رووداو ديجيتال
سنة واحدة وثلاثة أشهر فقط، عمر الطفلة ماريا أسعد قرياقوس، التي لقيت حتفها في حريق حفل زفاف قاعة الهيثم بمدينة الحمدانية، ذات الغالبية المسيحية، ما جعلها أحد أصغر الضحايا في مأساة القاعة.
ذوو الطفلة يصفون ما حصل بالكارثي، وسط غياب وتأخر الاستجابة للحادث من قبل الجهات المعنية، كالصحة والدفاع المدني وغيرها.
غياب الرقابة ونقص الخدمات
المواطن بهاء سعد قرياقوس، يقول لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الجمعة (29 أيلول 2023) ان "هذه الفاجعة التي حصلت لم تكن متوقعة، وهنالك العديد من الضحايا والاطفال ذهبوا ضحية ذلك الحريق"، مبيناً أن "بيتاً من بيوت الضحايا كان يضم عشرة أشخاص، لكن بقي منهم فرد واحد، يبلغ من العمر 11 سنة".
ويضيف ان "الطفلة ماريا كان من المفترض ان يكون لها مستقبل جميل، لكن حياتها انتهت"، مردفاً: "كنا نلعب معها وكنا نتمى لها ان تكبر وسط الخير. لها وللكل".
بهاء سعد قرياقوس، انتقد غياب الرقابة ونقص الخدمات الصحية، وتأخر فرق الدفاع المدني في مدينة الحمدانية، معرباً عن أمله في "شفاء المصابين"، وواصفاً ما جرى في المدينة بأنه "رعب، وشاهدت أمامي نحو عشرين جثة. وعندما نزيل الغطاء عن الجثث بحثاً عن أقاربنا لا نشاهد غير جثث متفحمة لا نستطيع التمييز بينها".
ويلفت الى ان "الكثير من الاطفال اصبحوا يتامى، لذلك عندما يكبر هؤلاء الاطفال ويسألون عن ابائهم، تجرحنا هذه الكلمات"، مبيناً: "في تلك الاثناء لا نستطيع عمل شيء لهم".
والدها البالغ من العمر 38 سنة، وامها ذات الاربعين عاماً، يعيشون صدمة كبيرة جراء فقدانهم طفلتهم الجميلة، ومعها راح ضحية الحادث أحد أعمام الطفلة، اضافة الى ثلاثة من أبناء عمومتها، فضلاً عن اثنتين من زوجات أعمامها، وكذلك واحدة من اقاربها.
"الحمدانية خسرت العديد من الناس"
بدورها تقول الطفلة عامرة ليث مارزينا، لشبكة رووداو الاعلامية يوم الجمعة (29 أيلول 2023): "أنا كنت صديقة ماريا، التي توفت بحادث الحريق في القاعة، وكنت أحبها وألعب معها".
وتضيف عامرة ليث مارزينا: "خسرنا العديد من الناس، حيث توفي 9 اشخاص من اقاربنا، واليوم دفنوا ثلاثة منهم، لكن جثث الستة الاخرين لازالت مفقودة".
الطفلة الجميلة، التي تميزت بعينيها السوداوين، ولون بشرتها الحنطي، غادرت مرحلة الحبو قبل شهرين وبدأت تسير على قدميها وسط فرحة أهلها وأقاربها، لكنها الان في قبرها اثر الحريق الكارثي الذي سيبقى عالقاً في أذهان العراقيين، وبالذات المسيحيين منهم، ولسان الحال يتساءل، من يضع حداً لمآسي وكوارث العراقيين ويستبدل حزنهم بالافراح كباقي شعوب العالم.
يذكر ان مديرية صحة نينوى أعلنت انه لم يتم التعرف على هوية 38 جثّة لضحايا حريق الحمدانية حتى الآن. فيما ذكر معاون مدير الصحة ان 101 شخص فقدوا حياتهم حتى الان بالحريق، والوضع الصحي لبعض المصابين غير مستقر.
وبينما ينتظر ذوو الضحايا اجراءات حكومة رادعة بحق المتسببين بالحادث، يؤكدون ان حياة المسيحيين في العراق باتت في خطر، فهم يتعرضون الى حملات ممنهجة، ويفكرون بالهجرة من البلاد.
وحسب معلومات كشفت عنها المديرية العامة لصحة نينوى، الجمعة (29 أيلول 2023)، وصل اجمالي عدد الضحايا المتوفين بالحريق الى 101 شخص، اما المصابون فهم موزعون بواقع 21 شخصاً في مستشفى أربيل، و12 شخصاً في مستشفى دهوك، و7 أشخاص في مستشفى الحمدانية، و11 شخصاً في المستشفى الجمهوري في الموصل، وشخص واحد في مستشفى الحروق، وجريح لدى منظمة أطباء بلا حدود، و4 مصابين تم نقلهم الى تركيا، وجزء من المصابين خرجوا من المستشفى.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً