رووداو ديجيتال
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، السبت (7 كانون الأول 2024)، بياناً حثت فيه مواطنيها على مغادرة سوريا فوراً، مشيرة إلى تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد، مما يجعل الوضع الأمني غير مستقر وغير قابل للتنبؤ.
وقالت الوزارة في بيانها: "تحث وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين على مغادرة سوريا الآن بينما تظل خيارات السفر التجارية متاحة في دمشق".
وأوضحت أن "على المواطنين الذين يختارون البقاء أو غير القادرين على المغادرة إعداد خطط طوارئ للتعامل مع المواقف الحرجة والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترات طويلة إذا تطلب الأمر ذلك".
يأتي هذا التحذير بعد التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة على الأرض، حيث أعلنت فجر السبت سيطرتها الكاملة على مدينة درعا.
وكانت السفارة العراقية في سوريا، قد دعت يوم أمس الجمعة، المواطنين العراقيين الراغبين بالعودة إلى العراق، الاتصال بها لغرض تسجيل أسمائهم.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أعلن يوم أمس الجمعة أن 370 الف شخص على الاقل، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا بسبب المعارك المستمرة في سوريا منذ 27 تشرين الثاني الماضي، والتقدم السريع لفصائل معارضة في أنحاء مختلفة من البلاد.
وقال ستيفان دوجاريك إنه "ومنذ تصاعد الأعمال القتالية، نزح ما لا يقل عن 370 الف شخص من رجال ونساء وأطفال وفتيان وفتيات، بينهم 100 الف غادروا منازلهم أكثر من مرة".
وفقدت القوات الحكومية السورية الجمعة السيطرة على مدينة درعا، مهد حركة الاحتجاجات السورية الشعبية التي اندلعت في العام 2011 ضد حكم الرئيس بشار الأسد، لصالح فصائل معارضة في الجنوب، في ضربة جديدة لها في خضم التطورات المتسارعة والمفاجئة المتواصلة منذ أسبوع.
وكانت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 تشرين الثاني هجوماً على القوات الحكومية انطلاقاً من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة وصولاً إلى حلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد.
وواصلت تقدّمها لتسيطر بعد أيام على حماة (وسط)، واقتربت من حمص (وسط) التي تربط دمشق بالساحل السوري، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الرئيس بشار الأسد التي تحكم سوريا منذ خمسة عقود.
وأعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلة نشرت الجمعة أن هدف الفصائل المعارضة "يبقى إسقاط نظام" الأسد.
في الوقت ذاته، تحرّكت فصائل معارضة محلية في الجنوب، في محافظتي درعا والسويداء، مستفيدة على الأرجح من ضعف القوات الحكومية، بينما تقدّمت قوات سوريا الديموقراطية وعمادها المقاتلون الكورد، في محافظة دير الزور في الشرق.
وبدأ النزاع السوري في منتصف آذار 2011 باحتجاجات شعبية ما لبث أن قمعها النظام، ثم تحولت نزاعاً مسلحاً.
وإذا كانت قوات الرئيس بشار الأسد خسرت في السنوات الأولى مساحة كبيرة من الأراضي السورية لصالح المقاتلين المعارضين، إلا أن التدخل الروسي والإيراني قدّم دعماً لها ساعدها في استعادة أجزاء كبيرة اعتباراً من عام 2015.
وأوقعت الحرب أكثر من نصف مليون قتيل، فيما نزح أكثر من نصف الشعب السوري داخل سوريا أو إلى الخارج.
في الجنوب أيضاً، سيطرت فصائل معارضة مسلحة محلية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن الذي كانت السلطات الأردنية أعلنت إغلاقه في وقت سابق.
في محافظة السويداء (جنوب)، أخلى مسؤولون بينهم المحافظ وقادة أمنيون الجمعة مؤسسات ومراكز، وفق ما أفاد المرصد السوري وشبكة إخبارية محلية.
وذكر المرصد أن "محافظ المدينة وقيادات الشرطة والسجن وحزب البعث غادروا إداراتهم في مدينة السويداء، تزامنا مع سيطرة مقاتلين محليين على نقاط أمنية في ريفها".
وبثّت شبكة السويداء 24 الإخبارية مقطعاً مصوراً يظهر خروج عاملين من مبنى قيادة الشرطة وآخر لمقاتلين يحطمون صورة لبشار الأسد.
في الشرق، أكدت قوات سوريا الديموقراطية انتشارها في مناطق انسحبت منها القوات الحكومية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد إن "قوات النظام انسحبت مع قادة مجموعات موالية لطهران بشكل مفاجئ من مدينة دير الزور وريفها".
وأبدى قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي استعداداً للحوار مع هيئة تحرير الشام ومع تركيا، معتبراً أن تقدّم هيئة تحرير الشام فرض "واقعاً سياسياً وعسكرياً جديداً" في البلاد.
في بغداد، عقد الجمعة اجتماع ثلاثي ضمّ وزراء خارجية العراق فؤاد حسين وإيران عباس عراقجي وسوريا بسام الصباغ للبحث في التطورات السورية.
واعتبر الوزراء في بيان مشترك أن "تهديد أمن سوريا يشكّل خطراً عاماً على استقرار المنطقة"، مؤكدين أن "لا خيار سوى التنسيق والتعاون والتشاور الدبلوماسي" لإبعاد "مخاطر التصعيد".
وأعلنت الخارجية التركية أن اجتماعا سيعقد السبت بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزيري الخارجية الإيراني والروسي سيرغي لافروف لمناقشة الوضع بسوريا، على هامش منتدى الدوحة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً