رووداو ديجيتال
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 70 شخصاً على الأقل في اللاذقية، في اشتباكات بين قوات الحكومة السورية و"مسلحين من جيش النظام البائد".
وأفاد المرصد، اليوم الجمعة (7 آذار 2025)، كذلك بسقوط "عشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".
شهدت محافظة اللاذقية اشتباكات غير مسبوقة منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول، استخدمت خلالها قوات الأمن الطيران المروحي.
في حصيلة سابقة، كان المرصد قد أحصى مقتل 48 شخصاً على الأقل خلال الاشتباكات العنيفة في مدينة جبلة ومحيطها في ريف اللاذقية، هم 28 من المسلحين، و4 مدنيين قتلوا بنيران قوات الأمن السوري، إضافة إلى 16 عنصراً من قوات الأمن قتلوا برصاص المسلحين.
بحسب المرصد، سيطر المسلحون على مناطق عسكرية، لاسيما مطار اسطامو والقرداحة، وتحصنوا في مناطق وعرة في جبال اللاذقية، التي اتخذوها منطلقاً لعملياتهم.
ومع تصاعد الأحداث وانتشارها في عموم سوريا، أعلنت إدارة الأمن العام عن حظرٍ للتجوال في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص ينتهي خلال 24 ساعة.
جانب من الاشتباكات الدائرة في مدينة #جبلة بين القوى الأمنية السورية وعناصر من النظام السابق pic.twitter.com/HdvqIn8tuZ
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) March 6, 2025
وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إن "مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد"، شنت بشكل مدروس ومخطط مسبقاً هجمات على نقاط وحواجز في منطقة جبلة وريفها، "مما نتج عنه سقوط العديد من الشهداء والمصابين في صفوف قواتنا"، من دون تحديد العدد، مؤكداً أن قوات الأمن تمكنت من "امتصاص الهجوم".
وأرسلت وزارة الدفاع السورية، وفق وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، "تعزيزات عسكرية ضخمة" إلى منطقة جبلة وريفها "لمؤازرة قوات الأمن العام وإعادة الاستقرار للمنطقة".
فيما دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني، المسلحين إلى إلقاء السلاح.
وقال في تصريح نقلته سانا إن "الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصرّ البعض على الهروب والموت دفاعاً عن قتلة ومجرمين، الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم".
حمص.. اشتباك مباشر في أحد أحياء المدينة بين عناصر الأمن العام ومسلحين مختبئين ضمن أحد المباني pic.twitter.com/XH2Er303so
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) March 6, 2025
اعتقال إبراهيم حويجة
خلال الحملة التي نفذتها قوات الأمن في جبلة، أعلنت إدارة الأمن العام عن "اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا" بين عامي 1987 و2002.
ويُعد حويجة، المقلّ في ظهوره العلني، متهماً وفق المصدر "بمئات الاغتيالات" في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، بينها "الإشراف على اغتيال" الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عاماً.
تصاعد التوتر في جبلة
جاء التصعيد في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن، الخميس، خوضها في المنطقة مع مجموعات مسلحة تابعة لـ "مجرم الحرب سهيل الحسن"، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد، والذي كان يحظى بتأييد واسع في أوساط الموالين للأسد، ويعد من أبرز قادته العسكريين.
وبدأ التوتر أساساً في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لشبكة رووداو الإعلامية، أن "الاشتباكات بدأت في ريف مدينة جبلة عندما كان هناك محاولة لاعتقال أحد الأشخاص، فتصدى المدنيون لعناصر الدورية، ثم تدخل مسلحون وأطلقوا الرصاص عليهم، ما أدى إلى مقتل أحد العناصر".
وأضاف: "بعدها بدأ القصف المدفعي على ريف جبلة من الكلية البحرية، كما تدخلت الطائرات المروحية التي استهدفت منطقتي بيت عانا والدالية، وقد شاهدنا ذلك بالصوت والصورة".
وتابع: "بالتزامن مع ذلك، كانت هناك هجمات عدة على حاجز للكلية البحرية، وحاجز مطار حميميم، وحواجز أخرى على أوتستراد جبلة أو أوتستراد اللاذقية-طرطوس، ما أدى إلى مقتل 16 عنصراً من القوى الأمنية سواء الداخلية أو العسكرية".
دعوة للاعتصام
وفي بيان نشره على حسابه في فيسبوك، ندد المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي يقوده الشيخ غزال غزال، بـ"تعرض منازل المدنيين لقصف الطيران الحربي".
ودعا إلى "اعتصام سلمي في الساحات" اليوم الجمعة، من أجل "إعلاء صوت الحق في وجه الظلم"، بدءاً من الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة، في مدن عدة بينها اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص.
مع شيوع مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن، تتحدر غالبيتهم من محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد، تجمع حشد من الشبان وسط مدينة إدلب، دعماً للقيادة العسكرية.
ودعت مساجد عبر مكبرات الصوت إلى "الجهاد" ضد المسلحين في الساحل السوري.
مساجد في إدلب عقب الاشتباكات في الساحل: حي على الجهاد pic.twitter.com/tyD6LHaWoI
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) March 6, 2025
وتجمعت حشود مماثلة في مدن عدة، بينها حماة وحمص (وسط) وحلب (شمال) والقنيطرة (جنوب) ودير الزور (شرق)، "دعماً لقوات الأمن العام في مواجهة فلول ميليشيات الأسد، وبسط الأمن والأمان في جبلة وريفها".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً