".
وذكر وزير السياحة نوري إرسوي أن الفندق به مخرجان للطوارئ وقد اجتاز فحص الحرائق "في عام 2024" لكن بعض الناجين قالوا إنه يبدو أنه لا توجد آليات أمان في المكان.
وأكد يلكوفان الذي هرب من الطابق الثالث، لوكالة إخلاص "لم ينطلق أي إنذار حريق... ولم يكن هناك مخرج للطوارئ"، مضيفا أن الأمر استغرق "حوالي ساعة إلى ساعة ونصف" حتى وصل رجال الإطفاء.
وبعد إخماد النيران أخيرا، أظهرت لقطات من الداخل الردهة المحترقة المليئة بالأثاث الخشبي المتفحم والزجاج المحطم.
وأشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين في منشور على إكس بـ "الشجاعة المذهلة" لأوائل المستجيبين وقالت إن أوروبا "تقف متحدة مع تركيا وشعبها في هذه المأساة".
كما عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن صدمته إزاء المأساة وقال إن أوكرانيا "تشاطر الشعب التركي حزنه خلال هذا الوقت العصيب".
كما نشر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس رسائل تعزية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً