سد "شريف شاه" يقلص سيول ايران باتجاه مندلي

26-11-2023
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة مندلي ايران
A+ A-

رووداو ديجيتال

قالت الحكومة المحلية في ناحية مندلي، التابعة لمحافظة ديالى، شرقي العراق، ان السيول الاخيرة القادمة من ايران صوب الناحية، أفادت الفلاحين، مشيرة الى أن بناء ايران سد شريف شاه قلص من كميات السيول القادمة باتجاه مندلي.
 
مدير ناحية مندلي مازن الخزاعي، ذكر لشبكة رووداو الاعلامية ان "مياه السيول التي جاءت من ايران الى مندلي كانت بمستويات طبيعية جداً، ولا توجد مشكلة في مركز المدينة او القرى التابعة لها"، موضحاً أن "موجة السيول تحت السيطرة، واستفاد اصحاب الاراضي الزراعية منها ممن يعتمدون على السقي من وادي حران ووادي نفطخانة".
 
ونوّه مازن الخزاعي، الى ان "مياه السيول كانت في قزانية بنسبة أكثر من متوسطة، ولم تحدث أضراراً في البنى التحتية، كما أنها عادت بالفائدة على الفلاحين"، واصفاً الوضع الزراعي في مندلي بأنه "جيد، رغم أن الخطة الزراعية المقبلة، والتي تتضمن زراعة الحنطة والشعير، لم تشمل عدداً كبيراً من الفلاحين، لذلك هم ينتظرون الامطار والسيول".
 
يذكر ان مندلي، بالكوردية "مەندەلی - Mendelî‏" تتبع الى قضاء بلدروز في محافظة ديالى، وهي من ضمن المناطق المتنازع عليها في العراق، وتتكون من أربع محلات، قلعة بالي، بوياقي، السوق الصغير، السوق الكبير، وغالبية سكانها من الكورد، كما توجد فيها أسر عربية وتركمانية.
 
صدر مرسوم جمهوري بإنشاء قضاء بلدروز عام 1987 والتي ألحقت بها مندلي، وهي تقع على بعد 160 كم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد.
 
كانت بساتين المدينة تنتج أفخر أنواع التمور وأندرها وكان بها مليون ونصف نخلة، إلا أن السد الذي أنشأه شاه إيران في ثلاثينيات القرن الماضي على وادي نهر كنكير حرمها المياه الكافية مما ألحق دماراً كبيراً بالنخيل وتسبب ذلك بهجرة غالبية أبناء المدينة حينذاك. 
 
بعد عام 1982 أصبحت مندلي الخط الأمامي في جبهة الحرب العراقية الإيرانية مما أدى إلى نزوح أهلها منها إلى مدن أخرى مثل بلدروز وبعقوبة وبغداد، وتم تنزيلها من قضاء إلى ناحية بعد أن كانت من أولى الأقضية في العراق.
 
 
بشأن شح المياه، ذكر مدير ناحية مندلي ان "الفلاحين يعتمدون في سقي اراضيهم وبساتينهم على الابار والسيول، وسبق لهم أن تضرروا في الصيف جراء شح المياه في الأنهار، لذلك اعتمدوا على الابار، أما الذي لا يمتلك بئراً فقد تضرر كثيراً".
 
يبلغ عدد الابار المجازة في مندلي نحو 40 بئراً.
 
واشار الى ان "ايران بنت سد شريف شاه على مياه كلال، ودخل العمل فيه قبل نحو سنتين، لذلك انخفضت كميات السيول القادمة منها الى مندلي".
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد. 

 

سيول في مندلي قادمة من ايران

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب