رووداو ديجيتال
مع تصاعد حدة التوتر على الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية، منذ إعلان الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضي، تحوله إلى المرحلة الثانية من الحرب التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول، ببدء عملية برية واسعة؛ تتولى الهجمات على المصالح الأميركية في العراق، بجانب سوريا ولبنان، أعادت هذه الهجمات للواجهة الحديث عن شكل وطبيعة التواجد الأميركي في العراق، والذي لا زال الغموض يكتنفه، خاصة مع تحوله لأهداف مباحة للفصائل المسلحة، والتي كانت قد أكدت مع انطلاق الحرب الإسرائيلية ضد قطاع عزة، بأنها ستستهدف القواعد الأميركية في العراق بحال تدخلت واشنطن بشكل مباشر في الحرب.
بهذا الصدد، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، لشبكة رووداو الاعلامية، إن "التواجد الأميركي يقتصر على قاعدتي عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، وحرير بمحافظة أربيل عاصمة إقليم كوردستان".
منذ بدء الحرب على غزة، وتزامناً مع سلسلة هجمات في سوريا، واستمرار تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية؛ شنت جماعة تطلق على نفسها مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، أكثر من 20 هجوما صاروخيا وبطائرات مسيرة.
بحسب عدة بيانات أوردتها قناة تحمل اسم "الإعلام الحربي" على تطبيق تلغرام، متخصصة بنقل أنشطة "المقاومة الإسلامية في العراق"، أن هذه الهجمات - التي أسفرت عن وفاة موظف أميركي بقاعدة عين الأسد، بالإضافة لأضرار مادية - استهدفت "قواعد أميركية في العراق وسوريا".
غير أن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أكد حول أماكن التواجد الأميركي في العراق، أن "هذه القواعد عسكرية عراقية، وتضم تلك القوات الأميركية، وأن جميع المتواجدين من هذه القوات هم من المستشارين".
اللواء يحيى رسول، لفت إلى أنه علاوة عن التواجد الأميركي في قاعدتي حرير وعين الأسد، فإن هناك "مستشارين متواجدين في قيادة العلميات المشتركة أيضا"، مبينا أنه لا يمتلك أعداداً حول قوام هذا التواجد.
إلا أن ما تجدر الإشارة إليه، إن عدد القوات الأميركية في العراق بعد عام 2003 تراجع من نحو 130 ألفاً، وبقي يتراوح بين 100 ألف و150 ألفاً، قبل أن يعاود الارتفاع إلى نحو 170 ألفاً مع تدهور الوضع الأمني في البلاد عام 2007.
مع نهاية عام 2011، أنهت الولايات المتحدة غزوها للعراق في عهد الرئيس باراك أوباما، وسحبت قواتها من البلاد، وأبقت على عدد قليل من المستشارين العسكريين، غير أنه مع اجتياح تنظيم داعش لمساحات شاسعة من البلاد في عام 2014، ضاعفت واشنطن قواتها.
بذلك، بلغت أكثر من 5 آلاف عنصر، قبل أن تخفضها مجدداً إلى 3 آلاف في عام 2021، ثم إلى نحو 2500 في العام الحالي، بعد تصويت البرلمان العراقي عام 2020 على قرار يلزم الحكومة بإنهاء أي تواجد للقوات أجنبية.
على إثر ذلك، اتفقت بغداد وواشنطن في 26 تموز 2021، على انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحلول نهاية العام، ليعلن العراق بعد ذلك في كانون الأول من ذات العام، إنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي بشكل رسمي، والذي انسحبت على أساس تلك القوات مع معداتها تدريجيا.
ولطالما كان الجدل قائماً حول طبيعة هذا التواجد الأميركي في العراق، والذي تؤكد السلطات العراقية مرارا، أنه لأغراض التدريب ومواجهة تنظيم داعش وأنه موجود بدعوة منها، في حين تصفه ما تعرف بـ "فصائل المقاومة" بـ "الاحتلال"، وتبرر استهدافه في كل مناسبة ضمن ما يسمى بحرب الوكالة بين طهران وواشنطن، وفق مراقبين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً