ظهر خلل أثناء إجراء الطلب. الرجاء تكرار المحاولة لاحقاً
رووداو ديجيتال
قرار وزارة التربية العراقية، إغلاق ممثلياتها في محافظات إقليم كوردستان، بما يتماشى مع قرار الحكومة إغلاق مخيمات النازحين، يلقى بظلال عكسية على آلاف الطلاب العراقيين العرب المقيمين في اقليم كوردستان.
مجلس الوزراء العراقي، حدد الـ30 من تموز المقبل، موعداً نهائياً لإغلاق المخيمات وعودة النازحين، فيما يلاقي القرار ردود فعل سلبية من أهالي المحافظات ذات الغالبية السنية، ومنها صلاح الدين.
يبلغ عدد النازحين المقيمين بمخيمات إقليم كوردستان البالغة 24 مخيماً، نحو 120 ألف نسمة، فيما يقيم عشرات الالاف من المحافظات "السنية" في اقليم كوردستان واستقروا فيها بعد عام 2003.
بحسب احصائيات رسمية، حصلت عليها شبكة رووداو الاعلامية سابقاً، فإن الاحتياجات للمدارس في محافظة صلاح الدين، تتجاوز الـ 1000 مدرسة، وهنالك المئات من المدارس ذات الدوام الثنائي والثلاثي بمختلف الاقضية والنواحي في وقت أعلنت وزارة التربية العراقية، حاجتها لأكثر من 10 آلاف مبنى مدرسي، لفك الاختناق وانهاء الدوام المزدوج.
"لا تتوفر مدارس للطلاب النازحين"
رئيس منظمة هلا للتنمية المستدامة سجى البياتي، قالت لشبكة رووداو الاعلامية بهذا الصدد، إنه "لا توجد أرقام محددة لعدد الأسر النازحة من صلاح الدين الى اقليم كوردستان، لكن هنالك نحو 285 ألف طالب بمختلف المراحل مسجلين لدى الممثليات في اربيل والسليمانية ودهوك لكافة النازحين، ونحو 40 الف عائلة تسكن المخيمات في اقليم كوردستان".
وأشارت سجى البياتي الى أنه "وعدا ذلك هنالك مئات العوائل تسكن خارج المخيمات في اقليم كوردستان"، موضحة أن "غالبية العوائل النازحة من قضاء طوخورماتو سكنوا بين مركز القضاء وكركوك، ونسبة منهم في اقليم كوردستان خارج المخيمات".
وشددت سجى البياتي على أنه "لا تتوفر في قضاء طوزخورماتو مدارس لسكانه الاصليين والنازحين، حيث أصبحوا عبئاً عليهم، لذلك تشهد المدارس دواماً مزدوجاً لثلاث مدارس في مبنى واحد".
وأشارت الى أنه "ورغم اصدار قرار غلق الممثليات في اقليم كوردستان واجبار العوائل بالعودة الى مناطقهم، الا أن أغلب هذه المدارس والمناطق مهدمة بالكامل، ولا توجد فيها أي خدمات أو بنى تحتية، وغير مستقرة من الناحية الأمنية".
"الحكومة عندما اتخذت هكذا قرارات لم تراعي وضع العوائل النازحة في حال عودتهم، من حيث سكنهم ودراسة أبنائهم، وحالة المدارس التي يرثى لها، ومن سيحميهم من السلاح المنفلت، وكذلك بالنسبة للمناطق غير المؤمنة، حيث لازالت هنالك مناطق نسمع فيها عمليات ارهابية لتنظيم داعش بين الحين والاخر"، وفقاً لسجى البياتي، التي تساءلت: "من سيتحمل مسؤولية هذه العوائل؟".
مخاوف العائدين من ممارسات الحشد الشعبي
ونوهت الى "وجود قوى ماسكة في بعض المناطق هي من الحشد الشعبي وبأصنافه المتعددة، حيث هم غير محببين في المناطق ذات الغالبية السنية ولديهم سمعة سيئة الصيت عندما تعرضت هذه المناطق الى التهجير القسري".
وحذّرت من أن "هنالك عوائل لازالت لديها مخاوف وتردد من العودة، وبالأخص البعض منهم لديهم تشابه أسماء أو كان لديهم أحد من العشيرة والاقرباء ينتمي الى تنظيم داعش، ناهيك عن الخلافات العشائرية في بعض مناطق صلاح الدين والتي تتسبب بعدم عودتهم حتى الان".
سجى البياتي، لفتت الى أنه "في كل بلدان العالم تحرص الحكومات على أمن مواطنيها وعلى تعليم أجيالها، الا في العراق"، مضيفة أن "حكومتنا لم تكتفي بالتهجير القسري وانتزاع المدن من سكانها وحرمانهم من العودة منذ عشر سنوات وعدم تعويضهم بما تعرضوا له من فقدان منازلهم واموالهم، بل لحقت بسكان تلك المناطق الى سكنهم الحالي للتنكيل بهم وحرمان أبنائهم من التعليم من خلال غلق الممثليات في اقليم كوردستان لتجبرهم على نزوح عكسي آخر".
وبيّنت أن "ناشطي المحافظات التي تعرضت الى الارهاب خرجوا بوسم #التنكيل_بالنازحين من اجل الضغط على الحكومة ووزارة التربية للعدول عن قرار غلق الممثليات، وبدل ذلك أن يوفروا لهم الأمن والخدمات والبنى التحتية وتعويضهم ببناء منازلهم وتهيئة أرضية ووقت مناسب للعودة الآمنة والسليمة".
غلق الممثلية قرار "جائر وتعسفي"
من جهته، وصف أمين عام جبهة الخلاص العراقي للحرية والسلام، ثائر البياتي، في تصريحه لشبكة رووداو الإعلامية قرار غلق ممثليات التربية في اقليم كوردستان بأنه "جائر وغير دستوري لأسباب كثيرة"، موضحاً أن "اقليم كوردستان هو من ضمن العراق، وبالتأكيد هنالك الكثير ممن يسكنون اقليم كوردستان عدا المهجرين والنازحين في المخيمات والمقيمين".
ولفت ثائر البياتي الى أن "مشكلة الممثلية هي تنقّل ادارتها بين تربية الانبار وتربية صلاح الدين والمزايدات التي تمارس من خلال تولي السلطة على هذه الممثلية"، عاداً القرار الوزاري بغلق الممثلية "كارثياً للنازحين والمهجرين والمقيمين".
"أكثر من 150 ألف طالب موجود في اقليم كوردستان"، وفقاً لثائر البياتي الذي تساءل: "أين يذهبون؟ هل يعودون الى مناطقهم المدمرة والمحتلة من قبل المليشيات؟".
"غياب مقومات الحياة بمناطق النازحين"
وأشار الى أنه "لا توجد مقومات الحياة في تلك المناطق. هل تم تهيئة مدارس بديلة؟ وهل تم اخراج الميليشيات؟ وهل تم تأمين الطرق والجسور والكهرباء والماء والمراكز الصحية؟"، معتبراً هذا القرار بأنه "تعسفي لأمرين. الأول هو إرسال رسالة للفاعل الدولي انه انتهى موضوع التهجير والنزوح وهو أمر غير صحيح ولن يحصل الا بخروج الميليشيات وتأهيل تلك المناطق لاعادة النازحين والمهجرين، والثاني هو المنافسة بين تربية الانبار وصلاح الدين ونينوى".
أمين عام جبهة الخلاص العراقي للحرية والسلام، رأى أن الحل الأنسب هو "ربط الممثلية بوزارة التربية بشكل مباشر، والابقاء على الممثلية قائمة في اقليم كوردستان، لكون الكثير من العوائل حتى من بغداد والجنوب يقيمون في اقليم كوردستان، وليسن من المحافظات السنية فقط".
شهدت أربيل مؤخراً احتجاج موظفين وطلبة وأهاليهم، على قرار وزارة التربية العراقية بإغلاق ممثلياتها في إقليم كوردستان، رافعين شعار "كلا كلا للتهجير".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً