رووداو ديجيتال
بينما يتهيأ العراقيون للاحتفال باالعبور الى العام الجديد 2025، يتوجسون مما سيحدث، سواء قبل او بعد اعياد رأس السنة الميلادية الجديدة.
اسئلة معلنة وسيناريوهات متفرقة يتداولها الناس في الشارع او في المقاهي حول ما سيحدث عاجلا ام آجلا، وهل ستكون احداث العام القادم اكثر هدوءا واستقرارا للعراقيين ام ان ما يحدث في سوريا خاصة وعموم المنطقة عامة سيؤثر بصورة مباشرة او غير مباشرة على العراق؟
السؤال الاكثر تداولا في الشارع العراقي هو: هل ستكون هناك ضربة أميركية او اسرائيلة، محدودة او واسعة ومؤثرة، ام لا؟ يقابل ذلك سيناريوهات اكثر تفائلا، تستبعد اي احتمال لحدوث مثل هذا الهجوم وان الاوضاع مستتبة، والعالم منشغل باحداث سوريا حاليا.
رغم كل هذا فان بغداد تبدو اليوم ورشة عمل كبيرة، هياكل حديدية وقطع كونكريتية جبارة لبناء جسور ومجسرات تختصر المسافات وتساعد الناس على تجاوز أزمة الازدحامات، اضافة الى مشاريع سكنية واسعة، ابراج وعمارات انجز الكثير منها واخرى قيد البناء، واسواق تجارية، مولات، في كل مكان، ولعل اكبرها مول العراق قرب منطقة الدورة الذي يوصف باعتباره اكبر مول في المنطقة، زواضخم من مول دبي والامارات، ومع كل هذا فإن ازمة السكن ما زالت مستفحلة.
وقبيل يوم واحد من نهاية العام الحالي واستقبال عام 2025، ابدى بغداديون في احاديث لشبكة رووداو اليوم الاثنين 20 كانون الاول 2024 تفائل حذر وهم يودعون العام الحالي.
وحسب شكيب عمران، وهو موظف في وزارة التعليم العالي، فإن "رواتب الموظفين ما عادت تكفي لسد متطلبات عائلة من اربع او خمس افراد، واسعار الوحدات السكنية، الشقق، مبالغ بها وبعضها يصل الى اكثر من مليون دولار، بينما لاراضي السكنية فاسعارها فاقت الخيال، لهذا اتجه االعراقيون الى خوض مغامرة شراء قطع اراض زراعية يبنون فوقها بيوت بسيطة بصورة غير رسمية".
تحويل الاراضي الزراعية الى سكنية قضى على مساحات خضراء واسعة، وهذا إجراء يهدد البيئة في بغداد خاصة التي تحولت فيها البساتين والحدائق الى ابنية كونكريتية خانقة".
عمران قال: "رغم اني موظف منذ اكثر من 20 سنة الا اني اعمل كسائق سيارة اجرة مستخدما سيارتي الخاصة لاتمكن من سد احتياجات عائلتي."، وعما ما يعنيه العام الجديد بالنسبة له، قال:" هذا الموضوع اكبر من مجرد احتفال عابر ويمضي، ولا امنية نتمناها فحسب، فانا بالرغم من تفائلي بقدوم عام 2025، لكني متوجس من المفاجآت ومما نسمعه من انباء والتحليلات السياسية حول الوضع الامني في عموم المنطقة، واتمنى ان يسود الاستقرار والامن وهذا كل ما نطلبه".
العراقيون، واعتمادا على تجاربهم وما مروا به من حروب وهجمات ارهابية، تحولوا الى محللين ستراتيجيين بحثا عن اجابات تسعدهم، لهذا يطرحون اسئلتهم ويتشبثون باية اجابة متفائلة. الحلاق قحطان سعد في منطقة الكرادة المزدحمة، تفائل بان الامور ستكون بخير، قال: "انا اتابع اخبار اجتماعات السياسيين العراقيين في الايام الاخيرة، فهناك قرارات وحلول حاسمة، وستنفذ بداية العام الجديد، ومن هذه الحلول حل الميلشيات وتسليم اسلحتها للدولة، وهذا مما نريده وما تريده الحكومة واميركا وهذا ما سيجنب العراق ويبعد عنا شبح الهجوم الاميركي او الاسرائيلي، لهذا انا متفائل بالعام الجديد حيث سيعم الامان والاستقرار".
اسماعيل حسن، مقاول مشاريع صغيرة ومتوسطة، اوضح بانه :" اجل تنفيذ بعض المشاريع التي كلفها المالية عالية ريثما تتضح الامور خلال الاشهر الثلاث القادمة." موضحا " العام 2025 سيكون حاسما في انهاء الازمات في المنطقة.. لقد كان العام 2024 مزدحما بالمشاكل، وسريعا في احداث تغييرات لم تكن متوقعة، مثل نهاية النظام السوري، كما استهترت اسرائيل في هجومها الاجرامي على غزة ولبنان، وكل هذه الامور لا بد من ان تكون لها نهاية اتوقعها في النصف الاول من العام الجديد".
على العكس من هذه التوقعات، تتفائل الفنانة المسرحية آلاء نجم بان:" العام القادم سيكون اكثر استرخاءا وانفتاحا للعراقيين."، وقالت:" انا بطبعي متفائلة، وقد حققت على المستوى الشخصي خلال العام 2024 الكثير من الانجازات الرائعة، حيث لعبت بطولة اعمال مسرحية متميزة، آخرها مسرحية الجدار، وانهيت الجزء الاكبر من دراساتي العليا لنيل درجة الدكتوراة في المسرح، وانهيت توا تالمشاركة كعضوة لجنة تحكيم في مهرجان الرياض المسرحي في المملكة العربية السعودية".
تضيف "على مستوى العراق فاني اجد المزيد من الانفتاح الاقتصادي وهناك الكثير من المشاريع الخدمية تتحقق، وكل ما اتمناه للعام القادم 2025 هو الاستقرار وتوفير فرص العمل للشباب وان يكون هناك رخاء اقتصادي يحقق للعراقيين حياة كريمة بعد معاناة طويلة."
بصورة عامة فان علامات الزينة لاستقبال العام الجديد في شوارع بغداد تبدو متقشفة، والاعلانات عن حفلات ليلة راس السنة متواضعة لا سيما وان غالبية النوادي الاجتماعية والنوادي والقاعات الموسيقية مغلقة، باستثناء نوادي الصيد والعلوية وبعض المطاعم في فنادق الخمس نجوم التي لا تذهب اليها العوائل عادة.
هيثم جرجيس، يعمل في قاعة للمويقى ةةالغناء، اغلقت بسبب قرار منع تقديم الخمور، قال:" ليلة راس السنة هي اكثر المناسبات التي نحتفل بها ونعمل خلالها والتي تدر على القاعة مبالغ جدية، لكننا خسرنا كل ذلك هذا العام بسبب منع تقدديم الخمور، وهذا القرار تسبب باغلاق العشرات من المطاعم والقاعات والمئات من محلات بيع الخمور".
وأضاف "هذا القرار روج لبيع الخمور باسعار خيالية في السوق السوداء، وحرمنا مع عشرات الالاف من المسيحيين والايزيديين من العمل، وسيكون احتفالنا محدودا براس السنة، متمنيا ان يتم التراجع عن هذا القرار لتكون الامور طبيعية".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً