رووداو ديجيتال
خمس سنوات من الجفاف أماتت كل شيء في ناحية الشوملي بمحافظة بابل، جنوب العاصمة العراقية بغداد، وهجر أصحاب المزارع أماكنهم بحثاً عن مياه تروي رمقهم.
أهالي ناحية الشوملي يتحدثون عن معاناة سنين عجاف فتكت بهم وأهلكت المزارع والحيوانات، مع انتشار الأمراض بينهم، وسط "إهمال حكومي متعمد"، على حد تعبيرهم.
حسين خلبوص الشريفي، وهو أحد شيوخ ووجهاء ناحية الشوملي، يقول لشبكة رووداو الاعلامية يوم الأربعاء (26 حزيران 2024) إن "الحصة المائية الأكبر تذهب الى محافظة الديوانية، لكون المدراء العامين في وزارة الموارد المائية هو من أهالي تلك المحافظة، ويسيطرون على الوزارة بالكامل".
ويضيف حسين خلبوص الشريفي: "أصبحنا اليوم ضحية، وأصبحنا نشعر بأن دولتنا غير جادة مع الشعب وتريد إنهاء الشعب بطريقة باردة".
بدوره، يقول فاضل ياسين، وهو أحد شيوخ ووجهاء ناحية الشوملي لشبكة رووداو الاعلامي: "نحن في جنوب الشوملي لا نستقبل أحداً بعد اليوم من يأتي لأجل الانتخابات، وأهالي الناحية شاهدوا المعاناة والمهانة".
ويؤكد: "لانقبل بهذا الكلام ابداً. يجلبوا لنا الماء ويوصلوه الى آخر نقطة اهلاً وسهلاً بهم، أما غير ذلك فنحن سنحمل راياتنا (البيارق) ونقطع الشوارع، فنحن لسنا محتجين ضد الدولة ولا علاقة لنا بها، نريد ماء للشرب".
شيوخ وشباب المنطقة خرجوا عن صمتهم بعد سنوات، من خلال احتجاجات واسعة للمطالبة بتوفير المياه، لكنها جوبهت بعملية قمع وتفريق من قبل قوات الأمن، اعتقل على اثرها 20 شاباً واصيب 15 آخرون باصابات وكدمات مختلفة، بينهم الشاب علي الذي فج رأسه وبح صوته جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع
علي طالب، هو أحد المحتجين المصابين، يقول لشبكة رووداو الاعلامية: "خرجنا كمتظاهرين للمطالبة بالماء فقط، ووقفنا على الطريق السريع، فجاءت مكافحة الشغب والفوج التكتيكي بدون سابق انذار، وقاموا بضربنا بالقنابل الدخانية والغاز المسيل للدموع".
ويوضح علي طالب: "صوتي بح، بسبب القنابل الدخانية، وضربني أحدهم على رأسي بعصاه".
ثلاثة مشاريع للمياه تحيط بناحية الشوملي بطول 35 كم لكل واحد منهم، لكن الجفاف ضربها وأصبحت قاحلة دون جدوى، فيما يهدد الاهالي بالتوجه نحو العصيان المدني في حال عدم الاستجابة لهم من قبل السلطات الحكومية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً