انعدام الثقة بين الأطراف العسكرية والغموض السياسي يعيقان خطوات سوريا ما بعد الأسد

11-02-2025
حسين عمر
الكلمات الدالة سوريا قسد السويداء دمشق
A+ A-
رووداو ديجيتال 

تسعى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للانضمام إلى الجيش السوري الجديد مع الاحتفاظ بخصوصيتها، في حين قررت الحكومة السورية حل جميع المجموعات المسلحة ودمجها في الجيش، لكن الفصائل المدعومة من تركيا لا تزال موجودة ويواصل مسلحوها هجماتهم على سد تشرين.
 
وتعتبر القضية الكوردية ومصير قوات سوريا الديمقراطية، إحدى الملفات التي تحتاج حلاً من قبل دمشق، لكن بذات الوقت، يرفض الدروز، الذين لديهم إدارة ذاتية وقوات عسكرية، الانضمام إلى الحكومة ويطالبون بسوريا لا مركزية.
 
وقبل أسبوعين، عقد مؤتمر في دمشق من قبل الإدارة السورية الجديدة وتقرر خلاله حل الفصائل، لكن التنفيذ على الأرض كان مختلفاً، إذا أن فصائل "الجيش الوطني"، الذي شارك قادته في قرار الحل، ما زال يقاتل قوات سوريا الديمقراطية.
 
وبخصوص ملف قسد، تجري مفاوضات تفصيلية على أعلى المستويات بين القائد العام لقسد مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع. 
 
"قسد تريد الانضمام لوزارة الدفاع بخصوصيتها" 
 
وقال مصدر مطلع من قوات سوريا الديمقراطية لشبكة رووداو الإعلامية، إن "قسد تريد أن تكون كتلة في نظام الدفاع السوري تحت مظلة وزارة الدفاع". موضحاً: "أي أن تبقى تشكيلات قسد من ألوية وأفواج كما هي وتنضم رسمياً لوزارة الدفاع السورية".
 
وأضاف أنه "بالنسبة للحدود، يمكن تشكيل قوة من قسد ترتبط مباشرة بدمشق. مهمة هذه القوة حرس الحدود وتكون من أبناء المنطقة. في كل منطقة، وليس فقط في المناطق الكوردية، يعني في كوباني يكون حرس الحدود من أبناء كوباني، وفي أعزاز من أبنائها، وهكذا في كل منطقة تُشكل قوة من أهلها وترتبط مباشرة بوزارة الدفاع". 
 
"لم يتغير شيء" 
 
وشارك قائد جيش سوريا الحرة في مؤتمر حل المجموعات المسلحة، إلا أن مصدراً من داخل الجيش قال لرووداو: "حتى الآن لم يتغير شيء بالنسبة لنا وكل شيء كما هو. مهمتنا حماية المدنيين سواء في منطقتنا أو خارجها". 
 
وشدد على أن "وجود القوات الأميركية مهم. أميركا ساعدت الشعب السوري وقللت من نشاطات داعش". 
 
أما في محافظة السويداء جنوبي سوريا، فإن الأطراف السياسية والعسكرية ترفض حل قواتها وتؤكد على خصوصيتها.
 
"السويداء ستبقى تحت سيطرة قوات الحماية الذاتية"
 
من جهته، قال منسق تجمع السوريين العلمانيين الديمقراطيين في السويداء، سمير عزام لرووداو، إن "الوضع القائم في دمشق بهذه المرحلة، هو حكومة أمر واقع مؤلفة من لون طائفي واحد، هم السنة، ومن فئة سنية واحدة أيضاً، وهي هيئة تحرير الشام المدرجة على قوائم الإرهاب، إضافة لمهاجرين أجانب". 
 
وأردف: "لا يمكننا في السويداء الاعتراف بهكذا حكومة، وستبقى السويداء تحت سيطرة قوات الحماية الذاتية حتى يتوصل السوريون إلى حل". 
 
ورأى عزام أن "الحل المناسب للأزمة السورية هو الجمهورية السورية الفيدرالية التي تمنح حقوق جميع المكونات السورية وتحمي خصوصياتهم ليقرروا مصيرهم في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية". 
 
في سوريا، يشكل انعدام الثقة بين مختلف الأطراف، وغموض النظام السياسي، والخوف من الاستبداد والتفرد عقبات أمام التفاهم والاتفاقات الشاملة التي تحدد مستقبل البلاد بعد مضي أكثر من شهرين على سقوط نظام الأسد.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب