رووداو ديجيتال
أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذاً، هجوماً مباغتاً يعد الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب (شمال) حيث تمكنت من التقدم، بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.
على ضوء التطورات المتسارعة، توفد طهران الى دمشق الأحد وزير خارجيتها عباس عراقجي الذي استبق وصوله بالتأكيد على الدعم "الحازم" للسلطات السورية، غداة تأكيد الرئيس بشار الأسد أن بلاده قادرة وبدعم من حلفائها على "دحر" الهجمات.
والأحد، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة متحالفة معها "باتت تسيطر على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكوردية" في شمالها.
وبذلك أصبحت المدينة "لأول مرة خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع" في البلاد عام 2011.
ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كوردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية.
وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلاً للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.
وكان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع في مدينة حلب ومحيطها، قبل أن تخلي عدداً من مواقعها تباعاً خلال الأشهر القليلة الماضية، وفق المرصد.
وتقود الهجوم غير المسبوق على حلب ومحيطها هيئة تحرير الشام التي تعد منطقة إدلب معقلها الرئيسي مع فصائل سورية أخرى أقل نفوذاً. وتمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة الى عشرات المدن والقرى في محافظتي إدلب وحماة "مع انسحاب قوات النظام منها"، وفق المرصد.
ومنذ بدء الهجوم، قُتل أكثر من 370 شخصاً بينهم 48 مدنياً و114 مقاتلاً من القوات السورية ومجموعات موالية له، وفق المصدر ذاته.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً