معتقل سابق في سجن صيدنايا يكشف لرووداو تفاصيل صادمة عن الانتهاكات داخل السجن

09-12-2024
رووداو
الكلمات الدالة سجن صيدنايا دمشق
A+ A-

رووداو ديجيتال

كشف شبال إبراهيم، المعتقل الكوردي السابق في سجن صيدنايا، في حديث خاص لشبكة رووداو الإعلامية من برلين، عن تفاصيل صادمة من داخل أحد أكثر السجون شهرة بانتهاكات حقوق الإنسان.

وقال إبراهيم إنه لم يكن مسموحاً للمعتقلين بالتجول في السجن، حيث اقتصرت إقامتهم على المهجع الذي كانوا محتجزين فيه، موضحاً أن السجن يضم طابقين تحت الأرض وثلاثة طوابق فوقها: "قضيت 28 يوماً في الطابق الثاني تحت الأرض، المعروف بـ(سجن المنفردة)، رغم أننا لم نكن في زنزانات فردية، بل سبعة أشخاص في زنزانة صغيرة".

وأشار إلى أن "فترة التأديب"، التي تمتد لـ28 يوماً، كانت مرادفاً للتعذيب المستمر من اليوم الأول: "تعرضنا للتعذيب عبر الضرب والمنع من الطعام، في مكان ضيق مساحته متران بمترين، يضم حماماً بسيطاً يُقتطع من المساحة الضئيلة، كنا ننتظر ساعات طويلة لنحصل على بضع قطرات من الماء عبر صنبور الحمام".

وأضاف إبراهيم أن المعتقلين كانوا ينامون على الأرض عراة متلاصقين بسبب ضيق المساحة، بغطاء واحد مبلول: "كان الوقت يمر ببطء شديد، وكل ثانية كانت تبدو كأنها سنة، الظروف القاسية جعلت من المستحيل البقاء في تلك الطوابق أكثر من 28 يوماً".

موت يومي ومشاهد لا تُنسى

وأشار إبراهيم إلى أن الوفيات داخل السجن كانت شائعة: "كنا ندرك وفاة أحد المعتقلين عندما يُفتح باب المهجع في غير أوقاته المعتادة. كانوا يطلبون من رئيس المهجع الإبلاغ عن الوفيات"، متابعاً: "في المهجع الذي كنت فيه، توفي شاب يبلغ من العمر 28 عاماً من بابا عمرو، ولا أستطيع نسيان ذلك اليوم أبداً".

حياة المعتقلين بين التعذيب والعزلة

وأوضح إبراهيم أن الطابق الأعلى كان يضم نحو 30 معتقلاً -لتجنب حدوث أي استعصاءات- وكنا جميعاً من معتقلي الثورة، ومن خلال فتحة الحمام كان المعتقلون يتواصلون مع طوابق أخرى "الطوابق تحت الأرض كانت مخصصة للمعتقلين الجدد الذين يخضعون للتأديب، بينما الطوابق العليا كانت تضم معتقلين لفترات أطول".

الانتقال إلى الطوابق العليا

بعد قضاء 28 يوماً في الطابق الثاني تحت الأرض، تم نقل إبراهيم إلى طابق أعلى حيث أمضى سنة وأربعة أشهر: "السجن يتكون من ثلاثة طوابق فوق الأرض واثنين تحتها. كنت في السجن الأحمر، لكن لم أكن أعلم شيئاً عن السجون التي يصعب الوصول إليها تحت الأرض التي يجري الحديث عنها الآن كما لم اكن أعلم بوجود نساء في سجن صيدنايا".

تقدم شهادة إبراهيم لمحة عن الظروف القاسية والانتهاكات التي يواجهها المعتقلون في سجن صيدنايا، مسلطة الضوء على معاناة آلاف المعتقلين الذين يقبعون فيه.

يشار إلى أن فصائل معارضة والمرصد السوري فجر الأحد (8 كانون الأول 2024) أعلنا فتح أبواب سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق، وهو من أكبر السجون في سوريا والذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب