رووداو ديجيتال
قبل 11 عاماً، تعرض مئات الشبان للتعذيب والقتل على يد قوات نظام الأسد في منطقتي التضامن واليرموك بدمشق، ودفنوا في مقابر جماعية.
أنس سويداني، الذي فقد شقيقيه بهذه الطريقة، اصطحب فريق شبكة رووداو الإعلامية إلى موقع المجزرة. حيث المئات من الرفات مدفونة تحت الأرض، بينما بعض العظام ملقاة على السطح، بعدما ألقيت جثث الضحايا لتنهشها الكلاب وتتغذى عليها.
"حفروا حفرة تحت المباني وألقوا أناساً من الأعلى بعد إطلاق النار عليهم أو تكسير عظامهم وسحقها"، أوضح سويداني، مشيراً إلى أن "المنطقة تضم المئات من الرفات إذا ما حُفرت الأرض".
يشير الناجون الذين تمكنوا من الفرار قبل أن تصل إليهم القوات إلى وجود نساء وأطفال بين القتلى. محمد أحمد، الذي فقد يده في هجوم صاروخي لجيش الأسد، تحدث لشبكة رووداو الإعلامية عن مقتل ابن عمه وزوجته وأطفاله الثلاثة الذين دفنوا أحياء، "كانت جريمتهم الوحيدة هي دعم الثورة السورية".
"كانوا يدققون الهويات، وإذا كان لديك أخ أو ابن عم في الجيش الحر، كانوا يأخذونك مباشرة"، يقول محمد أحمد لشبكة رووداو الإعلامية، متسائلاً: "ما ذنب مدني بريء إذا كان ابن عمه أو خاله مع الجيش الحر؟".
لكنهم، كانوا يتهمون المعتقلين بالتواصل مع أقاربهم ضمن المعارضة على أي حال. وأوضح محمد أحمد أن المعتقلين كانوا يُقتلون جماعياً، حيث "يُلقون في الحفر، وتوضع إطارات السيارات فوقهم، ثم يُحرق بعضهم وهم أحياء، ويغطى كل ذلك بالتراب".
في السياق، رصدت شبكة رووداو الإعلامية في موقع قريب من مطار دمشق، عظاماً بشرية وضعت في أكياس وأُلقيت هناك.
وأخبر أحد المقاتلين أخبر رووداو أن "بعض الأشخاص جاؤوا قبل أسبوعين بسيارتين وألقوا هذه العظام بهذه الطريقة. ورغم محاولات القبض عليهم، إلا أنهم تمكنوا من الفرار".
ويتحدث المواطنون في منطقة الحسينية بدمشق، عن وجود مئات الجثث في المقابر الجماعية، لكن الجميع ينتظر وصول الفرق الرسمية والدولية لفتح هذه المقابر والكشف عن هوية الضحايا.
لم يكتفِ الأسد وجيشه بتعذيب وقتل مواطنيه، بل دمر المنطقة بالكامل بالقصف الذي شنته طائراته، وسواها بالأرض. بلغ حجم الدمار حداً يجعل من الصعب معرفة كيف ومتى يمكن إصلاح هذا الوضع.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً