توافق بين الحكومة والمعارضة السوريتين على منح اللامركزية الإدارية للكورد

05-12-2017
زنار شینو
الكلمات الدالة بشار الجعفري النظام السوري الكورد سوريا
A+ A-

رووداو - أربيل

جرت الجولة الثامنة لمباحثات جنيف لمصلحة الحكومة السورية، في حين كان موقف المعارضة وجناحها المسلح متراجعاً، وفي ظل الوضع الذي تمر به المعارضة فأنها غير مستعدة لإعطاء الكورد أياً من حقوقهم. 
 
وفي الوقت الذي وصل رئيس وفد النظام السوري إلى جنيف بشار الجعفري والوفد المرافق له، كان قد عقد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، استيفان دي ميستورا ثلاثة اجتماعات، حيث الأول كان مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكغورك، والاجتماعين الآخرين كانا مع الوفد الجديد للمعارضة السورية. 

وبحسب وفد الحكومة السورية، فإن سبب تأخير وصوله إلى جنيف يعود إلى البيان الختامي لمؤتمر الرياض2 الذي جاء فيه الحديث عن رحيل بشار الأسد في مرحلة الانتقال السياسي على الرغم من أنه غير واضح متى تبدأ تلك المرحلة، لأن الدول المؤثرة في سوريا لم تلعب دوراً مؤثراً على أطراف الصراع للوصول إلى اتفاق لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254.   
 
 ويضم وفد المعارضة السورية الذي يشارك في هذه الجولة ستة أطراف، وهي: الائتلاف الوطني السوري، هيئة التنسيق الوطنية، المعارضة المسلحة، منصة موسكو، منصة القاهرة، وشخصيات مستقلة. 
 
ويشارك كورد كوردستان سوريا في المباحثات عن طريق المجلس الوطني الكوري الذي هو جزء من الائتلاف الوطني السوري، حيث كان يمثل المجلس الكوردي في الجولات السابقة لجنيف عبد الحكيم بشار وفؤاد عليكو إلا أنه تم تغييرهما بعد مؤتمر الرياض2 ومثلا المجلس كل من: رئيس المجلس الوطني الكوردي، إبراهيم برو، وحواس عكيد. 

فعلياً، لا يملك المجلس الوطني الكوردي تأثيرات كثيرة، حيث أن حزب الاتحاد الديمقراطي يحكم كوردستان سوريا ولديه جناح عسكري باسم وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لذلك هناك مساعي لضم قوات سوريا الديمقراطية إلى المعارضة. 
 
على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة أمريكيا وتحظى بقبول دولي لكن تركيا ترفض مشاركتها في المفاوضات كون وحدات حماية الشعب تشكل عمودها الفقري المقربة من حزب العمال الكوردي، وسعى بريت ماكغورك لمشاركة الكورد الغائبين في المباحثات عن طريق قوات سوريا الديمقراطية، وتأتي خطوة الولايات الأمريكية هذه بالتزامن مع تراجع قوة الجناح العسكري للمعارضة السورية. 

 وفي هذه الجولة من المباحثات، غاب القيادي البارز لجيش الإسلام، محمد علوش في جنيف، بالإضافة إلى غياب شخصيات رفيعة لمجموعات أخرى، مثل: فاتح حسين، أحمد عثمان، وبشار الزعبي. 

 وأوضح استيفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي حول الجولة الثامنة التي انطلقت في الثامن والعشرين من تشرين الثاني الفائت، إنه أجرى سلسلة من الاجتماعات في عواصم دول العالم إلا أنه لم يكشف عن مضمون اجتماعه مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تملك حق النقض (الفيتو). 

 تأثيرات ما يجري في سوريا على مباحثات جنيف

 وبعد استعادة سيطرة الحكومة السورية على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على عاصمة "الخلافة" الرقة وتوجهها نحو دير الزور، وعقد اجتماعات آستانة وتوسيع رقعة مناطق خفض التصعيد التي كانت من مصلحة حكومة بشار الأسد، هذه التطورات أدت إلى تقوية موقف الوفد الحكومي في مباحثات جنيف. 
 
وكشف بشار الجعفري في المؤتمر الصحفي الذي عقده في جنيف السويسرية، عن "وجود تغييرات عسكرية كبيرة داخل سوريا، ونحن في الرحلة الأخيرة من القضاء على داعش"، ووجه الجعفري انتقادات إلى دي ميستورا، قائلاً: يجب أن يجري المشاروات معنا، وبعدها يضع الملفات النقاشية على طاولة المفاوضات". 

 المسألة الكوردية

 حتى في هذه الجولة المقررة أن تستمر إلى الخامس عشر من الشهر الجاري، لم يتم الحديث عن مطالب الكورد بشكل واسع، لأن الحكومة والنظام لا يملكان أجندة مشتركة حول هذه المسألة. 

 وجاءت القضية الكوردية في المبادئ الاثني عشر الأساسية للمفاوضات ضمن النقطة الثامنة، حيث تقول: "القضية الكوردية هي جزء من القضية الوطنية السورية وضرورة إلغاء جميع السياسات التمييزية والاستثنائية التي مورست بحقهم و إعادة الجنسية للمجردين والمكتومين من أبنائهم".

وقال العضو الكوردي في الوفد المفاوض التابع للمعارضة السورية، إبراهيم برو، لشبكة رووداو الإعلامية، إن مساعد دي ميستورا أبلغنا بأنهم طالبوا الحكومة السورية بتوضيح موقفها من المسألة الكوردية"، مؤكداً أنه "في المرحلة المقبلة ستتم مناقشة حقوق الكورد بشكل أوسع". 
 
إضافة إلى ممثلي المجلس الوطني الكوردي المشاركين في المباحثات، فهناك كوردي آخر يشارك المفاوضات بشكل مستمر ضمن وفد الحكومة السورية، وهو عضو مجلس الشعب، عمر أوسي، كذلك هناك شخصيات كوردية أخرى ضمن كتل المستقلين، وممثلي المجتمع المدني.   

 اللامركزية الإدارية للكورد 

ويطالب طرفا الكورد (المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي) بالنظام الفيدرالي إلا أن الحكومة والمعارضة غير راضيتين على هذا المطلب، فيما ترفض الحكومة السورية حتى اسم المناطق الكوردية. 
 
وفي رده على سؤال مراسل رووداو حول موقف الحكومة السورية من انتخابات المجالس المحلية في كوردستان سوريا وشمال سوريا، قال بشار الجعفري: "لا يوجد شيء اسمه مناطق كوردية في شمال سوريا، بل هناك مناطق سورية".
 
وتسعى المعارضة السورية بعد انتهاء الأزمة إلى تطبيق نظام اللامركزية، والحكومة ترى أنه يجب التفاوض عليه وتسميته بنظام اللامركزية الإدارية وليس نظام اللامركزية السياسية. 

ترجمة وتحرير: آزاد جمكاري 

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب