رووداو ديجيتال
رأى مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا غابرييل موشي، أن القيادة الحقيقية للجيش لم تفرض سيطرتها بالكامل على الوضع الأمني في البلاد، ولاتزال الكثير من الفصائل تعمل بشكل مستقل.
وقال موشي لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء (2 نيسان 2025): فيما يخص تشكيل الحكومة السورية الانتقالية التي تم الإعلان عنها يوم السبت الماضي، إن المكونات القومية لم تكن ممثلة فيها، ولم يتم التشاور معها، مشيراً إلى أن الحزب الذي يمثله، باعتباره حزباً سياسياً معارضاً كان جزءاً من المعارضة السورية، لم يكن ممثلاً في هذه الحكومة.
وأضاف أن بعض الشخصيات التكنوقراط المنتمية إلى الأقليات، سواء الدينية أو القومية، تم وضعها داخل الحكومة كإشارة سياسية موجهة إلى الغرب لإظهار التنوع والشمولية، لكن في الحقيقة، ظلت الوزارات الأساسية بيد طرف واحد فقط، وهو الطرف الذي يقود البلاد منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الثاني.
ترميم الأوضاع الداخلية السورية
وأشار موشي إلى أن بعض الدول المهتمة بالشأن السوري ترحب بالوضع الحالي نظراً لأولوياتها في تحقيق الاستقرار وفق مصالحها، لكنه شدد على أن الاستقرار الحقيقي في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إعادة ترميم الأوضاع الداخلية، وهو ما يتطلب مراعاة التنوع السياسي والقومي وإشراك جميع المكونات في صناعة القرار، خاصة في المرحلة الانتقالية التي يجب أن تعمل على تجاوز المشاكل العميقة التي خلفها النظام.
مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا، رأى أن نجاح العملية الانتقالية يتطلب وعياً سياسياً حقيقياً، بحيث يمكن قيادة البلاد إلى بر الأمان والاستقرار، وإعادة وحدتها الوطنية. لكنه أضاف أن الواقع الحالي لا يعكس تطلعات الداخل السوري، حيث تتقاطع مطالب الشعب السوري مع مطالب العديد من الدول المنخرطة في الأزمة، مما يجعل الغطاء السياسي الشامل، الذي يضم جميع الأحزاب والمكونات القومية، ضرورة ملحة للخروج من الأزمة الراهنة.
فيما يتعلق بالإعلان الدستوري، شدد موشي، على أهمية إعادة النظر في الكثير من القضايا التي تم التطرق إليها خلال هذه المرحلة، لضمان أن يكون الدستور معبراً عن التنوع القومي والديني واللغوي في سوريا، كما دعا إلى إشراك كافة القوى السياسية وإطلاق الحريات لبناء نظام سياسي تعددي ينقل البلاد من الاستبداد إلى الديمقراطية الحقيقية التي تشمل جميع السوريين.
"قرارات جريئة"
وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من الحكومة الجديدة اتخاذ قرارات جريئة، مع ضرورة ممارسة الضغوط الديمقراطية السلمية من قبل القوى الوطنية السورية، سواء الأحزاب السياسية أو المكونات القومية مثل الكورد، الآشوريين السريان، التركمان، والعرب الديمقراطيين الذين يرفضون دولة دينية أو دولة استبدادية قائمة على اللون الواحد والاحتكار السياسي، مشدداً على أهمية منع إعادة إنتاج الاستبداد في سوريا تحت أي لون أو عقيدة جديدة.
وختم موشي بالإشارة إلى وضع الفصائل المسلحة في سوريا، مبيناً أنه رغم إعلان الانتصار في 29 كانون الثاني، إلا أن هذا الأمر بقي نظرياً فقط، حيث لم يتم دمج جميع الفصائل والفصائل المسلحة تحت قيادة الجيش، ولاتزال الكثير من الفصائل تعمل بشكل مستقل، مما يعني أن القيادة الحقيقية للجيش لم تفرض سيطرتها بالكامل على الوضع الأمني في البلاد.
بخصوص الهجوم الذي طال مراسم احتفال عيد أكيتو يوم أمس في دهوك، قال موشي: "أدين بشدة الاعتداء الإرهابي الذي طالب موقع احتفالات الأكيتو أمس في دهوك وأرى فيه ضرباً لعملية الاستقرار وضرب لقيم العيش المشترك ولعملية التنوع الموجودة في إقليم كوردستان العراق".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً