
زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي للاجئين عائدين من حلب - الصورة.. UNHCR/Youssef Badawi
رووداو ديجيتال
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن التحولات السياسية الأخيرة في سوريا أوجدت فرصاً جديدة تستوجب زيادة الدعم الإنساني للاجئين العائدين. جاء ذلك خلال زيارته للاجئين العائدين في مدينة حلب، حيث شدد على أهمية تعزيز المساعدات لضمان عودتهم الآمنة.
وقال غراندي: "إنه وقت إيجابي يشهد تحولاً سياسياً يفتح فرصاً جديدة. يجب أن ندعم العائدين بالمساعدات الإنسانية اللازمة لتأمين عودتهم واستقرارهم."
وأشار غراندي إلى أن فريقه يراقب أوضاع اللاجئين العائدين عند المعابر الحدودية مع تركيا ولبنان لرصد التحديات التي تواجههم.
أوضح غراندي أن اللاجئين العائدين يواجهون عقبات كبيرة رغم عودتهم بأمل لإعادة بناء حياتهم، مضيفاً: "هؤلاء العائدون بحاجة إلى دعم شامل لتجاوز الصعوبات التي خلفتها سنوات الأزمة والحرب."
واقع مؤلم للعائدين
عبر عدد من العائدين عن صدمتهم بعد رؤية الدمار الذي لحق بمنازلهم. وقال عيسى عبد الله، أحد اللاجئين العائدين: "عدت إلى سوريا لكن لا كهرباء ولا ماء، والمباني مدمرة، والبيئة قذرة، ولا يوجد إنترنت أو فرص عمل."
وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، عاد 200 ألف لاجئ من الدول المجاورة و600 ألف نازح داخلي إلى منازلهم منذ انهيار سلطة الأسد. ومع ذلك، لا يزال هناك 7.4 مليون نازح داخل سوريا و6 ملايين لاجئ خارجها، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه هؤلاء العائدين.
دعا غراندي المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لدعم اللاجئين العائدين، وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة الكريمة، لضمان استقرارهم وإعادة بناء حياتهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا.
وتسبب الصراع السوري في واحدة من أكبر أزمات النزوح واللجوء في التاريخ الحديث، فالملايين من السوريين أجبروا على ترك منازلهم بسبب القتال والدمار الذي طال المدن والقرى والبنية التحتية، مما دفعهم للبحث عن ملاذ آمن في دول الجوار، بالإضافة إلى اللجوء إلى دول أخرى حول العالم. الأزمة لم تقتصر على النزوح الخارجي فقط، بل شملت أيضاً نزوحاً داخلياً واسع النطاق، حيث يعيش الملايين في ظروف صعبة داخل سوريا.
في الآونة الأخيرة، ومع بروز التحولات السياسية في سوريا وإقليمياً، بدأت تظهر جهود دولية وإقليمية تهدف إلى تشجيع اللاجئين على العودة الطوعية إلى بلدهم. لكن هذه الجهود تصطدم بواقع معقد يواجهه العائدون، حيث يكتشفون دمار منازلهم وانعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، بالإضافة إلى غياب فرص العمل وانهيار البنية التحتية هذه الظروف تجعل العودة محفوفة بالمخاطر وتزيد من مسؤولية المجتمع الدولي، ما دفع الأمم المتحدة ومنظماتها إلى التشديد على أهمية تعزيز المساعدات الإنسانية وضمان توفير الظروف الملائمة للعائدين لإعادة بناء حياتهم واستقرارهم في وطنهم الذي مزقته الحرب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً