رووداو ديجيتال
أفاد ضياء الجميلي مستشار رئيس الوزراء العراقي للذكاء الاصطناعي، أن معدل ذكاء أطفال العراق يأتي في المرتبة الـ 62 عالمياً، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية قررت تزويد كل مدرسة بـ"خط إنترنت وشاشة عرض وكمبيوتر" ابتداء من شهر أيلول القادم، لمواكبة التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وقال الجميلي، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأربعاء (29 كانون الثاني 2025)، إن "العراق بدأ التكنولوجيا قبل 1200 سنة. وبالتحدث عن الذكاء الاصطناعي، فما هو الذكاء الاصطناعي؟ هو علامة تجارية لعالم جديد اسمه عالم الثورة الصناعية الرابعة، وهذا العالم يختلف عن الثورة الصناعية الثانية والثالثة والأولى، إذ إن الثانية كانت امتدادا للأولى والثالثة امتداد للثانية، لكن الرابعة هي (accumulation) وهي التي أخذت كل الأشياء الموجودة في الثلاثة ثورات الصناعية، إضافة إلى شيء مهم جدا، حيث أيقظت الثورة الصناعية النائمة، وهي ثورة الخوارزمي وثورة الصفر التي بدأت في بلد اسمه العراق".
وأضاف أنه "لذلك احتاجوا الخوارزميات، واحتاجوا الجبر وإلى علم الفلسفة، ذلك لأنه حاليا الذكاء الاصطناعي تحول من هندسة إلى علوم ثم إلى فلسفة"، مبيناً أن "الفلسفة من استخدام المعلومات أو البيانات من أجل أخذ قرارات، وهذا الشيء كنا نعمله قبل أقل من 1200 سنة، لكن كنا نعمله باليد والآن وجد الحاسوب"، مشيراً إلى أن "وجود كمية كبيرة من البيانات جعل هذا الشيء سريعا وآنيا".
وتابع: "هناك أعداد كبيرة وهائلة من العراقيين يعملون في هذا المجال، وليست فقط أنا ضياء، حيث لدينا أعلام في هذا المجال، إذ لدينا شخص اسمه جميل خليلي، وهو مدرب في أحد الجامعات العراق البريطانية، ويتحدث لك عن العلم والإسلام، وبدأ يتكلم عن هذا الموضوع، كذلك لدينا شخص مهم وكتاب مهم في بغداد اسمه ألف ليلة وليلة، وزميلنا الحسني الذي هو مدرب في جامعة مانشستر أحيل إلى التقاعد الآن، أنجز كتابا اسمه ألف اختراع واختراع إسلامي، بمعنى ألف ليلة وليلة، وهذا يدل على أنه هناك شيء كبير".
وأشار إلى أن "هناك إحدى الشخصيات العراقية بالفلسفة كان معروفاً، اسمه عبد الرحمن الحج، قال لولا الحضارة الإسلامية معناها لولا بيت الحكمة، لما كانت هناك الأندلس، ولولا هناك الأندلس لما كان هناك شيء اسمه الحضارة الأوروبية الحديثة"، مبينا أن "الناس بدأت تعرفه الخوارزميات".
ولفت الجميلي، إلى أن "الله وللحفاظ على حق العرب والمسلمين الكورد والعراقيين، جعل شيئا اسمه الخوارزمي"، مبينا أن "الخوارزمي يمثل حضارة كاملة لأن بغداد كانت ملتقى العلم، ولا يفرق بين الكوردي والعربي والمسيحي، فكل من لديه علم يمكنه القدوم إلى بغداد، أو من كان موجودا في بغداد في سبيل هذا العلم".
وبين أنه في "بريطانيا وفي أوروبا وفي العالم لدينا أناس كثيرون مطلعون على هذا العلم، ولكن قل لي ماذا سنفعل بهذا العلم، وأين نحن من هذا العلم، وأين نحن من هذه التكنولوجيا؟"، مشيرا إلى أن "هذا الشيء مهم بالنسبة لنا كعراقيين موجودين على هذه القطعة من الأرض".
ومضى بالقول إن "اليوم في كوردستان وبأربيل تكلمت مع أحد الأساتذة، وجدتهم يتكلموا عن الجينوم سنتر بمعنى مركز للجينات، حيث سيكون في كوردستان، ولكي اتفاهم معهم بأن يكون تابعا لكل العراق، وهذا هو الوقود الذي نحتاجه لتشغيل الذكاء الاصطناعي".
وأردف الجميلي، أن "الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلة على اتخاذ القرارات بدون الرجوع للإنسان وهذا يحتاج لقوة كبيرة تحتاج لكمبيوتر، بمعنى يحتاج لها معالجة كبيرة من قبل كمبيوترات سريعة جدا"، مبينا أن "وقود هذه الكمبيوترات السريعة هي البيانات، والعراق فيه بيانات كبيرة ولكن نحتاج لترتيبها".
ولفت، إلى أن "الشيء الأهم من هذا، هو الحاجة إلى طاقة، فمشكلة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب ستكون الطاقة التي تشغل وهي الطاقة الكهربائية، لأن الذكاء الاصطناعي أو الثورة الصناعية الرابعة تقسم إلى ثلاث أقسام، القسم الأول هي التكنولوجيا، والقسم الثاني هي التطبيقات، والقسم الثالث هي المهارات التي نحتاجها".
وأضاف أن في السابق كانت "80% هي التكنولوجيا والتطبيقات و20% المهارات، والآن تحولت وأصبحت لدينا تكنولوجيا عظيمة جدا"، مشيرا إلى أن "بالذكاء الاصطناعي تحققت 3 عوامل في آن واحد، وهي وجود الخوارزميات خلال 1200 سنة، والشيء الثاني هو وجود البيانات الكبيرة، فالآن كلها بيانات، الهاتف عبارة عن بيانات، وعندما نذهب إلِى الطبيب يأخذ لنا البيانات، وهذا الشيء مهم جدا".
وشدد، على أنه "يجب أن يكون بكل مكان مركز للبيانات، والآن في العراق لدينا مركز للبيانات الوطني في بغداد، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أنه يقوم بعمل واحدة من أكبر مركز للبيانات الموجودة في العالم، وتكلم البريطانيين بأنهم يقومون على عمل مركز للبيانات".
واستدرك، أن "الآن في العراق نريد أن نجمع بيانات ونوحدها في مكان واحد، والشيء الثاني يجب أن نعالج هذه البيانات، ولكي تعالج هذه البيانات نحتاج إلى حواسيب سريعة جدا، وهذه الحواسيب تحتاج إلى طاقة، ووجود الطاقة الكهربائية ووجود الشمس سيساعد"، مشيرا إلى أنه "حتى الآن لدينا حواسيب سريعة ولكن ليس بما تستطيع تأخذه بما يسمى (Big Data) يعني كمية كبيرة هائلة من البيانات، فهناك فرق بين كمية هائلة من البيانات التي هي (Unstructured) و (Structured)"، متسائلا: "ما هو Structured؟ إذا لديك (داتا بيس) فيها كمية هائلة من البيانات، وهذه الكمية الهائلة من البيانات إذا كانت مرتبة لا يوجد مشكلة بها، ولكن إذا لم تكن مرتبة فهنا المشكلة".
وأوضح أن "الذكاء الاصطناعي هو الحصول على معلومة من أشياء غير مرتبة"، مشيرا إلى أن "التكنولوجيا موجودة والتطبيقات موجودة، لكن الأهم منها هي المهارات، إذ نحتاج إلى أشخاص لديهم القدرة على العمل بهذا الموضوع، والعمل على التطوير"، لافتا إلى أن "جامعات العراق كانت أول من عملت الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، حيث كان هناك قسم في الجامعة التكنولوجية عام 2002 اسمه الذكاء الاصطناعي، كما لدينا شباب معلوماتهم عالية والقدرة على حل المشاكل".
واستطرد الجميلي أن "ترتيب معدل ذكاء أطفال العراق عالميا 62، وأقرب منافس لنا في المنطقة العربية والعالمية هي البحرين التي ترتيبها 97، هذا يقول إن أولادنا لديهم قدرة على حل المشاكل، وهذه واحدة من المهارات، أما الشيء الثاني المهم إن 60٪ من الشعب العراقي هم شباب، أي لهم القدرة على التعلم، والشيء الآخر الآن هي خطة الحكومة العراقية والتي تتمثل إلى 2050، وفي النهاية العراق يجب أن يكون القرية التكنولوجية في الشرق الأوسط".
وأوضح أن "مصر تملك كثير من العلماء ولكن لا يملكون المال، السعودية تملك المال ولكن لا يملكون المهارات، غير أن العراق يملك المهارات -على الأقل- الفطرية في الولادة وفي نفس الوقت يملك المال في الوقت الحاضر، وبالتالي فإن الشيء المهم أن تقوم الحكومة العراقية في تغيير المناهج الدراسية من الحاسوب إلى الحاسوب والذكاء الاصطناعي، وهذا سيحدث في شهر أيلول القادم بدءا من المراحل المتوسطة والإعدادية"، لافتا إلى أنه "في نفس الوقت أصبحت لدينا منصات تعليمية تفاعلية مع الطالب".
وأكد الجميلي، أن "الحكومة العراقية قررت أن يكون في كل مدرسة بالعراق على الأقل خط إنترنت وشاشة عرض واحدة وكمبيوتر"، لافتا إلى أن "منهجية الحكومة ستطبق في شهر أيلول القادم بدءا من الصف الأول المتوسط والرابع الإعدادي"، مشيرا إلى أنه "بالنسبة للجامعات معظم الجامعات العراقية الآن أما لديهم قسم الذكاء الاصطناعي أو سيستحدثون قسم الذكاء الاصطناعي".
وأشار، إلى أن "كل بيانات الوزارات العراقية بدأت تكوّن في مركز البيانات الوطني في بغداد، وهذه أول نقطة للتحول الرقمي، ذلك لأن أساس الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي"، موضحا أن "رئيس الوزراء قرر أن تكون هناك ثلاثة لجان برئاسته، اللجنة الأولى هي لجنة التحول الرقمي، واللجنة الثانية الأمن السيبراني، إذ حاليا توجد اللجنة العليا للأمن السيبراني، واللجنة الثالثة هي للذكاء الاصطناعي، وهذه اللجنان الثلاثة برئاسته لأنه يركز على هذا الموضوع".
ولفت الجميلي، إلى أنه "في حال لم يكن هناك تحول رقمي يعني ليس لدينا ذكاء اصطناعي، وإذا كان الذكاء الاصطناعي من دون أمن سيبراني سيصبح لدينا مشكلة بأمن المعلومات، الشيء الثاني الآن نعمل على مركز جديد اسمه المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، وهذا مركز الذكاء الاصطناعي سيكون مختلف عن المركز الوطني للبيانات وسيصبح لدينا مركزين مختلفين، واحده لخدمة الحكومة، وواحد لخدمة المجتمع، بمعنى سأعطيك معلومات للصحة والطب، والآن سنقوم بتجربة بثلاث محافظات النجف والأنبار وميسان".
وبين أنه "نريد تنظيم المريض، أي تكون معلومات كل شخص موجودة لدى الطبيب عندما يذهب لزيارته، ويكون ذلك عن طريق الرقم الوطني بشكل مركزي، بالتالي هذا سيغيير من قرار الطبيب، لأنه ستكون لديه معلومات سابقة"، مشيرا إلى أنه "كذلك سنستفاد من الذكاء الاصطناعي في الزراعة والارث التاريخي وبما يخص قضية المياه والحافظ عليها".
وتابع أن "الذكاء الاصطناعي سيساعدنا في قطاع الزراعة لأعادة البلاد إلى خضراء وذلك من خلال مساعدته في تنظيم عملية الزراعة والري من خلال الزراعة الذكية"، لافتا إلى أنه "تم الاتفاق بين رئاسة الوزراء ووزارة التعليم العالي والجامعات العراقية على تحويل كليات الهندسة الزراعية إلى كليات الزراعة الذكية".
الجميلي أردف أن "إقليم كوردستان يعمل على إنشاء مركز للجينات، وطلبت منهم بأن يكون مركز للجينات للعراق في إقليم كوردستان، أي لا نحتاج ليكون هناك مركزين، لكي نعمل استراتيجيا للعراق كله، ذلك لأن العراق والعراقيين يحتاجون لبعض"، لافتا إلى أنه "من الضروري يكون هناك مركز في الإقليم وآخر في بغداد وثالث في البصرة، ورابع في المواصل، ذلك لأنه كلما كثرت سيكون أسهل بالحفاظ على المعلومات".
واستدرك أن العراق سيكون جزءا من منظمة عالمية اسمها (منظمة التعاون الرقمي) فنحن سنصبح رقم 17، ولكن في نفس الوقت طلبنا أن يكون يقود العراق التدريب على مهارات الثورة الصناعية الرابعة لوجود أشخاص يعملون في هذا المجال".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً